قال محمد عبداللطيف، القائم بأعمال رئيس حزب «الوسط» المنسحب أخيراً من التحالف الوطنى الداعم للشرعية أن الانسحاب غرضه ضم كيانات جديدة معارضة للنظام الحالى، ولكنها لا تقبل الجلوس على مائدة حوار واحدة مع جماعة الإخوان كحركة «6 أبريل» وحركة «الاشتراكيين الثوريين»، وأضاف خلال حواره معنا: «لا ننوى خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة فى ظل تلك الظروف التى تنعدم فيها مساحات الحرية والديمقراطية، وكل خططنا الفترة المقبلة هى توسيع مساحة معارضة النظام، فالى نص الحوار : ■ أثار انسحابكم فى هذا التوقيت جدلاً كبيراً بالمشهد السياسى، فما الأسباب الحقيقية للانسحاب؟ ليست هناك أسباب للانسحاب غير التى أعلنا عنها فى بيان الانسحاب، ويمكن تلخيصها فى أننا نرى أن المصلحة تقتضى الآن إنشاء مظلة وطنية تجمع تحتها كافة أطياف القوى السياسية الوطنية الرافضة لما جرى فى 3 يوليو دون إقصاء لأى طرف من الأطراف، وفى نفس الوقت نحن لم نباغت شركاءنا فى التحالف، بل كنا قد تناقشنا فى ذلك داخل التحالف لفترة طويلة، وبالطبع كانت للبعض وجهة نظر مخالفة لوجهة نظرنا، ولكن فى النهاية، أبلغناهم بأصرارنا على تنفيذ قرارنا، وهم تفهموا ذلك. ■ هذا السبب يزيد الموقف غموضاً.. فما معنى تدشين مظلة وطنية تجمع تحتها جميع اطياف القوى السياسية؟ أى أن هناك قوى وطنية مدنية رافضة للنظام الحالى ولكنها لا تقبل الجلوس على مائدة واحدة مع جماعة الإخوان، وكانت من أول الفصائل التى علقت على أخطائها، ولذلك لم تنضم إلى تحالف دعم الشرعية، وآن الوقت بأن تتكاتف الأيادى كلها معاً. ■ تقصد حركات «6 أبريل» وشباب من أجل العدالة، والاشتراكيين الثوريين»؟ بعض من هذه الحركات وغيرها. ■ متى بدأ اتصال الحزب بتلك الحركات والتنسيق لتدشين هذا الكيان؟ حزب الوسط لم يقطع اتصاله بأى من القوى الوطنية، التى اتخذت موقفاً واضحاً من التغيير الذى حدث فى 3 يوليو، ولكن لم نقل إننا طرحنا فكرة تدشين هذا التحالف على تلك الحركات بعد. ■ هل خشيتم أن تلقوا نفس مصير الحرية والعدالة اذا استمررتم فى التحالف؟ وهل إذا أراد النظام حلنا الآن سينظر إلى كوننا داخل التحالف او خارجه، الأمر ليست له علاقة بحل الحزب، نحن لم ننسحب إلا لإعلاء مصلحة الوطن . ■ ترددت أنباء عن جلسات لكم مع شخصيات إسلامية للتنسيق حول الانتخابات البرلمانية المقبلة، فما حقيقة الأمر وعلاقته بقرار الانسحاب؟ لم نتطرق لأمور الانتخابات من قريب أو من بعيد فى أى من الجلسات التى جمعتنا مع أى تيار أو قوى سياسية، لأن رأينا واضح فى إجراء أى انتخابات برلمانية فى هذه الظروف، التى تفتقد لأقل معايير الحرية والديمقراطية، فضلاً عن أن انسحابنا لو كان غرضه العمل على دخول الانتخابات لقمنا بخوض الانتخابات عبر قوائم للتحالف، أو حتى بتربيطات نعقدها من داخله، الا أن انسحابنا فى الأساس من أجل تجديد دماء القوى الثورية فى مواجهة النظام الجديد. ■ إذا توفرت شروط الحرية والديمقراطية، التى ترون انها تعيق اجراء الانتخابات، وتعهدت الدولة بذلك، هل ستشاركون؟ ولم لا، ولكنى لا أرى أن النظام القائم لديه نية فى تحقيق ذلك الأمر، وحتى اذا تعهد بتنفيذه فمن يضمن ذلك. ■ تردد انكم فوضتم الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح رئيس حزب مصر القوية للوساطة بينكم وبين النظام الحالى؟ أولاً علاقتنا بالدكتور أبوالفتوح قوية باعتباره مرشحنا الرئاسى فى اخر انتخابات رئاسية شرعية، وهو أحد أبناء التيار الاسلامى، وموقفه من المواقف القليلة الواضحة وضوح الشمس من السلطة الحالية، فكيف يقود مفاوضات صلح بيننا، فضلاً عن أن لعملية الصلح شروطًا يجب تنفيذها. ■ قيل أن انسحابكم هدفه أن تكونوا الباب الخلفى لدخول «الإخوان» البرلمان المقبل؟ مخبول من يردد أن جماعة الإخوان ستدخل الانتخابات البرلمانية المقبلة، فاذا كان هذا هو الهدف المنشود، فلماذا وقعت كل الأحداث الماضية ودفعت من شبابها وشيوخها ما لم تدفعه فى أعلى عصور تعقبها، كما أننا نجن لم نقرر بعد دخول تلك الانتخابات. ■ كيف ترى تصالح الجماعة مع النظام الحالى؟ رغم أنى لا أعتقد فى مثل هذا الأمر، الا انه على كل الأحوال اجراء مصالحة تتضمن تنفيذ الشروط التى تمكن ثورة 25 ثانية، وتزيح الآثار التى رسبها النظام الحالى على جميع مؤسسات الدولة لا نمانع من الدخول فيها. ■ ولكن هناك مؤشرات بذلك منها خروج بعض القيادات من السجن؟ ■ وهناك آخرون تتربصهم أحكام الاعدام، واذا كان من يتشبثون ويناصرون أحكام المؤبد والاعدام التى تلاحق قيادات كل التيارات الاسلامية بانها أحكام قضائية نزيهة من كيان مستقل، فيجوز لى القول بأن خروج بعض القيادات أيضاً يتعلق بهذا الأمر، لا بأمر سياسى. ■ ولكن هناك مبادرات طرحها التيار الاسلامى نفسه، وعدد من قيادات الحرية والعدالة؟ كلها مبادرات شخصية يسأل عنها أصحابها، كما أنها لم تلق قبولاً بين اعضاء التيار الاسلامى، وغيرها من التيارات السياسية المعارضة للنظام الحالى. ■ وماذا عن المبادرة الأخيرة للبرلمانى السابق محمد العمدة؟ تعد أفقر المبادرات التى طرحت بشأن هذه القضية، لافتقارها فى مجملها إلى الموضوعية، فكيف أضع نفسى تحت أمر وتحكم خصم هو الحكم فى نقس ذات الوقت، فضلاً عن انها اعتراف واضح بشرعية 30 يونيو، واعتراف ايضاً بأن كل تحركات القوى الإسلامية على مدار الفترة الماضية أعمال إجرامية كما يروج النظام لذلك. ■ تحفظ الدكتور حاتم عزام نائب رئيس الحزب على انسحابكم من التحالف وأعلن استمراره فى التحالف الوطنى، فكيف واجهتم ذلك داخل الحزب؟ وجهة نظر الدكتور حاتم عزام كانت نفس وجهة نظر باقى أعضاء التحالف الوطنى لدعم الشرعية، ونحن احترمنا وجهة نظره ولكن كانت الأغلبية مع قرار الانسحاب، والدكتور حاتم متفهم لموقف وقرار الأغلبية، ويعلم انه وجهات نظر كلها تصب فى مصلحة الوطن، ولذلك فاستمراره فى التحالف لن يمنعه من مشاركتنا خطتنا المقبلة لإسقاط النظام.