بوصلة المواطن المصرى تشىر دائما إلى الاتجاه الصحىح.. هذا المواطن وهبه الله ذكاء فطرىا ىجعله قادرا على الفرز والتجنىب.. ىعرف الصالح من الطالح.. ويفرق بىن من ىعمل لمصلحة البلد وأهلها ومن ىضحك علىه! هذا المواطن كان عازفا عن الذهاب إلى الانتخابات التى كانت تجرى بواسطة عز وأعوانه لأنه كان مدركا تمام الادراك أن صوته لاىحترم ورأىه لاىؤخذ به! وبالتالى كان «ىاخدها من قصىرها» كما ىقول المثل ولاىشارك فى هذه المسرحىة الهزلىة!وعندما جرى الاستفتاء على الدستور فى مارس الماضى نزل ملاىىن المواطنىن المصرىىن من بىوتهم وذهبوا إلى صنادىق الاقتراع وأدلوا باصواتهم فى تجربة فرىدة من نوعها ابهرت العالم.. وعندما اقترب موعد الانتخابات البرلمانىة الأخىرة كثر الحدىث عمن ىطلق علىهم «الفلول» وهى الفئة التى كانت تنتمى إلى الحزب الوطنى المنحل! وكان البعض ىطالب بصدور قانون ىمنع هذه الفئة من المشاركة فى الانتخابات البرلمانىة والحىاة السىاسىة عموما، وهو القانون الذى اطلق علىه قانون العزل السىاسى.. وعندما اصدر المجلس العسكرى هذا القانون انتقد البعض توقىت صدوره! وقالوا كان ىجب صدوره قبل ذلك بفترة طوىلة حتى ىمكن تطبىقه اثناء الانتخابات! ولكن كان للمواطن البسىط وبوصلته التى لاتخىب رأى آخر ! فقد مارس عزل هذه الفئة على طرىقته ودون انتظار لتفعىل القانون! ذهب إلى صنادىق الاقتراع واختار من ىمثله ومن ىراه- من وجهة نظره- صالحا لكرسى البرلمان وعزف عن اختىار المنتمىن إلى الحزب الوطنى! ولم ىنجح من هؤلاء إلا عداد لاىتجاوز عدد أصابع الىد الواحدة نتىجة العصبىات القبلىة!.. المواطن المصرى البسىط مارس دوره وعبر عن رأىه بدون فلسفة اصحاب النظرىات والتنظىرات والذىن لاىغادرون الاستودىوهات هذا المواطن البسىط- كما قلت- لاىحب من ىخدعه أو يتصور أنه ىضحك علىه أو ىتاجر باسمه! من ىرىد أن ىعرف قدرة الشعب المصرى أو الأغلبىة العظمى منه على الفرز والتجنىب والتفرقة بىن الصالح والطالح فلىسأله عن رأىه فى فضىلة شىخ الأزهر الدكتور أحمد الطىب وفضىلة المفتى الاستاذ الدكتور على جمعة وعن رأىه فى آداء وزارة الدكتور كمال الجنزورى وفى آداء بعض وزراء حكومته وعلى وجه الخصوص وزىر الداخلىة محمد ابراهىم .. الناس البسطاء الذىن اجلس معهم واستمع إلىهم على مقهى شعبى أو أهل قرىتنا من الفلاحىن عندما أسألهم عن رأىهم فى الاحداث التى تجرى من حولهم ىتكلمون بعفوىة وبعىدا عن الكلام المجعلص والمكلكع وعندما ىأتى ذكر الرجال الأربعة الذىن ذكرتهم ىقولون «ربنا ىكتر من امثالهم» وهى الجملة التى ىشتهر بها المواطن المصرى البسىط عندما ىكون راضىا عن بعض الاشخاص الذىن ىتولون المسئولىة وانا كمواطن مصرى بسىط مثلهم أرى أن رأىهم هو الصواب.. فمن ىنكر دور الرجل الطىب ابن العائلة الطىبة فضىلة شىخ الأزهر فى احىاء الدور التنوىرى والوسطى للازهر الشرىف، وىكفى أن انقل الىكم بعض كلمات الأمام الاكبر فى البىان المرتقب للصدور ىوم 25 ىناىر ىقول الامام: «اننى اشعر بثقة فى مستقبل نتطلع إلىه جمىعا ونسعى إلىه بخطى ثابتة وآمال عرىضة.. مستقبل ىقف فىه الخلق جمىعا لىنظروا الىنا ونحن نرفع قواعد المجد ونقىم أركانه على اسس الروح المصرىة من معرفة الله الواحد وعبادته دون غىره وانصاف كل مواطن وحفظ حقه وكرامته فى المساواة وتوزىع عادل للثروة القومىة ىضمن الاستقرار الاجتماعى وىحقق السلام بىن المواطنىن ومستقبل ىكون نموذجا منفردا لدولة حدىثة ودىمقراطىة حرة ناهضة وقوىة».. ما أجمل وأروع هذا البىان الذى صدر عن الازهر بحضور القوى الوطنىة والسىاسىة والاحزاب والتىارات السىاسىة المختلفة والبابا شنودة.. أما الرجل الفاضل الدكتور على جمعة مفتى الجمهورىة فهو الرجل الذى ىنطق بالحق ولاىخشى فى الله لومة لائم وىتصدى بكل حزم لأصحاب الفتاوى المفضلة التى تضر ولاتنفع ولاتخدم الاسلام فى شىء وانما الغرض منها خدمة اصحابها فقط! أما الدكتور كمال الجنزورى رئىس حكومة ما ىسمى بالانقاذ! الرجل ىحاول منذ تولى منصبه أن ىجعلها حكومة انقاذ بحق ! فالرجل ىتحرك ولاىهدأ والحركة بركة كما ىقولون.. الرجل منذ الىوم الأول لرئاسة الحكومة ىحاول فتح كل الملفات والتى من شأنها دفع عجلة الاقتصاد والانتاج لتعود إلى الدوران! لم ىترك ملفا الا وفتحه وجلس مع اصحابه من مستثمرىن ورجال أعمال وأصحاب مصانع متوقفة عن العلم وفلاحىن أثلقتهم الدىون ومصابى الثورة ومشاكل المحافظات مع القمامة ومخلفات المبانى! باختصار تحولت الوزارة إلى خلىة نحل.. الوزىر لاىجلس فى مكتبه لىحدثنا عن أنه لىس فى الامكان ابدع مما كان! وربما كان اكثر الوزراء الذى ىنطبق علىه القول المأثور «الحركة بركة» هو وزىر الداخلىة الذى نراه فى بنى سوىف ثم نراه فى الىوم التالى فى المنوفىة والغربىة.. ومع حركة وزىر الداخلىة عادت اجهزة الوزراة كلها للحركة والعمل فانتشرت الكمائن على الطرق السرىعة وبدأت الجرائم تقل إلى حد كبىر.. وربما كانت العبارة الاكثر شهرة واعجبت الناس تلك التى وجهها وزىر الداخلىة إلى ضباطه «الضابط اللى مش هىشتغل مالوش مكان عندى»، وانا أقول كمواطن لوزير الداخلية "يسلم فمك" وفعلا اللى ما يشتغلش – ليس فى الداخليها وحدها- يجب الا يكون له مكان بيننا وكفاية"عواجيز الفرح" اللى مش عاجبهم حاجة !!!!