- لاول مره تأتي تصريحات وزير الخارجيه في الكويت بهذه اللهجه والمفردات التي ذكرها في المؤتمر الختامي بعد إجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الاخير .. ولاول مره يذكر أن حل الخلافات " ستكون في أقرب وقت ممكن عبر تنفيذ الالتزامات المتفق عليها مسبقاً " كما ذكر أن " الكل متفق على أهمية الالتزام بالتنفيذ وإن شاء الله سنرى الاتفاق في القريب العاجل " . - إذا نقف اليوم في الخلاف الخليجي القطري على " صفحه " جديده لم يكن يعلن عنها فيما سبق خاصه من الوزير الكويتي أو العماني مثلاً .. هذه " الصفحه " هي أن هناك التزامات قطريه سابقه وتعهدات ونحن بانتظار التنفيذ .. وغني عن البيان أن هذه التعهدات والالتزامات إنما جاءت بعد خلاف عميق بين تلك الدول من ناحيه وقطر من ناحيه ثانيه !! - السؤال : لماذا نحن مع قطر في مأزق ؟ .. وللجواب على هذا السؤال يجب أن نعي تلك الحقائق : أولاً : جزء كبير من الخلاف مع قطر خاص بالحفاظ على الأمن القومي لدول الخليج .. لا فقط خلاف على تحديد سياسه خارجيه موحده لتلك الدول . - فدول الخليج تأخذ على قطر سعيها للاضرار بأمنها القومي عبر عدة سبل ذكرناها أكثر من مره وباتت معروفه لدى الجميع .. اذاً الخلاف ليس فقط على سياسه خارجيه موحده خالفتها قطر وغردت خارج سرب دول الخليج .. - ويكفينا هنا أن نقول أن حزب الاخوان المسلمين الذي تعتبره السعوديه والامارات حزباً ارهابياً يجد الحضوه لدى قطر كما يجد الدعم وفتح الابواب الاعلاميه والمنظمات التي يتستر بالعمل تحتها . - وللتدليل على أن الجزء الاكبر من الخلاف مع قطر إنما يندرج تحت بند الحفاظ على الامن القومي لدول الخليج وعدم السماح بالاضرار به .. من مراقبة الوفد الاخير الذي زار الدوحه ومن ثم ابو ظبي والذي ضم وزير الخارجيه السعودي ووزير الداخليه ورئيس جهاز الاستخبارات !! - وهذا انما يدل على أن الملفات المطروحه للنقاش مع قطر تحتاج وجود وزير الداخليه ورئيس الاستخبارات لا فقط وزير الخارجيه !! ثانياً : كما أننا يجب أن نعي أن النظام الأساسي لمجلس التعاون الخليجي نص على أن القرار في المسائل الموضوعيه لا يتخذ إلا بالاجماع ولم ينص على التصويت بالاغلبيه .. وهذا أحد صور المأزق .. إذ أن أي قرار قد يتخذ ضد قطر لا يمكن تصور حدوثه إلا في حاله واحده فقط وهو أن تتم الدعوه لاجتماع القاده ولا يتم دعوة قطر لهذا الاجتماع وأن يصوت الحضور بالاجماع على أي قرار يتخذ ضدها .. ويعلم الجميع أن دول الخليج ما زالت ترجو خيراً من قطر لتعود الى صوت العقل حتى لا نضطر لاتخاذ مثل هذا الاجراء القاسي . إذاً خطورة السياسه المتبعه من قطر على الأمن القومي لدول الخليج وصعوبة اتخاذ قرار ضدها من الناحيه السياسيه أولا ومن الناحيه القانونيه ثانياً هو ما يجعلنا فعلاً في مأزق مع قطر .. ويجب أن يعي الجميع أن الحفاظ على الأمن القومي وأركان النظام في دولنا لن يقف في وجهه أي شيء !! - وأخيراً .. كثيراً ما حاول الاعلام القطري ابعاد الانظار عن حقيقة الخلاف معها بتوجيهها الى الخلاف على السياسه الخارجيه لدولنا كالموقف مما حدث في مصر مثلاً .. وهنا نقول أن دول الخليج لم تكن يوماً على علاقه مصاهره مثلاً مع الرئيس السيسي !! كما أنها لا تحمل ثأراً عائلياً مثلاً مع د. محمد مرسي !! كل ما في الامر أن جماعة الاخوان المسلمين في الخليج ومن ناصرهم في الفكر شنوا حمله شعواء على دولنا وأنظمتنا زوراً وبهتاناً راغبين في زعزعة أمننا واستقرارنا وأنهم استأسدوا بعد فوز حزبهم في مصر وأن الشعب المصري يسانده جيشه قرر عزل رئيسه بعد أن علم علم اليقين بخطورة بقائه على بقاء مصر وعلى أمنها واستقرارها .. وأن دول الخليج إنما وقفت مع خيار الشعب والجيش المصري ليس إلا .. وأنها أحست بما حس به هؤلاء من خطورة تولي هذا الحزب لمقاليد الحكم في مصر وأن توجهاته باتت خطيره علينا جميعاً .. ولاننا نعلم كلنا أن استقرار مصر من استقرارنا فما كان منا إلا الوقوف بجانب ما قرره شعب مصر وجيشه .. هذه كل الحكايه .. - وما تحوير الحقائق وابعاد الانظار عن خطورة السياسه القطريه على الأمن القومي لدول الخليج إلا جزء من العبث الذي تمارسه هذه السياسه .