بسيطة جدا تلك السيدة التي انتخبها الايرانيون في الخارج لتكون رئيسة للجمهورية.. وممثلة حقيقية لاصالة وعمق ثقافة الشعب الايراني. الحديث مع السيدة مريم رجوي لا يسقط مطلقا من الذاكرة، فهي تعي جيدا كل كلمة تقولها، وتقصد كل معنى يخرج من عقلها الحاضر المتجدد. لهذا كان كلامها عن قضية النووي الايراني هام للغاية في ظل المفاوضات التي تجري حاليا بي الدول الغربية والنظام الايراني. فتقول كانت المقاومة الإيرانية في طليعة من قام بتنوير العالم بقضة التصنيع العسكري النووي للنظام الايراني، وكشفنا الحقائق بشأن تدخلات وجرائم نظام الملالي في العراق. ووقفت المقاومة الإيرانية في وجه وحش التطرف الديني، ودفعت ثمناً باهظاً لهذا الموقف، حيث أعلنت أن العدو الرئيسي للشعب الإيراني ولجميع شعوب المنطقة هونظام ولاية الفقيه الذي يجب إسقاطه. ومازلنا في المقاومة الايراينة ندفع الثمن من ارواح ابنائنا، وهنا أؤكد على مسؤولية أمريكا والأمين العام للأمم المتحدة حيال أمن وحماية وسلامة المجاهدين السجناء في ليبرتي، فقد طلبنا عدة مرّات من أمريكا لتقوم بنقل سكّان ليبرتي، ولو بشكل مؤقت وعلى نفقتنا، إلى أرض الولاياتالمتحدة أو إلى أحد البلدان الأوروبية. وكانت هذه العملية ولاتزال ممكنة، كما فعلتها أمريكا في الماضي في كردستان العراقية وفي بلقان أيضاً. تؤكد من جديد أن لايمكن شنّ أي هجوم على مخيم ليبرتي دون التدخل والتنسيق مع الحكومة العراقية. إذن يجب على أمريكا أن تمنع في الأقل الحكومة العراقية من أي هجوم واعتداء وفرض قيود علي سكّان ليبرتي. وتقول مرحلة نهاية نظام ولاية الفقيه قد حانت. وهذه المرحلة تتبلور في خمس نقاط: الاستعداد الإجتماعي للإنتفاضة وللحرية، والشرخ المتزايد في قمة النظام، وتراجع الملالي من المشروع النووي، والإيغال في الحربين القذرين اللتيان تدوران في العراقوسوريا. والأهم من كل ذلك استعداد المقاومة التي باستطاعتها قيادة جميع هذه التطورات باتجاه إسقاط الديكتاتورية الدينية وتخليص الشعب وتحرير الوطن. وتذكر رجوي المجتمع الدولي، فخلال السنة الماضية فشل خامنئي في مسرحية الإنتخابات من فرض مرشحه المطلوب، وأنه خضع أمام مرشح العصابة المنافسة خوفاً من انتفاضة الشعب، لكن الوجه الخفي من عملة الخوف كان الخوف من مقاومة استطاعت قبل تسعة أشهر من هذا التاريخ كسر قيد الإرهاب و هدم قائمة الإهاب أمامها، لأن هذه القائمة كانت تعطي الثقة للنظام. وبعد مجئ الملا روحاني إلى الساحة برفع شعار الاعتدال، صرخ مؤيدو النظام أن هذا هو طريق الحل لخروج النظام من الأزمة الكبيرة. نحن قلنا بالعكس وأن نظام ولاية الفقيه أصبح أضعف من السابق، ولنرى ما ذا سيفعلون بالحرية وبحقوق الإنسان، وبمشروع إنتاج القنبلة النووية، وبالسياسات العدوانية في العراقوسوريا. واليوم أنظروا أن الملا روحاني قد خطى خلال ثمانية أشهر فقط مسيرة ثماني سنوات في عهد خاتمي، ولم يأت للشعب الإيراني بالرفاهية الاقتصادية وحقوق الإنسان، ولا للنظام بالاستقرار والثبات. وفي المقابل قد زاد من القمع والإعدامات بشكل غير مسبوق، وتحت حكومة روحاني تصرف من الميزانية ما يعادل نصفها للقمع وتأجيج نيران الحروب، لأن هذا النظام يخاف من خطورة الاحتجاجات والانتفاضات الشعبية. وفي اليوم الذي نتحدث فيه فإن 67% من الوحدات الصناعية للبلاد قد أغلقت والعملة الرسمية سقطت بنسبة 80%، والنظام المصرفي في حالة إفلاس، والنظام الزراعي مهدّم، ونصف المدن الإيرانية تعاني من شحّ المياه، والبيئة أصابتها كارثة. وحلَّ الفقر بالمجتمع بشكل يحتاج فيه أغلبية أبناء الشعب إلي الدعم الحكومي الذي لايتجاوز 42سنتا في اليوم. ويبدو على وجهها التأثر وهي تسترسل كلامها، الملالي الحاكمون قد صرفوا كل الخيرات في مجال القمع والحروب والإرهاب، وهذا هو السبب الرئيسي للتضخم والفقر والمجاعة لدي الشعب الإيراني. ولهذا السبب نقول إن الأزمة الاقتصادية في البلاد ليس لها حلّ سوى سقوط نظام ولاية الفقيه. الكل كان يعرف أن نظام ولاية الفقيه كان ينظر إلي المشروع النووي كضمان لبقائه ولايزال هذا هو رأيه. المشروع الذي كشفت المقاومة الإيرانية النقاب عنها منذ ثلاثة عقود. في المقابل نحن أعلنا مرات ومرات بأننا نريد إيران خالية من النووي. نحن كنا دائما نطالب بتراجع الملالي وتجرّع السم في هذا المشروع اللاوطني. المشروع الذي صرفوا فيه، كما كتبت مجلة الايكونوميست، أكثر من ثلاثمائة مليار دولار. وكشف أحد وزراء أحمدي نجاد مؤخرا أن هذا المشروع يضرّ بإيران اكثر من 160 مليار دولار سنوياً. وتقول رجوي إنهم وقعوا في فخّ النووي، فإذا استمرت عمليات الاحتيال والمماطلة وكسب الوقت فإن الحالة ستزداد سوءاً، وإذا تم سحب لسعة الثعبان النووي، فإن توازن النظام الداخلي سيختلّ وسيفتح الطريق للإنتفاضات المترصدة. إنني أقول للملالي الحاكمين: نفترض فرض المحال أن جميع العقوبات الغيت اليوم، لكنكم لن تستطيعوا إنقاذ الاقتصاد المنهار ونظامكم الذي يعيش حالة الإحتضار. وهنا أحذّر باسم المقاومة الإيرانية والشعب الإيراني بالسادة 5+1 أنه حذار أن تتساوموا في فينا وفي جنيف بشأن حقوق الشعب الإيراني وأن تعطوا إمتيازات لهذا النظام.، يجب أن تُرغموا نظام الملالي بإزالة المشروع النووي لصناعة القنبلة وتخصيب اليورانيوم والمياه الثقيلة، ارغموهم حتى ينفّذوا جميع قرارات مجلس الأمن الدولي. ويجب على هذا النظام دون قيد أو شرط الرضوخ للبروتوكول الإضافي وللزيارات الدولية للمفتشين لجميع المراكز المشكوك فيها أعم من النووية أو العسكرية. وتضيف رجوي قد تحدثنا عن المأزق القاتلة في نظام الملالي. هناك مهلكة أخرى غرق فيها خامنئي وهي الحرب ضد الشعب السوري: حرب مع مائتي الف قتيل، حرب مع أحد عشر مليون مشرّد، وحرب شارك فيها خامنئي بدماء وأموال الشعب الإيراني حتي يحول دون سقوط ديكتاتورسوريا. ولاية الفقيه، وكما يقول بملء فمه، يستفيد من العراقوسوريا ولبنان بصفتها «العمق الستراتيجي» لنظامها. معنى ذلك هو أن سورياوالعراق يعتبران جدران الحماية لهذا النظام ولو سقطت هذه الجبهات فإن الملالي يجب عليهم أن يدافعوا عن أنفسهم في طهران وهناك سينهارون بسرعة. نحن نناشد مرة أخرى المجتمع الدولي لدعم وتأييد الثورة السورية والجيش الحر وائتلاف المعارضة لقوى الثورة والمعارضة السورية. نعم، في الوقت الحالي من طهران وبغداد ودمشق، من المأزق النووي وأزمة حقوق الإنسان وانهيار الاقتصاد، والعمليات القاتلة المليئة بالسمّ للنظام، كل ذلك بدأ نشاطها وفاعليتها ضد ولاية الفقيه ويتسابق بعضها بعضا. وتنهي رجوي كلامها بأن الحقيقة هي أن الديناميكية والقوة الدافعة الرئيسية الموجٍّهة للتطورات ليست المعركة بين النظام وأمريكا في الملف النووي أو الصراع بين الجناحين الحاكمين في النظام. المعركة الرئيسية كانت ولازالت بين الشعب والمقاومة الإيرانية مع نظام ولاية الفقيه. المقاومة التي تجعل من قلب السجون السياسية مراكز للعصيان والتمرّد والاحتجاج، وتدعو القوى الديمقراطية المضادّة للتطرف للديني في العراق وجميع أنحاء الشرق الأوسط إلى مواجهة بؤرة التطرف ونظام ولاية الفقيه. المقاومة التي هي النقيض للإرهاب ولتصدير التطرف الديني. المقاومة التي عرض مجاهدو هذه المقاومة المخلصون صموداً عديم النظير خلال اثنا عشر عاماً في الخط الأمامي وفي أحلك الظروف. من خلال معارك عظيمة خاضها من أمثال الإضراب الساحق عن الطعام لمدة 108 أيام والذي انتشر واشتعل وتكثّر بعد ذلك في مختلف بلدان العالم. من خلال أطول اعتصامات استمرت منذ ثلاث سنوات في جنيف، و بسلسلة لانهايه لها من المظاهرات اليومية في مختلف ربوع العالم بمشاركة أصدقاء أشرف والجاليات الإيرانية. هذه الوقائع تسطر بأحرف من نور مقدرة وقوّة الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة لتغيير النظام. المقاومة التي كما يقول مسعود «تقترح السلام والأمن والديمقراطية وحقوق الإنسان والإستقرار والبناء وإيران خالية من النووي في هذه المنطقة من العالم». نعم، مقاومة عبرت خلال ثلاث وثلاثين سنة من بوتقة جميع الإختبارات تستطيع بلاشك أن تصل إلى عتبة صرح الحرية وحكم الشعب. نعم نستطيع ويجب.