كانت بداية ظهور شيفروليه من خلال بعض الوكلاء ولكن تغير الحال مع إنشاء فرع جنرال موتورز الشرق الأدنى الذي سمي في البداية "شركة توريد السيارات العامة" وكان مقره في 35 شارع أيشيل سوريال بالإسكندرية. أفتتح هذا الفرع في 28-9-1926 وتغير إسمه فيما بعد إلى جنرال متورز الشرق الأدنى وكان تابعا لجنرال موتورز الأمريكية. وفي الواقع لم تكن الشركة لتنشئ هذا الفرع الذي صار مسئولا عن عمليات جنرال موتورز في مصر و13 دولة أخرى في أسيا وحوض البحر المتوسط من بينها أيطاليا وأفغانستان والعراق ومستعمرات الخليج العربي والصومال والشام وأيران إلا لإدراكها بأهمية موقع مصر من جهة ولأهمية مبيعات السوق المصري في تلك الفترة من جهة أخرى حيث زادت المبيعات في تلك الفترة بشكل كبير ويكفي أن نعلم أنه حتى أواخر عام 1925 بلغ عدد السيارات الخاصة في مصر قرابة 10 آلاف سيارة بخلاف سيارات الحكومة والجيش الإنجليزي بعد أن كانت تلك الأعداد لا تتجاوز بضع مئات قبل سنوات من هذا التاريخ. رأت جنرال متورز نفسها مجبرة أيضا على إنشاء هذا الفرع في مصر لمواجهة "فورد" غريمها التقليدي في مصر بعد أن إنتشرت سياراتها في مصر بشكل كبير وصارت تتمتع بشعبية طاغية. وخلال تلك الفترة إعتمدت جنرال موتورز على شيفروليه كأهم أسلحتها وكأكثر ماركاتها مبيعا في مصر حيث لعب الفرع المصري الذي كان أيضا بمثابة مستودع كبير لقطع الغيار للسوق المصري ولدول الشرق الأدنى على وتر السعر الملائم كوسيلة لترويج موديلات شيفروليه المختلفة وسط عملاء الشريحة الأدنى من السوق بينما كانت كاديلاك في صدارة الموديلات الفارهة ولم ينازعها على هذا اللقب في مصر سوى سيارات رولز رويس.. بدأت جنرال موتورز الشرق الأدنى في إطلاق موديلات شيفروليه عام 1926 وروعي في تلك الموديلات توفير فرصة للإختيار بين عدة طرازات وأشكال متعددة للهيكل كما قامت الشركة بإختيار مجموعة كبيرة من الموزعين منهم شركة نايل موتور كومباني في الإسكندرية ولويس مقار في أسيوط ومصطفى فهيم في بني مزار وعبد الرحمن الإسلامبولي في بني وسيف وشركة السيارات المصرية السويسرية في القاهرة وطنطا والمنصورة وماهر بجلي في الفيوم وأولاد بابا داكس وشركاهم في الزقازيق وب. و. ريزو في الزقازيق وشركة سويس قنال موتور بالسويس وبورسعيد. والواضح من شبكة الموزعين تلك أنها غطت أغلب مناطق مصر وبشكل متوازن في الوجهين البحري والقبلي والقاهرةوالإسكندرية ومنطقة القناة. وكان لذلك سببا أخر وهو أن معروضات شيفروليه في السوق المصري لم تقتصر على سيارات الركوب فقط بل قدمت جنرال موتورز الشرق الأدنى أيضا مجموعة من عربات النقل. كما ذكرنا ترجع بداية ظهور موديلات شيفروليه في مصر إلى عام 1915 حينما بدأ تسويق السيارة على يد مجموعة من الموزعين الأأجانب في القاهرةوالإسكندرية، ولكن مع إنشاء جنرال موتورز الشرق الأدنى في عام 1926 بالإسكندرية بدأت شيفروليه إنطلاقة كبيرة حيث زاد عدد الموديلات المطروحة التي لم تعد تقتصر على سيارات الركوب بل شملت أيضا عربات النقل متوسطة الحجم حتى صارت شيفروليه أكثر ماركات السيارات مبيعا في مصر. لعبت الكثير من العوامل دورا بارزا في تحقيق شيفروليه لتلك المكانة وكان أهم تلك لعوامل هو السعر حيث طرحت موديلات الشركة بأسعار تنافسية. ففي عام 1926 حيث طرح موديل تورنج بسعر 160 جنيه مصري بينما بلغ سعر موديل رودستر 168 جنيه وموديلي كوتش وكوبيه بحوالي 215 جنيه أما موديل سبورت كابريوليه فبلغ سعره 230 جنيه ووصل سعر الموديل السيدان إلى 235. وكان موديل لاندوليه هو الأفخم والأعلى سعرا حيث بيع بمبلغ 245 جنيه مصري. كانت تلك المبالغ ضخمة بعض الشئ بمقاييس تلك الفترة ولكنها كانت معقولة بالنسبة لأسعار السيارات. وعلى الرغم من أن أسعار سيارت شيفروليه لم تكن الأقل في مصر خلال عام 1926 حيث تقوقت عليها في ذلك سيارات رينو وستروين وفيات، غير أن المصريين أقبلوا عليها نظرا لما تتمتع به من جودة عالية وقدرة على التحمل. ولم تكتف شيفروليه بتلك السيارات فقط حيث طرحت شاسيه سيارات نقل للبيع بمعارضها بسعر 147 جنيه وأسهمت تلك الخطوة في دخول تلك الماركة للمنافسة بقوة في قطاع عربات النقل وهو القطاع الذي لا توال شيفروليه أحد أبرز اللاعبين فيه حتى يومنا هذا. في عام 1927، لم تطرأ اية تغييرات على أسعار موديلات شيفروليه رغم قيام الشركة بتحسين سياراتها وهو ما تكشف عنه الكثير من إعلانات تلك الفترة التي تعد بمثابة المصدر الوحيد الذي يمكن من خلاله توثيق مسيرة الشركة في معظم فترات وجودها. ففي تلك الإعلانات كانت الشركة تشير إلى مدى الأناقة في الشكل الخارجي والفخامة في التجهيزات الداخلية التي تتمتع بها سيارات الشركة وهي سمات لا تتلائم مع كون السيارة منخفضة السعر. بل وتشير الشركة أيضا إلى طلاء الهيكل الخارجي بورنيش دوكو اللامع والمضاد للتقشير والخدش وهو ما أكسب السيارة رونقا جذابا.