«الزراعة»: تحصين أكثر من 8.5 مليون جرعة من الماشية ضد الحمى القلاعية والوادي المتصدع ضمن الحملة القومية    رئيس الوزراء التشيكي: لن نشارك في أي تمويل مستقبلي من الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا    مصر تدعو إلى التهدئة والالتزام بمسار السلام في جمهورية الكونغو الديمقراطية    بيراميدز يخسر من فلامنجو ويودع كأس إنتركونتيننتال 2025    بالأسماء.. إصابة 14 شخصًا بحادث تصادم في البحيرة    بعد تداول أنباء عن تسرب مياه.. المتحف المصري الكبير يؤكد: البهو والآثار آمنة    «أفريكسيم بنك»: إطلاق مركز التجارة الإفريقي بحضور مدبولي يعكس دور مصر المحوري في دعم الاقتصاد القاري    رئيس مجلس القضاء الأعلى يضع حجر أساس مسجد شهداء القضاة بالتجمع السادس    غدا، بدء الصمت الانتخابي في 55 دائرة بجولة الإعادة للمرحلة الثانية من انتخابات النواب    ريهام أبو الحسن تحذر: غزة تواجه "كارثة إنسانية ممنهجة".. والمجتمع الدولي شريك بالصمت    برلماني أوكراني: البعد الإنساني وضغوط الحلفاء شرط أساسي لنجاح المفاوضات    توافق مصرى فرنسى على ضرورة إطلاق عملية سياسية شاملة تؤدى إلى إقامة الدولة الفلسطينية    شعبة الدواجن: المنتجون يتعرضون لخسائر فادحة بسبب البيع بأقل من التكلفة    وزير الشباب يشهد ختام بطولة الأندية لكرة القدم الإلكترونية باستاد القاهرة    جهاز تنمية المشروعات ومنتدى الخمسين يوقعان بروتوكول تعاون لنشر فكر العمل الحر وريادة الأعمال    ضبط 5370 عبوة أدوية بحوزة أحد الأشخاص بالإسكندرية    كثافات مرورية بسبب كسر ماسورة فى طريق الواحات الصحراوى    25 ألف جنيه غرامات فورية خلال حملات مواعيد الغلق بالإسكندرية    منال عوض: المحميات المصرية تمتلك مقومات فريدة لجذب السياحة البيئية    يوسا والأشكال الروائية    الشناوي: محمد هنيدي فنان موهوب بالفطرة.. وهذا هو التحدي الذي يواجهه    من مسرح المنيا.. خالد جلال يؤكد: «مسرح مصر» أثر فني ممتد وليس مرحلة عابرة    "فلسطين 36" يفتتح أيام قرطاج السينمائية اليوم    يسري جبر يوضح حقيقة العلاج بالقرآن وتحديد عددٍ للقراءة    مستشار الرئيس للصحة: الإنفلونزا الموسمية أكثر الفيروسات التنفسية انتشارا هذا الموسم    نوال مصطفى تكتب: صباح الأحد    توقف قلبه فجأة، نقابة أطباء الأسنان بالشرقية تنعى طبيبًا شابًا    استشهاد وإصابة 30 فلسطينيا في قصف إسرائيلي غرب مدينة غزة    قائمة ريال مدريد - بدون أظهرة.. وعودة هاوسن لمواجهة ألافيس    برلماني أوكراني: البعد الإنساني وضغوط الحلفاء شرط أساسي لنجاح أي مفاوضات    مكتبة الإسكندرية تستضيف "الإسكندر الأكبر.. العودة إلى مصر"    منافس مصر - مدرب زيمبابوي ل في الجول: بدأنا الاستعدادات مبكرا.. وهذا ما نعمل عليه حاليا    القومي لذوي الإعاقة يحذر من النصب على ذوي الاحتياجات الخاصة    المجلس الأعلى للشئون الإسلامية: الطفولة تمثل جوهر البناء الإنساني    موعد صرف معاشات يناير 2026 بعد زيادة يوليو.. وخطوات الاستعلام والقيمة الجديدة    قائمة الكاميرون لبطولة كأس الأمم الأفريقية 2025    إعلام عبرى: اغتيال رائد سعد جرى بموافقة مباشرة من نتنياهو دون إطلاع واشنطن    حبس مدرب أكاديمية كرة القدم بالمنصورة المتهم بالتعدي على الأطفال وتصويرهم    نائب محافظ الأقصر يزور أسرة مصابي وضحايا انهيار منزل الدير بمستشفى طيبة.. صور    جامعة أسيوط تنظم المائدة المستديرة الرابعة حول احتياجات سوق العمل.. الاثنين    بدء الصمت الانتخابي غدا فى 55 دائرة انتخابية من المرحلة الثانية لانتخابات النواب    محافظ الغربية يهنئ أبناء المحافظة الفائزين في الدورة الثانية والثلاثين للمسابقة العالمية للقرآن الكريم    مواقيت الصلاه اليوم السبت 13ديسمبر 2025 فى المنيا    لاعب بيراميدز يكشف ما أضافه يورتشيتش للفريق    «الجمارك» تبحث مع نظيرتها الكورية تطوير منظومة التجارة الإلكترونية وتبادل الخبرات التقنية    وصفة الزبادي المنزلي بالنكهات الشتوية، بديل صحي للحلويات    محافظ أسيوط يفتتح المؤتمر السنوي الثالث لمستشفى الإيمان العام بنادي الاطباء    فيديو.. الأرصاد: عودة لسقوط الأمطار بشكل مؤثر على المناطق الساحلية غدا    طلعات جوية أميركية مكثفة فوق ساحل فنزويلا    إخلاء سبيل والدة المتهم بالاعتداء على معلم ب"مقص" في الإسماعيلية    تعرف على إيرادات فيلم الست منذ طرحه بدور العرض السينمائي    الأهلي يواجه الجيش الرواندي في نصف نهائي بطولة إفريقيا لكرة السلة للسيدات    محافظ أسيوط يقود مفاوضات استثمارية في الهند لتوطين صناعة خيوط التللي بالمحافظة    القضاء الإداري يؤجل دعوى الإفراج عن هدير عبد الرازق وفق العفو الرئاسي إلى 28 مارس    وزيرة التضامن الاجتماعي تلتقي رئيس الطائفة الإنجيلية ووفد من التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي    تشويه الأجنة وضعف العظام.. 5 مخاطر كارثية تسببها مشروبات الدايت الغازية    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : ولازالت مصطبة عم السيد شاهدة ?!    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 13-12-2025 في محافظة قنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«العبادي»: هناك تفاهم كامل مع مصر على تطابق المصالح
نشر في صوت الأمة يوم 24 - 12 - 2015

أكد الدكتور حيدر العبادى رئيس الوزراء العراقى أن هناك تفاهما كاملا بين مصر والعراق على تطابق المصالح وضرورة الاستمرار فى التنسيق الكامل من أجل مصلحة شعبينا وبلدينا.
وقال العبادى، إن لدينا مع مصر مصالح مشتركة وتحديات مشتركة، لدينا مصالح عميقة فى مجال التجارة المشتركة والطاقة والنفط وفى مجال التبادل التجارى وفى مجالات أخرى ونحن نطمح فى أن ننشئ خط غاز من العراق إلى الأردن ثم إلى مصر، وهذا نبحثه أن شاء الله بعد أن ننتهى من تطهير كل الأراضى العراقية من جماعة "داعش" الإرهابية، ونسعى لهذا المشروع وهو مهم للتبادل التجارى بيننا.
وأضاف أننا نؤمن أن المنطقة لا يمكن أن تنهض إلا بالتكامل الاقتصادى ليس فقط بين الأنظمة ولكن بين الشعوب كذلك وهذا يساهم فى تنمية كل المنطقة والنهوض بها بشكل عام.
واستطرد قائلا "إن مسألة مواجهة الإرهاب أمر مهم وخطير.. صراحة اليوم الإرهاب منتشر، نحن عندنا داعش ومصر عندها تحدى من داعش وغير داعش وها هى العملية الإرهابية بتفجير الطائرة الروسية وهى بصراحة عملية إجرامية جدا وأثرت بشكل مباشر على الاقتصاد المصرى والسياحة على وجه الخصوص.. واليوم وفى مواجهة هذا التحدى الإرهابى من داعش وغيرها فمن المهم أننا نقاتل على الأرض ونحن نحتاج للتعاون من أجل القضاء عليه.
وأضاف أن المشكلة التى نجابهها هى الفكر المتطرف الذى يريد أن يقضى على الأخر فهو لا يؤمن بفكرة أن كل إنسان حر فيما يؤمن به ومسألة أن أحدا يصفى الأخر لأنه لا يتفق معه فى الرأى هى فكرة خطيرة بصراحة وهذا الفكر اليوم هو الذى يحاول أن يخطف مننا ديننا ويشوهه ولهذا نحن نرفضه بالكامل، وعلينا أن نوحد جهودنا.. فالإرهاب يوقف عملية الإعمار وعملية البناء ويوقف عملية التفكير الحر أصلا لدي الشعوب وهذا الأمر بمثابة تحد يمسنا جميعا واصبح يهدد كل المنطقة وللاسف سوريا بسبب هذه الاوضاع فيها تدخل أكثر من دولة تتضارب مصالحها ولهذا فهى كانت منبع نشأة "داعش" والجماعات الإرهابية الاخرى ولهذا علينا أن نتعاون من أجل ايجاد حل سلمى فى سوريا والحل السلمى هو من خلال أن الشعب السورى هو الذى يختار النظام الذى يريده، هو الذى يختار القائد وهو الذى يختار الحكومة التى يرغب فيها.
وقال العبادى، أنا لا أتصور أن تعطى أى دولة لنفسها الحق فى أن تفرض نظاما ما على سوريا وعلى الشعب السورى.. علينا أن نعيد الأمن فى سوريا لأن الشعب السورى مسكين، هناك عشرة ملايين ما بين نازح ومهجر، إن قضية سوريا قضية إنسانية والوقوف للتفرج عليها هو شئ غير مقبول لا إنسانيا ولا دينيا ولا أيضا عروبيا.. والحقيقة أن هذه الحالة فى سوريا إذا استمرت فستكون أرضا خصبة لتفريخ المزيد من الإرهابيين وهذا مرفوض.
وحول الوضع الحالى فى العراق وتأثير الغارات التى يشنها التحالف الدولى والطائرات العراقية على مواقع تنظيم "داعش" الارهابى.. قال الدكتور حيدر العبادى رئيس الوزراء العراقى أنه بالنسبة ل"داعش" الأن نحن طهرنا محافظتين كاملتين "ديالا وصلاح الدين" فى مرحلة السنة الماضية أو السنة ونصف منذ أن دخلت "داعش" العراق وهددت حتى بغداد الآن نحن أزلنا الخطر على بغداد، الخطر العسكرى أزلناه بالكامل وحتى الخطر الأمنى .. والأمن رجع بدرجة كبيرة حتى أنه وبعد 12 سنة رفعنا حظر التجوال الليلى الذى كان موجودا منذ 2003 حتى بداية 2015 والحمدلله، الآن الأمور الأمنية فى بغداد تحسنت عما كانت عليه.. والآن الدور على مدينة "الأنبار" ومنذ أمس بدأنا فى التطهير داخلها.. وأكثر المناطق المحيطة بها هى تحت سيطرة قواتنا الأمنية وهذا يعتبر نجاحا كبيرا وإن شاء الله ننتهى تماما من تطهيرها وبعد هذا تبقى فقط "نينوى".
وأكد قائلا "إن تأييد التحالف الدولى للعراق مهم لأنه يمثل غطاء جويا لقواتنا على الأرض ونحن بدأنا قبل أن تدخل (داعش) العراق كانت استعداد قواتنا الجوية محدودة جدا.. الآن بدأنا نبنيها بشكل أفضل والان اكثر من 50 الى 60 فى المائة من الضربات ضد داعش كانت موجهة من قبل قواتنا الجوية فى حين أنها كانت قبل سنة كانت النسبة أقل من هذا.. نحن بسرعة نتجه نحو التكامل وإذا اتجهنا نحو التكامل.. سنطهر أرضنا".
وأضاف أن المشكلة بالنسبة لنا هى سوريا فنحن لا نريد للطائرات العراقية أن تضرب مواقع فى سوريا والتحالف الدولى هو الذى يقوم بضرب مواقع "داعش" فى سوريا وهذا أمر مهم لأنه يقلل من الضغط علينا من قبل "داعش"، خاصة أنه وللاسف فإن الحدود الآن تحت سيطرة "داعش" من كلا الجانبين وهذا أمر خطير ولهذا نطلب من الجانب الدولى ومن الأمريكان تحديدا أن يحاولوا السيطرة على الشريط الحدودي لمنع الإرهابيين من الانتقال من سوريا إلى العراق أو حتى بالعكس وأيضا لمنع داعش من نقل النفط والأمور الأخرى التى يهربوها حتى يحصلوا على مزيد من التمويل.. هذه قضية استراتيجية لأن أى دولار إضافى تحصل عليه "داعش" يعني المزيد من القتل والمزيد من الدمار.
وردا على شؤال بشأن "المصالحة الوطنية".. قال العبادى "نحن بصراحة ليس لدينا مشكلة داخلية وإنما لدينا مشكلة ولدتها داعش.. فداعش قامت بأعمال قتل بشعة جدا، تتفنن فى وسائل القتل بشكل غريب وقامت باستخدام بعض العشائر ضد عشائر أخرى فولدت حالة من القتل والعنف تولدت عنها حالة من الانتقام فى بعض المناطق التى حررناها.. فهناك البعض يريد أن ينتقم بسبب أنه تهدم بيته وخسر عائلته بالكامل على يد داعش.. هذه مسألة تجعل قواتنا فى بعض الاحيان فى ضع حرج جدا فهى لا تستطيع أن تضرب الناس الذين يشعرون بالظلم لما لحق بهم على يد "داعش" ومن اصطفوا مع داعش وفى نفس الوقت لا نستطيع أن ندع المواطنين يطبقون القانون بأيديهم يجب أن تأخذ العدالة مجراها ومن حق الناس المظلومين أن يحصلوا على حقهم ولكن يجب أن يتم هذا بشكل سليم وفى إطار قانونى حتى لا تختلط الأوراق وندخل فى دائرة الثأر والانتقام.. هذه بالطبع بعض الصعوبات التى نواجهها وخصوصا فى الأيام الأولى بعد تحرير أى منطقة، فبمجرد أن يحدث التحرير تكون هناك حالات من الانفعال السريعة وهذا ربما حصل فى تكريت فى بعض المناطق ولكن الحمد لله استعدنا السيطرة المنية.. فتكريت مثلا التى تم تحريرها قبل ثلاثة أشهر الآن 90 % من السكان رجعوا وأرجعنا الخدمات الأساسية وهو ما نسميه إعادة الاستقرار أو إعادة الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه ومثل المدارس والخدمات الصحية ونجحنا فى هذا الحمد لله ليس فقط فى تكريت ولكن فى المدن والمناطق المجاورة لها.
وأوضح : أن ما حدث فى تكريت وعودة أكثر السكان هو نجاح ونحن بمجرد أن نحرر الرمادى سنعيد السكان بالشكل السليم حتى نسيطر على الوضع لا نريد فى المستقبل أن يكون الجيش فى داخل المدن.. نريد للجيش أن يحمى المدن من الخارج ونريد أن نعتمد على الشرطة المحلية والسلطات المحلية فى فرض الأمن فى داخل المدن.. إن هذا ما فعلنا فى تكريت وفى صلاح الدين وما نفعله فى الأنبار والمصالحة الوطنية تعمل فى هذا الاطار.. لكن هناك مشكلة.. هناك صراع إقليمى وهذا الصراع الإقليمى نجد فيه أن كل دولة تحاول للأسف استخدام كل الأسلحة حيث يستخدمون الطائفية وغيرها ضد الدول الأخرى تحت عنوان أخر فى حين أن الحقيقة هى أن لهم مصالح خاصة بهم.. ولهذا ليس غريبا أن نرى تركيا تحاول الحصول على زعامة العالم الإسلامى السنى وتحت هذا العنوان تحاول تتدخل فى شئون الدول الأخرى.. وكذلك ربما بعض الدول فى الخليج مثل قطر وغيرها وهذا يشكل خطورة كبيرة وعلينا أن نكون حذرين حتى لا تنساق الشعوب فى المنطقة إلى صراع "لا ناقة لها ولا جمل فيه"، فهذا سيؤدى إلى مزيد من الدمار ومزيد من الخسارة.
وأضاف أنه من الملاحظ أن داعش جاءت تحت شعار الدفاع عن أهل السنة وهى كاذبة لأن أكثر من قتلتهم هم من أهل السنة والمدن التى دمرتها مدن سنية سواء فى سوريا أو فى العراق فنلاحظ أن حجم إساءة استخدام الشعارات تحت ذريعة معينة يؤدى لنتيجة مختلفة تماما وهذا الجزء من الصراع يخيفنا فهم يحاولون أن يغرقوا المنطقة فى صراع طائفى فى حين أن المسلمين طوال عمرهم كانوا يتعايشون فيما بينهم ومع غيرهم فنحن لدينا فى العراق لآلاف السنين الصبة والمسيحيين والزيديين.. ومختلف الديانات موجودة بالعراق منذ سنوات طويلة وعاشت فى سلام ووئام والان اتى هؤلاء الذين يحاولون أن يدمروا التعايش السلمى بين المواطنين فيقتلون المسيحيين والزيديين ويقتلون البعض الاخر حتى يشعلون نيران الفتنة وهى فتنة للاسف مدفوعة الثمن ومدمرة وللاسف بعض أبنائنا أحيانا ما يقع فى حبائلها بسبب جهلهم وعدم معرفتهم وهذا يحتاج لجهود تنوير حتى نتغلب على هذه الفتنة.
وحول الوضع الداخلى فى العراق والذى كان يعانى من انقسامات عرقية وطائفية ومشاحنات سياسية وكيفية التغلب عليها.. قال الدكتور حيدر العبادى رئيس الوزراء العراقى.. نحن نعيش فى ديمقراطية وأمر طبيعى أن تكون هناك اختلافات فى الاراء قد تتجاوز الحدود أحيانا ونحن نحاول السيطرة على أى مشاحنات.. ونقول يا جماعة من حقكم تختلفوا ومن حقكم أن يكون لديكم اختلافات فى وجهات النظر وأراء متباينة ولكن.. نحن فى حالة حرب يجب أن يكون هناك انضباط.. لا يجوز أن أروج للأخبار الخاطئة والأكاذيب وخصوصا ونحن فى مرحلة مواجهة وفى قضية تمس التعايش السلمى بين المواطنين يجب أن نكون حذرين لا يجوز لفئة أن تحاول أن تروج لنفسها على حساب فئة أخرى على أساس عرقى أو دينى أو طائفى.. يجب أن نكون حذرين.
وأضاف أنه بالنسبة للقضايا الأخرى فأنا أفتخر بالتنوع الموجود فى العراق التنوع الدينى والقومى والثقافى فالتنوع هو إثراء فإذا نحن كلنا كان لنا فكر واحد ونقول نفس الشئ فلن نضيف شيئا، إنما التنوع هو ما يضيف لنا فكونى أتعاون مع الاخر واستفيد من الاخر والتعايش هو قضية أن كل إنسان حر فى اعتقاده وحر فيما يتبناه، ولا أتصور أن احدا له الحق فى أن يفرض عقيدته على الأخر والإسلام لله ولا يحق لأحد أن يكره أحد على اعتقاده وللاسف بعض الجماعات المتطرفة تحاول ان تفرض افكارها على الاخرين.. ولكن من حقى أرفض ومن حقى اتفق لكن ليس من حقى أن ألغى الأخر وليس من حقى أن اتجاوز على معتقدات الاخرين.
داعش حاولت أن تسئ لنا جميعا بطريقة القتل والتشنيع وبكل الوسائل الكثيرة التى تقوم بها الحركات الإرهابية التى تحاول أن توجد فجوة داخل المجتمع ولكن بتكاتفنا وتعاوننا نستطيع أن نقضى على هذه المحاولات.
وردا على سؤال حول انسحاب القوات العسكرية التركية بعد أن كانت دخلت إلى الموصل بحجة حماية وسلامة تركيا من تهديدات داعش.. قال الدكتور حيدر العبادى أنه لا يوجد هناك أى تهديد داعشى لتركيا من الأراضى العراقية لأن داعش لا تحتل أراض عراقية مجاورة لتركيا.. فإذا تركيا تعتبر داعش تهديدا لها فإن داعش تحتل الشريط الحدودى بين تركيا وبين سوريا ومعلوماتنا أن أكثر الإرهابيين الأجانب يمرون من تركيا إلى سوريا ومن هناك إلى العراق وكثير من النفط وغيره يتم تهريبه عن طريق تركيا.. وبالنسبة لنا فالأمر محير صراحة لماذا الأتراك دخلوا إلى الموصل.. يقولون أنهم فعلوا هذا لحماية المدربين.. وأؤكد أن العراق لم تطلب هؤلاء المدربين ثم أن كل التدريب عندنا فى مناطق آمنة لا توجد بها أى خطورة.. ونعم نحن لدينا عدد من المستشارين والمدربين من دول التحالف الدولى ولكنهم يدربون فى معسكراتنا ونحن لدينا خمسة معسكرات فى العراق وهى مؤمنة بالكامل وبشكل سليم تحت سيطرة القوات العراقية ونحن لم نطلب مدربين أتراك فى منطقة خطرة.. وأتساءل من الذى أرسلهم ومن الذى طلبهم.. وبحجة هؤلاء المدربين قامت تركيا بإرسال قوات عسكرية لحمايتهم ونحن فى العراق لا توجد لدينا قوات أرضية للحماية لا الأمريكان عندهم ولا الفرنسيين ولا ألالمان ولا البريطانيين ولا الاستراليين والتحالف الدولى فقط مساهمته فى الجو.. هم لهم مستشارون ومدربون على الأرض ولكن ليس لهم قوات عسكرية على الأرض مع مدرعات باستثناء تركيا ..وهم فى تركيا يقولون أنهم أرسلوا القوات لتكون لديهم قوة عسكرية فى العراق مقابلة لإيران والحقيقة أن إيران وبالرغم من أنها دولة مجاورة للعراق وأنها ربما لديها نفوذ من نوع أخر باعتبار أنها الدولة التى لها أطول حدود مع العراق لكن لا يوجد جندى إيرانى واحد على الأراضى العراقية.
وبالنسبة للعلاقات فالتبادل التجارى بين العراق تركيا أكبر من التبادل بين العراق وإيران وهناك الكثير من الشركات التركية والكثير من النفوذ التركى موجود فى العراق ونحن لا يوجد لدينا مشكلة تجاه هذا النفوذ طالما كان نفوذا مشروعا إنما نحن ضد النفوذ غير المشروع الذى يسئ إلى الدولة العراقية ويحاول أن يوقع بين أبناء الشعب العراقى.. لا يوجد أى قوة أجنبية لأى دولة سواء مجاورة للعراق أو غير مجاورة لها تقاتل على الأراضى العراقية.. فقط العراقيون يقاتلون على أراضيهم ضد "داعش" ولهذا لا يوجد أى مبرر لوجود قوات تركية فى العراق والغريب أن الاتراك يقولون أنهم يحترمون السيادة العراقية، إذا فهذه أرض عراقية ونحن نقول نحن كحكومة عراقية تعبر عن الشعب العراقى لا نريد قوات تركية على الأراضى العراقية ونريد أن تحترموا سيادتنا ونحن لا نريد أكثر من هذا نحن لا نريد إلا علاقات حسن جوار جيدة وألا تتم الإساءة إلى هذه العلاقات.. أنا أخشى أن القيادة التركية الحالية عندها هذا الطموح لإعادة "الدولة العثمانية" مرة ثانية وذلك بالسيطرة على مناطق أخرى وأنا أقول للقيادة التركية هذا المنهج خاطئ وأوقعكم فى كثير من المشاكل.. كنتم قبل عشر سنوات تتمتعون بعلاقات طيبة مع كل الجيران وحتى مع مصر ومع كل الدول واليوم علاقاتكم سيئة مع الجميع.. إذا فالأمر واضح أنكم تتبعون نهاجا خاطئا وهو لا يعود بالنفع لا على الشعب التركى ولا على شعوب المنطقة ولا علاقة حسن الجوار ولا مصلحة السلم والأمن فى المنطقة فيجب أن يدركوا أن هذه الاستراتيجية يجب أن تتغير واتمنى أن القيادة التركية تستوعب هذا الموضوع.
وإشار إلى أن العراق قدم شكوى رسمية لمجلس الأمن وانعقد المجلس واستمع لشكوانا ونأمل أن يصدر قرارا فى هذا الإطار وأيضا قدمنا شكوى للجامعة العربية لاتخاذ موقف من التدخل العسكرى التركى فى العراق.. نحن نريد كل جهودنا تتوحد لمحاربة الإرهاب لا نريد خلافات بيننا وتركيا تسير فى الاتجاه المعاكس وهذا ليس له أى تفسير عندنا لأنه لا توجد أى مصالح تركية مهددة والأمن التركى ليس مهددا وهم ليسوا موجودين لمحاربة "داعش" ونحن لم نطلب منهم ذلك وهكذا فلا يوجد مبرر لوجودهم وهذا يزيد من شكوكنا بشأن الأطماع التركية فى العراق فربما هم لهم أطماع تاريخية فى الموصل وغيرها وهم ليس لديهم أى حق فموضوع الموصل تم حله منذ مائة سنة تقريبا ففى استفتاء عام اختار أهالى الموصل أن ينضموا إلى العراق والموضوع انتهى فى ذلك الوقت.. مشددا على أن ما فعلته تركيا ليس الشكل السليم للتعاون بين دولتين مسلمتين وجارتين وهو إساءة إلى حسن الجيرة.
وردا على سؤال حول زيارته الحالية للصين وتقييمه للعلاقات بين البلدين.. قال الدكتور حيدر العبادى أن العراق لها علاقات تجارية كبيرة مع الصين ومصالح مشتركة.. ويعمل بالعراق شركات صينية فى مجال النفط والكهرباء والإعمار ونحن نشجع عمل المزيد من هذه الشركات.. أن حوالى 90 % من اعتماد العراق فى الموازنة هو على النفط وانهيار أسعار النفط أثر علينا كثيرا فنحن لدينا حرب نمولها وفى نفس الوقت نعمل لتوفير الخدمات للمواطنين.
وأضاف أن الحكومة الحالية اتخذت منهجا كاملا منذ تشكيلها بشأن الشراكة بين القطاعين الخاص والعام ونحن نشجع الاستثمار بالبلاد وأزلنا الكثير من العقبات وقمنا بحملة إصلاح قوية ضد الفساد لأن الفساد والفاسدين والروتين والإجراءات المعوقة هى من أكثر الاشياء التى تمنع الاستثمار بالبلد وحسننا كثيرا من إجراءاتنا ووجهنا دعوة للشركات الصينية لياتوا ويستثمروا فى العراق.
وأوضح أن الصين باعتبارها من أكثر الاقتصاديات نموا فى العالم لديها طلب كبير على الطاقة والنفط بشكل خاص وأيضا لديها توجه للاستثمار فى الخارج.. فهناك مصلحة مشتركة بين الدولتين ونحن كلانا لدينا اهتمام بالغ بالعلاقات وتحسينها.
وأشار إلى أنه تحدث مع المسئولين الصينيين فى تطوير وتوسيع التعاون فى كل المجالات خصوصا فيما يتعلق بطريق الحرير الذى يمتد من آسيا حتى يصل إلى أوروبا ونحن نريد توسيع التعاون فى بعض المجالات بما فيها الجانب العسكرى فنريد زيادة وأردات السلاح من الصين وتوسيع التعاون فى مجال التصنيع العسكرى فى العراق ونحن لدينا كذلك محادثات مع مصر فى مجال التعاون فى التصنيع العسكرى فى العراق.. والصين ربما تكون لاعبا مهما فى هذا الإطار فالحرب تحتاج المزيد من الذخيرة والمزيد من السلاح وربما الصناعة المحلية من الذخيرة تفيدنا ونحتاج للصين لمدنا بمدرعات ودبابات والسلاح الثقيل ومنظومات دفاعية أخرى تملكها الصين وعندها القدرة على تسليمها للعراق.. والصين لديها قدرات استثمارية كبيرة ونحن نعانى من أزمة مالية فى الوقت الحاضر بسبب أسعار النفط وممكن التعاون بيننا يكون عن طريق الاستثمار أو عن طريق الدفع بالآجل وتم توقيع اتفاق تعاون استراتيجى ومذكرات تعاون أخرى مهمة ونأمل أن نبنى على هذه الاتفاقات عندما نعود وأن تجتمع الأطراف مرة ثانية وتتواصل لتنفيذ الاتفاقات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.