اعتبر العديد من القانونيين والسياسيين أن ما حدث فى محاكمة مبارك يعد تجاوزا وخروجا عن القواعد التى تعمل بها محاكم الجنايات فى تخصيص ساعات لقيام المتهمين بالقاء خطب للشعب وتضمين هذه الخطب عبارات إدانة لثورة يناير كما اعتبر البعض الآخر أن ما حدث تقديم لتبرئة مبارك وبالتالى ادانة ثورة يناير التى اطاحت به لذلك دعت كثير من القوى السياسية لتظاهرات يوم 27 من سبتمبر الجاري، وهو موعد النطق بالحكم فى قضية قتل متظاهرين فى 2011، والتى تعاد فيها محاكمة الرئيس المخلوع حسنى مبارك ونجليه علاء وجمال مبارك ورجل الأعمال حسين سالم، ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى وستة من كبار مساعديه. يقول جمال زهران النائب السابق إن المحاكمة هزيلة بسبب تواطؤ النائب العام السابق عبد المجيد محمود والأجهزة الأمنية التى اخفت الادلة والشرائط التى تثبت تورط مبارك والداخلية فى قتل المتظاهرين. كما أكد أن تبرئة «مبارك» تأتى على خلفية تظاهرات 30/6 باعتبار أن من قام بها هم فلول نظام مبارك واعوانه وذلك بمثابه مؤامرة على 25 يناير ودماء شهدائها من الشباب ومؤامرة ايضا على 30/6 دون أن يدروا. واشار «زهران» الى أن فلول نظام مبارك تحاول أن تعود للساحة السياسية بدعوى انها من قامت ب 30/6 وساهمت فى فوز السيسى بالرئاسة وذلك يتضح فى تشكيل محلب للحكومة من وكلاء وزارات حكومات مبارك والعرض المسرحى الذى جرى فى محاكمة مبارك من اتاحة الكلمة له ولوزير داخليته ليتحدث فى كلام مرسل وليصف ثورة يناير انها مؤامرة كل ذلك لاستحضار مبارك من جديد والتأكيد على أن وجود السيسى فى الرئاسة ليس بسبب ثورة يناير بل امتداد للنظام مبارك. وأضاف «زهران» أن مبارك ورموز نظامه يجب أن يحاكموا على الفساد السياسى وجرائمهم فى حق الشعب على مدار 30عام . أما المستشار عصام الاسلامبولى «الفقيه القانونى» فقال إن اجراءات محاكمة مبارك كان فيها بعض التجاوز فى السماح للرئيس المخلوع واعوانه بإلقاء خطب لساعات مطولة وهذا استثناء وتجاوز لم يحدث فى محاكم الجنايات من قبل خاصة أن رئيس المحكمة سأل المخلوع هل لديه اى ملاحظات قانونية؟ واجاب بلا ثم بدأ يخطب وهو ماجعلنا نشعر وكأن مبارك فى محاكمة سياسية وليست جنائية وماحدث سيجعل من حق كل متهم بأن يدافع عن نفسه بالساعات. وحول الحديث حول أن تبرئة مبارك تعنى ادانه لثورة يناير قال «الاسلامبولى» أن ثورة يناير تم توثيقها فى الدستور المصرى واقرها اكثر من 97% من الشعب وليست فى موقف عرض فى محاكم تقرها احكام أو تبطلها انما هى ارادة شعب سطرت فى التاريخ ووثقت فى الدستور. وحول تظاهرات 27ستمبر يوم النطق بالحكم على مبارك والتخوف من تبرئته بعد ماحدث من تجاوزات فى المحكمة قال «الاسلامبولى» أنها حدث لا يقر بوجود عقيدة عند القاضى ببراءة مبارك ربما يكون من باب اتاحة الفرصة للمتهم أن يقول كل مالديه وليس من الضرورى أن يكون فى عقيده القاضى أن مبارك برئ ربما يأتى الحكم بالإدانة. كما أكد الدكتور ابراهيم درويش استاذ القانون الدستورى أن ما يحدث فى محاكمة مبارك امر غير مسبوق فى كل محاكم العالم فى اتاحة الفرصة امام قاتل شعب قامت ضده ثورة ازاحتة من الحكم فى أن يتحدث وكانه مازال رئيسا فى كلام ليس فى صلب القضية المتهم فيها وهى قتل الشباب بل كلام مرسل يدين به ثورة 25 يناير وكأنه هو الضحية وليس الجلاد. وأضاف درويش أن ما يحدث من استحضار مبارك على الساحة مرة أخرى يأتى بسبب وجود أعوانه من عملاء امريكا فى سدنة الحكم فى العالم العربى وخاصة دول الخليج. وأكد أن تبرئة مبارك ستكون رساله للعالم أن امريكا واسرائيل لا تتخلى عن كنوزها الاستراتيجية واصدقائها. وأكد «أسعد هيكل» أحد محامى الشهداء والمصابين وعضو لجنة الحريات بنقابة المحامين محاكمة مبارك محاكمة من طرف واحد غاب عنها أصحاب الحق وهم اهالى الشهداء . واشار هيكل إلى أن عدداً من محامى الشهداء يعتزمون اقامة دعوى مخاصمة لرئيس محكمة جنايات القاهرة المستشار محمود كامل الرشيدى التى يحاكم امامها مبارك لبطلان اجراءات المحاكمة .