كشفت اعترافات عناصر تنظيم داعش الإرهابى المنتشرة على مواقع الانترنت واليوتيوب، الذين تم إلقاء القبض عليهم فى المعارك الضارية بين التنظيم والجيشين السورى والعراقى أو قوات البيشمركة الكوردية أو مقاتلى وحدات حماية الشعب فى كردستان سوريا، عن مدى الانحراف الدينى المميز لهذا التنظيم الذى يزعم أنه يقاتل ويجاهد لإقامة الدولة الإسلامية. وفضحت الاعترافات كيف تعرض أغلب هؤلاء الشباب المنضمين للتنظيم، لعملية غسل مخ تم خلالها خداعهم عن طريق فتاوى دينية شاذة تبشرهم بالجنة والحوريات فى الآخرة، وبأن كل واحد منهم يستشهد سيحظى بالمتعة من 72 حورية، كما أنه سوف يشفع فى العشرات من أقاربه. والأخطر أن أمراء التنظيم الإرهابى كذبوا على الله ورسوله الكريم،من خلال تأويل آيات قرآنية وأحاديث نبوية شريفة أكثرها غير صحيح ولا يمكن أن يقبل عقل أن الرسول يقول مثل هذه الأحاديث. حيث أوهم الأمراء عناصر التنظيم وهم فى الأصل أميين أو متوسطى التعليم وعديمى الثقافة خاصة الدينية. ومن بين الآيات التى يروجونها بين عناصر التنظيم، قوله تعالى فى سورة الأنفال «إِذْ يُوحِى رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّى مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِى فِى قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ». وقوله تعالى سورة محمد «فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ». ويزعمون أن الرسول قال فى أحاديثه أنه أمر أن يقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأنه قال «إنى لم أبعث لأعذب بعذاب الله، إنما بعثت لضرب الرقاب وشد الوثاق». كل ذلك يتم بشكل ممنهج لحفر المعتقدات والأفكار المنحرفة داخل العناصر المنضمة للتنظيم سواء عن طريق التطوع أو عن طريق الانضمام الإجبارى تحت التهديد بالقوة والقتل إذا لم يتم الانضمام للتنظيم ومبايعة أميره. دروس يومية يتلقاها هؤلاء على يد أمراء المجموعات والمفتين الشرعيين، هذه الدروس تهدف فقط إلى تأصيل الأفكار المنحرفة، وإلى تحويل هؤلاء الشباب إلى مجرد أدوات لتنفيذ الأوامر والفتاوى الصادرة من أمراء التنظيم مهما كانت، فلا وجود للنقاش والمجادلة بين جنبات التنظيم أو فى دولته الإسلامية المزعومة، فقط طاعة عمياء، أما من يفكر أن يسأل أو يحاجج فإن له مصيراً واحداً لا غير وهو القتل، وغالباً ما تتم عملية التصفية أمام زملائه لأجل مزيد من الإرهاب والتخويف والترهيب لكل من يحاول أن يفعل مثل هذا القتيل الذى تم تصفيته لأنه يجادل فى كلام الله ورسوله، ولأن عقيدته ليست سليمة، والإيمان لم يتمكن ويقر فى قلبه. ولأن أغلب الشباب المقاتلين فى صفوف التنظيم الإرهابى لم يكونوا أصلاً من المتدينين السابقين وليس لديهم أدنى قدر من الثقافة الدينية، أو حتى حفظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، فإنهم وتحت وطأة الخوف وربما بفعل سحر الإعجاب، فإنهم يصدقون كل ما يقوله الأمراء والمقتون، حتى ما يتنافى مع العقل والمنطق، فلاوجود للعقل والمنطق داخل هذا التنظيم الإرهابي. يتحول الجميع فى التنظيم إلى أداة يحركها الأمراء كيفما شاءوا ومتى شاءوا، يتصور هؤلاء حسب اعترافاتهم أنهم يقيمون دولة الإسلام وأن هذه الدولة التى لاوجود لها إلا فى أذهانهم، لابد أن تتوسع حتى تحكم العالم كله، وأنه لابد أن يتنشر الإسلام وحده على الأرض، فلا مكان لأى ديانة أو عقيدة أخرى غير الإسلام، ولهذا يصبح جميع الذين على ديانات أخرى، أهدافاً لسيوف المقاتلين فإما أن يدخلوا فى الإسلام أو يتم قتلهم وسبى نسائهم واتخاذهم إماء وسبايا. ويجب عليهم القتال لمسح والقضاء على جميع الكفار والمسيحيين والمرتدين، وكل هذه المصطلحات يتوسعون فيها لتشمل أكبر عدد ممكن من البشر. ويرون أن الإسلام يجب أن ينتشر بحد السيف وبالجهاد والدماء. إرهابيو داعش لا يعرفون تنوعاً للبشر، عرباً وكرداً وغيرهما من القوميات الأخرى الموجودة بالمنطقة، الإسلام والإسلام فقط هو الذى يعرفونه، فلا يعرفون أن الإسلام ليس متناقضاً مع أن تكون عريباً أو غير عربى، يرون أن الأكراد كفرة ومرتدين ويجب أن يدخلوا الاسلام، يجهلون أن الأكراد غالبيتهم مسلمين بل ومسلمين سنة. الأمراء والمفتون أوهموهم أن الأكراد كفرة ويجب قتالهم وذبحهم لأنهم ارتدوا عن الإسلام. أما السبايا والنكاح الاغتصاب فهو عندهم مباح حسبما قال لهم الأمراء والمفتون، فالكافرات الأسيرات يجب أن يبعن وهن حلال للمجاهدين.. ومن فضائح التنظيم حسب اعترافات الدواعش الأسرى، أنه كان يتم إعطاؤهم حبوباً مخدرة تغيبهم عن الوعى وتخرجهم عن الواقع، وذلك قبل خوض المعارك حتى لايصابوا بالخوف أو الجبن، وحتى يتصوروان أنهم ذاهبون إلى الجنة للقاء الحوريات اللاتى ليس لهن وصف أو شكل.. وقال بعض هؤلاء الأسرى أنهم كانوا يتعاطون هذه الحبوب قبل المعارك وأيضاً قبل تنفيذهم عمليات القتل الجماعى أو الذبح، وذلك حتى لا يتسلل إلى قلوبهم أى شفقة بمن يقومون بتصفيته وذبحه.. مسعكرات التدريب كان يخضع فيها المقاتلون لتدريبات عسكرية على استخدام مختلف أنواع الأسلحة وعلى القنص وعلى زرع المتفجرات وتلغيم السيارات، وكان يتم تجهيز بعضهم للقيام بعمليات انتحارية يدعون أنها استشهادية سواء عن طريق الأحزمة الناسفة أو عن طريق السيارات الملغمة التى يقودها انتحارى لشق الخطوط الدفاعية للجانب الآخر، وفى كل ذلك يتم إيهامهم بأنهم سينالون الشهادة وسيحظون فى الجنة بالحوريات العين. . كما كان المقاتلون يخضعون لدورلان ودروساً يومية فقهية يتم من خلالها زرع المعتقدات المميزة للتنظيم، وتحليل كل مايريد التنظيم أن يجعله حلالاً، حتى لو كان قتال المسلمين من تنظيمات إسلامية أخرى، وهذا ما ذكره بعض الأسرى من أنهم كانوا ومازالوا يقاتلون جبهة النصرة أو التنظيمات والجماعات الإسلامية الأخرى خاصة فى سوريا، رغم أنهم جميعاً إسلاميون ويرفعون راية الجهاد فى سبيل الله، أما لماذا يقاتلوهم فالتبرير بسيط «لأن هؤلاء يعارضون ويعرقلون إقامة الدولة الإسلامية، وكل من يعطل ويعارض قيام دولة الإسلام يجب قتاله وقتله».. اعترافات الدواعش كشفت أنهم كانوا يتفننون فى كيفية القتل خاصة للأسرى، فمنهم من يفضل القتل بالرصاص، ومنهم من يعشق القتل بالسيف، ومنهم من يرى أن الذبح هو أفضل السبل لقتل الكفرة وجعلهم «عبرة» للآخرين، مع تعليق رءوسهم على الأشجار أو على الطرقات فى الميادين لترهيب الجميع فى المنطقة.