قد لا يعلم القارئ أن أسيوط انضمت إلي طيبة عاصمة البلاد في نضالها ضد الهكسوس وطردهم من البلاد، وقد أدت تبعية أسيوط إلي السلطة المركزية العليا إلي توجيه إمكانياتها لخدمة أغراض الوطن في هذا الوقت ولما خضعت مصر للحكم الإغريقي وغدت بعد موت الإسكندر الأكبر ليحكمها البطالمة الذين احتفظوا بنظام البلاد.. مصر العليا ومصر السفلي.. وأسيوط من أعرق محافظات مصر وقد اكتسبت أهميتها في مصر القديمة لما لها من موقع متوسط من أقاليم مصر الفرعونية، ولكونها مركزاً رئيسياً للقوافل التجارية المتهجة إلي الواحات بالصحراء الغربية وبداية درب الأربعين الذي يصل إلي «دارفور» وكردفان بالسودان ومحافظة أسيوط تضم تراثاً حضارياً من مختلف العصور الفرعونية والرومانية والقبطية والإسلامية، وأسيوط بالفعل تعتبر من مناطق الجذب السياحي، فمثلاً بها منطقة آثار «مير» بمركز القوصية وتضم مجموعة من المقابر المنحوتة في جسم الجبل لتكون جبانة عاصمة الأقليم القديم ومزارات حكام المقاطعة الرابعة عشرة التي كانت تعرف باسم «كيس» هذه المقابر كما يذكر الأثريون نقوشها تتميز بمحاكاة مدهشة للطبيعة سواء الخاصة بالجنس البشري أو الحيوانات أو النباتات وتفاصيل بالغة الدقة لجميع الأعمال اليومية للمصري القديم وسجل حافل للألعاب الرياضية والعديد من الصناعات المختلفة وأيضاً هناك منطقة آثار الهمامية ومنطقة آثار دير الجبراوي بمركز أبنوب.. عموماً أسيوط بها مطار يستقبل 9 رحلات من الشركات، وتم الافتتاح لبعض الفنادق التي دخلت الخدمة حديثاً كأبراج الوطنية وهناك ما هو تحت الإنشاء وما سيتم من مشروعات فندقية جديدة في منطقة إلتقاء الإبراهيمية مع خزان أسيوط لتطل علي رافد من روافد النيل، ولن أتحدث عن أماكن المزارات الدينية القبطية والإسلامية.. وعلي حد تعبير اللواء نبيل العزبي محافظ أسيوط بتساؤله لي عن ماذا يمنع من وضع أسيوط علي الخريطة السياحية.. لأن المقومات السياحية بها عديدة وتشجيعاً لقدوم الأفواج السياحية ولو كترانزيت لأن السياحة قاطرة من قاطرات التنمية.. فعلاً محافظ أسيوط عنده حق لأنه لا يصح أن تموت السياحة في أسيوط!!