حقا انها مسخرة سياسية! هذا هو التوصيف الدقيق لمشاهد المهزلة التي تجري الآن فوق مسرح العبث السياسي! أن يتقدم للرئاسة ثلاثة من اركان النظام الفاسد الذي قامت الثورة لعزله! ولو سئل الرئيس المخلوع من يختار لرئاسة مصر في المرحلة الراهنة لما اختار سوي اللواء «عمر سليمان» شريكه المتضامن علي مدي 18 عاما ومهندس صفقة تصدير الغاز لاسرائيل ونائبه الذي اختاره لإنقاذه من براثن الثورة في أيام ما قبل السقوط! هل هناك عبث أسوأ من ترشيح رئيس وزراء مبارك الذي تعهد في برنامج تليفزيوني بحماية المتظاهرين من الأذي واشار إلي رقبته قبل يومين من مجزرة ميدان التحرير المعروفة بموقعة الجمل! هل من عبث واحتقار للرأي العام يصل لحد الازدراء أكثر من ترشيح الرجل الذي يعتبر الرئيس المخلوع استاذه ومثله الأعلي وسيده وتاج رأسه! ثم ما هذا الاستعباط والاستهبال الذي يقول به المروجون لحملة عمر سليمان علي أساس أنه البديل لمواجهة خطر فاشية الاخوان المسلمين؟ هل عقمت مصر واختصرت فإما عمر سليمان وشفيق والحزب الوطني.. وإما الاخوان؟ ما هذا المنطق العفن وما تلك الزبالة السياسية التي يعاد تدويرها وتسويقها من جديد بعدما أودت ببلادنا إلي الحضيض؟ هل اختصر رجالات مصر في عمر سليمان واختزلت قواها السياسية والوطنية الحية في جماعة الاخوان؟ هل وصلنا لنهاية «الجيم» كما رسمها المجلس العسكري.. ولم يبق إلا المشهد الأخير وهو براءة حسني مبارك وعودته لتسلم السلطة من عمر سليمان، والقاء القبض علي رموز القوي السياسية التي اشعلت الثورة والزج بهم في السجون بتهمة قلب نظام الحكم. والعمالة لدول خارجية وحيازة اجندات اجنبية؟ هل نحن بصدد الحلقة الأخيرة في مسلسل القضاء علي الثورة التي بدأت بتحية عسكرية لأرواح الشهداء وانتهت بضربهم بالبيادة والجزمة القديمة! أمازالت مصر تدار بنظام حسني مبارك بذات الغش وذات الكذب وذات الغدر وذات الغباء! هل هي «عبقرية الغباء» المتوارثة والتي انتهت بقيام ثورة مصرية وتبشر الان يثورة جديدة. نشر بالعدد 592 بتاريخ 16 ابريل 2012