بعد ارتفاعها 920 للجنيه.. أسعار الذهب والسبائك اليوم الأحد 25 مايو 2025 محليًا وعالميًا    رئيس قسم الزلازل بالبحوث الفلكية يوضح الفارق بين زلزال 1992 والهزات الأخيرة    «اسم مفاجأة».. بيسيرو: طالبت الزمالك برحيل هذا اللاعب    قطع المياه عن هذه المناطق بالقاهرة لمدة 8 ساعات.. تعرف على التفاصيل    هل يتنازل "مستقبل وطن" عن الأغلبية لصالح "الجبهة الوطنية" في البرلمان المقبل؟.. الخولي يجيب    الدفاع الروسية تعلن اعتراض 95 مسيرة أوكرانية خلال الساعات الماضية    مسيرات تحلّق قرب القصر الرئاسي في أوكرانيا    استشهاد 5 فلسطينيين فى غارة للاحتلال على دير البلح    «بطلوا تبصولي في القرشين».. عمرو أديب: زميلنا جو روجان بياخد 250 مليون دولار في السنة    تسريب في أحد أنابيب نقل النفط الخام جنوب الزاوية بليبيا.. وجهود متواصلة لإيقافه    الجيش الإيراني يؤكد التزامه بحماية وحدة أراضي البلاد وأمنها    رسميًا بعد قرار المركزي.. الحد الأقصى للسحب اليومي من البنوك وATM وإنستاباي    قرار عاجل من النيابة بشأن "طفل المرور" في واقعة ضرب طالب ب"عصا بيسبول"    السيطرة على حريق التهم "كشك" في حلوان والأمن يحقق في تراخيصه    6 نصائح للحفاظ على سلامة العيون أثناء أداء مناسك الحج    إلغوا مكالمات التسويق العقاري.. عمرو أديب لمسؤولي تنظيم الاتصالات:«انتو مش علشان تخدوا قرشين تنكدوا علينا» (فيديو)    ياسمين رضا تترك بصمتها في مهرجان كان بإطلالات عالمية.. صور    هل يجوز شراء الأضحية بالتقسيط.. دار الإفتاء توضح    "إكس" تعود للعمل بعد انقطاعات في الخدمة امتدت لساعات    سعر الأسمنت والحديد بسوق مواد البناء اليوم الأحد 25 مايو 2025    "دفاع الشيوخ": قانون الانتخابات يرسخ مبادئ الجمهورية الجديدة بتمثيل كافة فئات المجتمع    العثور على جثة شاب مقتولاً فى ظروف غامضة بأسوان.. اعرف التفاصيل    "العربية للسياحة" تكشف تفاصيل اختيار العلمين الجديدة عاصمة المصايف العربية    زيلينسكي: المرحلة الثالثة من تبادل أسرى الحرب ستُنفذ الأحد    المخرج الإيراني جعفر بناهي يحصد السعفة الذهبية.. القائمة الكاملة لجوائز مهرجان كان    «هذه فلسفة إطلالاتي».. ياسمين صبري تكشف سر أناقتها في مهرجان كان (فيديو)    قساوسة ويهود في منزل الشيخ محمد رفعت (3)    النائب حسام الخولي: تقسيم الدوائر الانتخابية تستهدف التمثيل العادل للسكان    "القومي للمرأة" يهنئ وزيرة البيئة لاختيارها أمينة تنفيذية لإتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر    استعدي لعيد الأضحي.. أفضل طريقة لتنظيف الكنب و فرش الأثاث بدون كيماويات    «أضرارها تفوق السجائر العادية».. وزارة الصحة تحذر من استخدام «الأيكوس»    شريف فتحي: 30% زيادة في الأسعار السياحية والطلب على الساحل الشمالي يتجاوز الطاقة الفندقية    نائب رئيس الوزراء الأسبق: العدالة لا تعني استخدام «مسطرة واحدة» مع كل حالات الإيجار القديم    موجة حر شديدة تضرب القاهرة الكبرى.. انفراجة مرتقبة منتصف الأسبوع    «الداخلية» تكشف تفاصيل حادث انفجار المنيا: أنبوبة بوتاجاز السبب    رحلة "سفاح المعمورة".. 4 سنوات من جرائم قتل موكليه وزوجته حتى المحاكمة    أول رد من «الداخلية» عن اقتحام الشرطة لمنزل بكفر الشيخ ومزاعم تلفيق قضية لأحد أفراد العائلة    ميدو: الزمالك يمر بمرحلة تاريخية.. وسنعيد هيكلة قطاع كرة القدم    "بعد إعلان رحيله".. مودريتش يكشف موقفه من المشاركة في كأس العالم للأندية مع ريال مدريد    بيسيرو: رحيلي عن الزمالك لم يكن لأسباب فنية    بعد غياب 8 مواسم.. موعد أول مباراة لمحمود تريزيجيه مع الأهلي    حلم السداسية مستمر.. باريس سان جيرمان بطل كأس فرنسا    ميلان يختتم موسمه بفوز ثمين على مونزا بثنائية نظيفة في الدوري الإيطالي    نسرين طافش بإطلالة صيفية وجوري بكر جريئة.. لقطات نجوم الفن خلال 24 ساعة    استقرار مادي وفرص للسفر.. حظ برج القوس اليوم 25 مايو    «الرمادي»: كنا بحاجة إلى تحقيق الفوز لاكتساب الثقة بعد فترة من التعثر    وأنفقوا في سبيل الله.. معانٍ رائعة للآية الكريمة يوضحها أ.د. سلامة داود رئيس جامعة الأزهر    رمضان عبد المعز: التقوى هي سر السعادة.. وبالصبر والتقوى تُلين الحديد    «أباظة» يكرم رئيس حزب الجبهة الوطنية في ختام مؤتمر الشرقية| فيديو    ناجي الشهابي: الانتخابات البرلمانية المقبلة عرس انتخابي ديمقراطي    بسبب مضاعفات ما بعد الولادة.. وفاة أول رجل عربي "حامل"- صور    للحفاظ على كفاءته ومظهره العام.. خطوات بسيطة لتنظيف البوتجاز بأقل تكلفة    محافظ الغربية يتفقد مستشفى طنطا العام الجديد في أول أيام استقبال الطوارئ    وزير الشؤون النيابية بمؤتمر حزب الجبهة الوطنية: نفتح أبوابنا لكل الرؤى    اغتنم فضلها العظيم.. أفضل الأدعية والأعمال في عشر ذي الحجة ويوم عرفة 2025    رئيس «برلمانية التجمع»: وافقنا على قانون الانتخابات لضيق الوقت ولكن نتمسك بالنظام النسبي    وزيرة التنمية المحلية تعلن انتهاء الخطة التدريبية لسقارة للعام المالي الحالي    فتاوى الحج.. ما حكم استعمال المحرم للكريمات أثناء الإحرام؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد أن أقامت داعش أسواقا للنخاسة

د. سالم عبد الجليل: الإسلام جفف منابع الرق.. وداعش لا تخدم سوى أعداء الدين
د. هاشم عيسى: ما تقوم به داعش خطف للنساء وليس سبيا.. لا يقره شرع ولا عرفٌ ولا قانون
لا يزال مسلسل الكوميديا السوداء فى العراق وسوريا مستمرًا، فبعد المذابح الجماعية التى يقوم بها النبت الشائه المسمى بداعش لكل مخالف له فى الفكر تحت قناعٍ زائف من الدفاع عن الإسلام ومحاولة إقامة دولة إسلامية، تماما كما فعل الخوارج من قبل، جاء إعلانه مؤخرا عن أسواق للنخاسة لبيع النساء اللاتى يختطفهن ويسرقهن من أهلهن ليدعم بهذه الأموال رجاله المجاهدين فى سبيل الشيطان.. ولأننا لا نملك سوى المواجهة الفكرية لهذه الأفعال المجرمة والعقول الخربة التى تسىء إلى الدين الإسلامى وتمثل حربًا عليه، وتنال منه بأكثر مما ينال أعداؤه، كان هذا التحقيق:
يؤكد د. سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف الأسبق والداعية الإسلامى أن الله تعالى كرّم الإنسان وجعله خليفة في الأرض، وخلقه حرا ليكون عبدا لله وحده دون سواه، وأعلن الخصومة ومن ثم الحرب على من استرق حرا، فقال في الحديث القدسي الشريف: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعط أجره، رواه البخاري في صحيحه.. وبُعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم والقوي يسترق الضعيف ويأكل بثمنه، فجاءت الشريعة الغراء لتوقف الرق، وجففت منابعه، ولم تجعل له إلا طريقاً واحداً، وهو الحربُ المشروعة، وحثت الشريعة ولى الأمر على المن عليهم بالعتق وقبول الفداء منهم ليعودوا إلى أهلهم أحراراً، أو الإبقاء عليهم حتى تضع الحرب أوزارها، أي تنتهي، فيفاوض بهم الأعداء، ثم وضعت الشريعة الإسلامية الغراء وسائل عديدة للإنهاء على الرق، من ذلك الترغيب في عتق الرقاب، قال تعالى: "فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة. فك رقبة. أو إطعام في يوم ذي مسغبة .."، ثم شرع الكفارات، مثل كفارة اليمين، كفارة الظهار . كفارة قتل الخطأ، وعلى رأسها عتق العبيد وتحريرهم.
صورة مشوهة
ويتابع د. سالم: أنه لما دعت الأمم المتحدة في ميثاق حقوق الإنسان منذ نحو 65 عاماً لإنهاء الرق، كانت الدول الإسلامية أول من سارع للتصديق عليها لاتفاقها مع روح الشريعة الإسلامية الغراء، وعندما يخرج على إجماع الأمة الإسلامية جماعة هنا وأخرى هناك تسترق الأحرار والحرائر وتقيم لهن سوقاً لبيعهن، كان لا بد من التصدي لهم، وبيان عظمة الإسلام وجهاده في إنهاء حالة الرق، فالتنظيم المسمى داعش له تصرفات غير مبررة شرعاً وغير مقبولة عقلا، ولا تخدم سوى أعداء الإسلام؛ من تلك التصرفات: الإعلان عن إنشاء سوق لبيع العبيد والجواري والإماء، ولا شك أن هذا التصرف، فضلا عن ذبح البشر كما يذبح الدجاج، يقدم للعالم صورة عن الإسلام غير صحيحة، بل هي صورة مشوهة، فالإسلام كله رحمة، والنبي محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة، قال الله تعالى عنه: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين، وقال عن نفسه: إنما أنا رحمة مهداة، والإسلام هو دين التسامح وقبول الآخر، وقد هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة فتصالح مع اليهود، ولم يحاربهم أو يطردهم لكونهم يهودا ومخالفين له في الاعتقادات، بل احترم المعاهدة التي أقامها معهم، ولم يحارب أو يُخرج من المدينة إلا من نقضوا العهد وحاربوه، والإسلام دين المحبة لجميع الخلق: لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولن تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا ادلكم على شىء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم، والمسلم كما عرفه رسول الله صلى الله عليه وسلم هو من سلم الناس من لسانه ويده، والمؤمن هو من أمنه الناس على أموالهم ودمائهم وأعراضهم.
فليعرف شبابنا هذا، ولا ينجرفوا إلى العنف تحت شعارات رنانة، وليجاهدوا الجهاد الأكبر، بتزكية أنفسهم وتطهير قلوبهم والسعي على معاشهم وبناء أوطانهم والقيام بواجباتهم نحو أهلهم ومجتمعهم.
الإسلام حارب الرق
ومن جانب آخر يوضح د. هاشم عيسى أستاذ الحضارة الإسلامية بجامعة القاهرة أنه بداية ينبغي أن نقرر أن الرق كان منتشراً ومعترفاً به عند العرب في جاهليتهم، وتنوعت مصادره، فكان على رأسها الاسترقاق من خلال الحروب والغزوات والغارات، حيث كان الجيش المنتصر يأسر الرجال، ويعتبرهم أسارى (رقيق)، ويسبي النساء ويعتبرهن (سبايا). ولم تقتصر مصادر الرق على الحرب والغزوات، فكان من بينها الخطف، فضلا عن الاسترقاق من خلال البيع والشراء من أسواق النخاسة.
وينبغي ألا يغيب عن أذهاننا أن الإسلام عمل على تضييق دائرة الرق ومحاربته من خلال منهجه في الترغيب والترهيب، فحث على تحرير الرقاب وعتقها، وذلك من خلال بعض الحدود والكفَّارات، كما في قوله تعالى في سورة النساء: "وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ ومن قتل مؤمنا خطأً فتحرير رقبة مؤمنة ودِيَةٌ مسلَّمة إلى أهله إلا أن يصَّدقوا فإن كان من قومٍ عدوٍ لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة، وإن كان من قومٍ بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلَّمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة.. آية 92"، فانظر كم حرص المنهج الإسلامي من خلال هذه الآية على الحث والحفز على تحرير الرقبة كفارة عن جرائم القتل، وكأنه يشير إلى أنه لا يكفر جريمة القتل إلا إحياء نفس مؤمنة من خلال تحريرها من الرق، وبذلك يصبح تحرير الرقبة بمثابة إحياء النفس.. وكذلك في كفارة اليمين؛ إذ يقول ربنا تبارك وتعالى في سورة المائدة: "لا يُؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقَّدتم الأيمان فكفارته عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة 89". كما جعل كفارة الظهار تحرير رقبة، فقال تعالى في مطلع سورة المجادلة: "الذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا 3"، ومن يتتبع مادة (رقبة، ورقاب) في آيات القرآن الكريم سيلمح دون عناء حرص القرآن الكريم على دفع المسلمين دفعاً للتخلص من هذا الموروث الاجتماعي، الذي ما كان يمكن التخلص منه دفعة واحدة، وقد ألفنا منهج الإسلام في التدرج، كما في تحريم الخمر.
وإذا كان هذا بالنسبة للتحرير من الرق بصفة عامة، فإنه بالنسبة لتحرير النساء كان أدعى، وقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى حينما انتصر على بني المصطلق في غزوة المريسيع في شعبان سنة 6 ه، وأسر وسبي من بني المصطلق الكثير فما كان من النبي إلا وتزوج من (جويرية بنت الحارث بن ضرار) زعيم بني المصطلق وأعتقها؛ بل وأعتق أهلها حتى قيل: إنه ليست هناك امرأة أكثر بركة من جويرية، فقد أعتق رسول الله بفضلها أهلها من الرق. بل وفتح الإسلام باباً للرقيق لاسترداد حريتهم من خلال المكاتبة. فيمكن للعبد أن يكاتب سيده على العتق، وقد حض القرآن على ذلك، فقال: " فلا اقتحم العقبة، وما أدراك ما العقبة؟ فك رقبة".
ومنذ إنشاء منظمة الأمم المتحدة، فقد التزمت الدول الأعضاء فيها بميثاقها وبالقرارات الصادرة عنها، والتي تلزمها بمبدأ تبادل الأسرى، وحسن معاملتهم، من الرجال والنساء، إن كان الجيش يحوي عنصرا نسائيا، ثم يتم التبادل بين الأسرى الذين يعودون إلى صفوف مواطنيهم في حرية تامة. ومن ثم فإنه يتعذَّر الادعاء في القرن الحادي والعشرين بأن الحروب الآن يمكن أن يترتب عليها وجود رق، أسرى وسبايا، فالمعروف أن الرق غير مشروع في نظر القانون الدولي والقوانين الداخلية.
منظمة إرهابية
وتابع د. هاشم حديثه متسائلا: هل داعش هذه إسلامية ترفع راية الإسلام بتفويض من جموع الأمة الإسلامية وتحارب أعداء لها من المشركين مثلا؟ أم أنها قد تنضوي حسبما هو شائع تحت قوى الإرهاب الدولية من خلال منظمة إرهابية لا يعترف بها العالم ككيان سياسي، ومن ثم لا تخضع للقوانين الدولية في مسائل الرق والأسرى، وأنها تحارب قوى إسلامية مثلها، وهل يسترق المسلم مسلمة أو يسبي امرأة مسلمة؟ إن الحرب بين طائفتين مسلمتين لا يكون إلا في إطار ما شرعه الإسلام من محاربة أهل البغي كما ورد في سورة الحجرات (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله).. وما تقوم به داعش هو خطف للنساء وليس سبيا وهو ما لا يقره شرع ولا عرفٌ ولا قانون.
بعد أن أقامت داعش أسواقا للنخاسة
د. سالم عبد الجليل: الإسلام جفف منابع الرق.. وداعش لا تخدم سوى أعداء الدين
د. هاشم عيسى: ما تقوم به داعش خطف للنساء وليس سبيا.. لا يقره شرع ولا عرفٌ ولا قانون
لا يزال مسلسل الكوميديا السوداء فى العراق وسوريا مستمرًا، فبعد المذابح الجماعية التى يقوم بها النبت الشائه المسمى بداعش لكل مخالف له فى الفكر تحت قناعٍ زائف من الدفاع عن الإسلام ومحاولة إقامة دولة إسلامية، تماما كما فعل الخوارج من قبل، جاء إعلانه مؤخرا عن أسواق للنخاسة لبيع النساء اللاتى يختطفهن ويسرقهن من أهلهن ليدعم بهذه الأموال رجاله المجاهدين فى سبيل الشيطان.. ولأننا لا نملك سوى المواجهة الفكرية لهذه الأفعال المجرمة والعقول الخربة التى تسىء إلى الدين الإسلامى وتمثل حربًا عليه، وتنال منه بأكثر مما ينال أعداؤه، كان هذا التحقيق:
يؤكد د. سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف الأسبق والداعية الإسلامى أن الله تعالى كرّم الإنسان وجعله خليفة في الأرض، وخلقه حرا ليكون عبدا لله وحده دون سواه، وأعلن الخصومة ومن ثم الحرب على من استرق حرا، فقال في الحديث القدسي الشريف: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعط أجره، رواه البخاري في صحيحه.. وبُعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم والقوي يسترق الضعيف ويأكل بثمنه، فجاءت الشريعة الغراء لتوقف الرق، وجففت منابعه، ولم تجعل له إلا طريقاً واحداً، وهو الحربُ المشروعة، وحثت الشريعة ولى الأمر على المن عليهم بالعتق وقبول الفداء منهم ليعودوا إلى أهلهم أحراراً، أو الإبقاء عليهم حتى تضع الحرب أوزارها، أي تنتهي، فيفاوض بهم الأعداء، ثم وضعت الشريعة الإسلامية الغراء وسائل عديدة للإنهاء على الرق، من ذلك الترغيب في عتق الرقاب، قال تعالى: "فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة. فك رقبة. أو إطعام في يوم ذي مسغبة .."، ثم شرع الكفارات، مثل كفارة اليمين، كفارة الظهار . كفارة قتل الخطأ، وعلى رأسها عتق العبيد وتحريرهم.
صورة مشوهة
ويتابع د. سالم: أنه لما دعت الأمم المتحدة في ميثاق حقوق الإنسان منذ نحو 65 عاماً لإنهاء الرق، كانت الدول الإسلامية أول من سارع للتصديق عليها لاتفاقها مع روح الشريعة الإسلامية الغراء، وعندما يخرج على إجماع الأمة الإسلامية جماعة هنا وأخرى هناك تسترق الأحرار والحرائر وتقيم لهن سوقاً لبيعهن، كان لا بد من التصدي لهم، وبيان عظمة الإسلام وجهاده في إنهاء حالة الرق، فالتنظيم المسمى داعش له تصرفات غير مبررة شرعاً وغير مقبولة عقلا، ولا تخدم سوى أعداء الإسلام؛ من تلك التصرفات: الإعلان عن إنشاء سوق لبيع العبيد والجواري والإماء، ولا شك أن هذا التصرف، فضلا عن ذبح البشر كما يذبح الدجاج، يقدم للعالم صورة عن الإسلام غير صحيحة، بل هي صورة مشوهة، فالإسلام كله رحمة، والنبي محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة، قال الله تعالى عنه: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين، وقال عن نفسه: إنما أنا رحمة مهداة، والإسلام هو دين التسامح وقبول الآخر، وقد هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة فتصالح مع اليهود، ولم يحاربهم أو يطردهم لكونهم يهودا ومخالفين له في الاعتقادات، بل احترم المعاهدة التي أقامها معهم، ولم يحارب أو يُخرج من المدينة إلا من نقضوا العهد وحاربوه، والإسلام دين المحبة لجميع الخلق: لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولن تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا ادلكم على شىء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم، والمسلم كما عرفه رسول الله صلى الله عليه وسلم هو من سلم الناس من لسانه ويده، والمؤمن هو من أمنه الناس على أموالهم ودمائهم وأعراضهم.
فليعرف شبابنا هذا، ولا ينجرفوا إلى العنف تحت شعارات رنانة، وليجاهدوا الجهاد الأكبر، بتزكية أنفسهم وتطهير قلوبهم والسعي على معاشهم وبناء أوطانهم والقيام بواجباتهم نحو أهلهم ومجتمعهم.
الإسلام حارب الرق
ومن جانب آخر يوضح د. هاشم عيسى أستاذ الحضارة الإسلامية بجامعة القاهرة أنه بداية ينبغي أن نقرر أن الرق كان منتشراً ومعترفاً به عند العرب في جاهليتهم، وتنوعت مصادره، فكان على رأسها الاسترقاق من خلال الحروب والغزوات والغارات، حيث كان الجيش المنتصر يأسر الرجال، ويعتبرهم أسارى (رقيق)، ويسبي النساء ويعتبرهن (سبايا). ولم تقتصر مصادر الرق على الحرب والغزوات، فكان من بينها الخطف، فضلا عن الاسترقاق من خلال البيع والشراء من أسواق النخاسة.
وينبغي ألا يغيب عن أذهاننا أن الإسلام عمل على تضييق دائرة الرق ومحاربته من خلال منهجه في الترغيب والترهيب، فحث على تحرير الرقاب وعتقها، وذلك من خلال بعض الحدود والكفَّارات، كما في قوله تعالى في سورة النساء: "وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ ومن قتل مؤمنا خطأً فتحرير رقبة مؤمنة ودِيَةٌ مسلَّمة إلى أهله إلا أن يصَّدقوا فإن كان من قومٍ عدوٍ لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة، وإن كان من قومٍ بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلَّمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة.. آية 92"، فانظر كم حرص المنهج الإسلامي من خلال هذه الآية على الحث والحفز على تحرير الرقبة كفارة عن جرائم القتل، وكأنه يشير إلى أنه لا يكفر جريمة القتل إلا إحياء نفس مؤمنة من خلال تحريرها من الرق، وبذلك يصبح تحرير الرقبة بمثابة إحياء النفس.. وكذلك في كفارة اليمين؛ إذ يقول ربنا تبارك وتعالى في سورة المائدة: "لا يُؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقَّدتم الأيمان فكفارته عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة 89". كما جعل كفارة الظهار تحرير رقبة، فقال تعالى في مطلع سورة المجادلة: "الذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا 3"، ومن يتتبع مادة (رقبة، ورقاب) في آيات القرآن الكريم سيلمح دون عناء حرص القرآن الكريم على دفع المسلمين دفعاً للتخلص من هذا الموروث الاجتماعي، الذي ما كان يمكن التخلص منه دفعة واحدة، وقد ألفنا منهج الإسلام في التدرج، كما في تحريم الخمر.
وإذا كان هذا بالنسبة للتحرير من الرق بصفة عامة، فإنه بالنسبة لتحرير النساء كان أدعى، وقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى حينما انتصر على بني المصطلق في غزوة المريسيع في شعبان سنة 6 ه، وأسر وسبي من بني المصطلق الكثير فما كان من النبي إلا وتزوج من (جويرية بنت الحارث بن ضرار) زعيم بني المصطلق وأعتقها؛ بل وأعتق أهلها حتى قيل: إنه ليست هناك امرأة أكثر بركة من جويرية، فقد أعتق رسول الله بفضلها أهلها من الرق. بل وفتح الإسلام باباً للرقيق لاسترداد حريتهم من خلال المكاتبة. فيمكن للعبد أن يكاتب سيده على العتق، وقد حض القرآن على ذلك، فقال: " فلا اقتحم العقبة، وما أدراك ما العقبة؟ فك رقبة".
ومنذ إنشاء منظمة الأمم المتحدة، فقد التزمت الدول الأعضاء فيها بميثاقها وبالقرارات الصادرة عنها، والتي تلزمها بمبدأ تبادل الأسرى، وحسن معاملتهم، من الرجال والنساء، إن كان الجيش يحوي عنصرا نسائيا، ثم يتم التبادل بين الأسرى الذين يعودون إلى صفوف مواطنيهم في حرية تامة. ومن ثم فإنه يتعذَّر الادعاء في القرن الحادي والعشرين بأن الحروب الآن يمكن أن يترتب عليها وجود رق، أسرى وسبايا، فالمعروف أن الرق غير مشروع في نظر القانون الدولي والقوانين الداخلية.
منظمة إرهابية
وتابع د. هاشم حديثه متسائلا: هل داعش هذه إسلامية ترفع راية الإسلام بتفويض من جموع الأمة الإسلامية وتحارب أعداء لها من المشركين مثلا؟ أم أنها قد تنضوي حسبما هو شائع تحت قوى الإرهاب الدولية من خلال منظمة إرهابية لا يعترف بها العالم ككيان سياسي، ومن ثم لا تخضع للقوانين الدولية في مسائل الرق والأسرى، وأنها تحارب قوى إسلامية مثلها، وهل يسترق المسلم مسلمة أو يسبي امرأة مسلمة؟ إن الحرب بين طائفتين مسلمتين لا يكون إلا في إطار ما شرعه الإسلام من محاربة أهل البغي كما ورد في سورة الحجرات (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله).. وما تقوم به داعش هو خطف للنساء وليس سبيا وهو ما لا يقره شرع ولا عرفٌ ولا قانون.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.