يبدو أن مجال الميديا والإعلام سيكون هو الأكثر تأثيراً نتيجة تداعيات أحدث ثورة 25 يناير، خاصة أن المشهد الحالي لا يخرج عن شيئين، الأول قيام بعض رجال الحزب الوطني بشراء بعض القنوات لطرد أسماء إعلامية بعينها وإعادة ترتيب الخريطة الإعلامية حتي يتجنبوا الهجوم عليهم، أما الثاني فهو انسحاب البعض من امتلاك بعض القنوات لصالح اطراف أخري حتي يكونوا بعيدين عن بؤرة الأضواء، لكن يبدو أنه سيكون خلال الأيام القليلة القادمة هناك احتمال ثالث ينبئ بتغيرات أكثر في مجال الميديا في مصر، خاصة بعد ما يتردد بقوة الآن من إصرار إتحاد الإذاعة والتليفزيون باعتباره الجهة المانحة للترددات الإذاعية في مصر، علي عدم التجديد لإذاعة نجوم إف إم التي لم يتبق في عقدها سوي أيام معدودة، والتي ينتهي عقدها رسمياً في الأول من ابريل القادم، وطبقاً لما يتردد فإن القائمين علي إذاعة نجوم إف إم ومالكيها وهما رجل الأعمال طاهر حلمي والإعلامي المعروف عماد الدين أديب، يحاولان الآن جاهدين تجديد العقد بينهما وبين الإتحاد مرة اخري بعد انتهاء فترة العشر سنوات الأولي، إلا أن الإتحاد رفض كل العروض التي قدمت له حتي الآن، والتي تنوعت ما بين دخول الإتحاد كشريك بنسبة 40 بالمئة من صافي أرباح إعلانات المحطة، مقابل 60 بالمائة ل طاهر حلمي وعماد أديب، أما العرض الثاني فكان إعادة تجديد العقد مرة أخري بمقابل مادي أياً كان الرقم المطلوب، إلا أن الإتحاد رفض العرضين وتمسك بسحب التردد واعداً إياهما بالحفاظ علي شكل المحطة العام، مع الاحتفاظ بالمذيعين المتواجدين حالياً عن طريق إعادة التعاقد معهم مرة أخري، لكن يتردد وبقوة أن الإتحاد ينتوي بالفعل تغيير كل الكوادر الرئيسية بداية من مديري البرامج ورئيس المحطة وكل المناصب التي لها علاقة بالإعلانات علي أن تتولي شركة صوت القاهرة مسئولية بيع الإعلانات بها، لكن يبدو أن الإتحاد سيكون رحيماً مع طاهر حلمي، خاصة أن الأول يفكر في منحه ترددا جديدا لإنشاء محطة إذاعية جديدة بعيداً عن التردد الشهير 100.6، كنوع من المكافأة له علي نجاح المحطة التي لم تكن لتعود إلي الإتحاد لولا قيام الثورة ليأخذها "بيضة مأشرة" جاهزة للأكل.