مع تبقي نحو 100 يوم على انطلاق منافسات بطولة كأس الامم الأوروبية "يورو 2016"، تواصل فرنسا جهودها على قدم وساق لاتخاذ كل الاستعدادات الأمنية الخاصة باستضافة البطولة خلال الفترة من 10 يونيو إلى 10 يوليو. ويعد الجانب الأمني من أبرز أولويات الحكومة الفرنسية في ظل التهديدات الإرهابية التي تحدق بأوروبا بشكل عام وفرنسا بشكل خاص إذ إن ذكرى هجمات 13 نوفمبر التي خلفت 130 قتيلا ومئات المصابين مازالت في الأذهان، وكذلك ما تخللها من محاولة استهداف ملعب ستاد فرنسا الدولي "ستاد دو فرانس" بينما كان ممتلئا بالجماهير. و لذا فقد هيمن الشق الأمني على المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس الأربعاء جاك لامبيرت رئيس اللجنة المنظمة للبطولة والذي كشف خلاله عن زيادة الميزانية المخصصة لتأمين البطولة، بعد اعتداءات نوفمبر، بواقع %15 لتصل إلى 34 مليون يورو. و أوضح لامبيرت أن التدابير الأمنية الخاصة بملف البطولة لم تتغير كثيرا بعد الهجمات الإرهابية الأخيرة نظرا أن القرارات التي تم اتخذها سلفا في هذا الأمر أخذت في الاعتبار التهديدات الأمنية. وتشمل الاستعدادات الأمنية الاستثنائية زيادة عدد موظفي الأمن بنسبة %30 وذلك مقارنة بالمعايير المتبعة في مثل هذه البطولات من أجل تأمين استادات كرة القدم والمعسكرات التي ستتواجد بها الفرق المختلفة. ويبلغ العدد الإجمالي لموظفي الأمن المكلفين بتأمين البطولة نحو 10 آلاف، حيث سيتم تخصيص نحو 900 فرد أمن لكل مباراة مع زيادة هذا العدد إلى 1200 لتأمين المبارايات التي ستلعب بستاد فرنسا الدولي نظرا لكبر حجمه. كما سيجرى فرض طوق أمني مزدوج حول كل من الاستادات المستضيفة لمباريات البطولة مع الاستعانة بالقوات الخاصة للشرطة والدرك الفرنسي. ومن المقرر أن تقيم المدن الفرنسية التي ستستضيف مبارايات البطولة ساحات للمشجعين مزودة بشاشات عملاقة بالرغم من المخاوف المثارة حول أن ساحات المشاهدة الجماعية، التي يتابع فيها المشجعون المباريات خارج الاستادات، هي الأكثر صعوبة في التأمين. وتتوقع اللجنة المنظمة للبطولة توافد نحو 2.5 مليون مشجع لمشاهدة مباريات البطولة البالغ عددها 51، والتي تقام ب10 مدن فرنسية. وقال وزير الرياضة الفرنسي باتريك كانير بأن فرنسا اتخذت تدابير أمنية صارمة لتأمين البطولة، معترفا في الوقت ذاته بأنه لا يمكن درء الخطر بنسبة %100، مشيرا إلى ضرورة مواصلة التنسيق بين الحكومة الفرنسية والاتحادين الفرنسي والأوروبي لكرة القدم لضمان سير البطولة بشكل جيد لاسيما على المستوى الأمني. وأشار كانير إلى اتخاذ تدابير غير مسبوقة من جانب الدولة والهيئات الخاصة التي ستتولى عملية التأمين داخل الاستادات. وأوضح أنه سيتعين على الجماهير التحلي بالصبر قبل دخول الاستادات وساحات التشجيع نظرا للإجراءات الأمنية المشددة التي تتضمن التفتيش الذاتي والمرور عبر بوابات الكشف عن المعادن والمتفجرات. وأضاف كانير أن الدولة الفرنسية كانت تستعد لهذا الحدث الرياضي الكبير منذ عامين ولم تنتظر الهجمات الإرهابية لاتخاذ اعلى إجراءات التأمين. و كشف أن قوات الأمن تتدرب على مناورات محاكاة لأعمال شغب أو هجمات إرهابية قد تستهدف الاستادات وأنه سيتم إجراء المزيد منها في الفترة القادمة في إطار الاستعداد الأمنية للبطولة. وأكد وزير الرياضة أن الحكومة الفرنسية على استعداد لرصد أي إمكانات إضافية تساهم في صد أي ثغرات محتملة قد تعكر صفو البطولة. وأشار إلى أن يورو 2016 لكرة القدم هي البطولة الأولى التي يشارك بها 24 منتخبًا بعدما أقر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم زيادة عدد المنتخبات المشاركة، واستضافت فرنسا هذه البطولة في عامي 1960 و1984. وتأهلت فرنسا لكأس الأمم الأوروبية 8 مرات، حصدت من خلالها اللقب مرتين، الأولى كانت في عام 1984 بقيادة ميشيل بلاتيني والثانية في عام 2000 بقيادة زين الدين زيدان.