على الرغم من ان الأيام التى سبقت الاعلان عن تحالف أحزاب " عمرو موسي " ، أو كما يطلق عليه تحالف " الأمة المصرية " ، حملت في طياتها ما يعدم عنصر المفاجأة في الاعلان عن التحالف ، ولاسيما أن الأيام التى سبقت الاعلان شهدت عدة اجتماعات سرية ومعلنة ل" موسي " ب " السيد البدوي " قائد تحالف " الوفد " قبل انصهاره في تحالف " الأمة " ، وباقى قيادات ورؤساء الأحزاب التى انضمت للتحالف ، الا انه كان له أثر كبير في ارباك تحركات باقي التحالفات الانتخابية ، ولاسيما تحالف المنافس الأقرب الفريق " أحمد شفيق " رئيس حزب الحركة الوطنية ، والذي كان من المقرر له ان يعلن عن تحالفه الانتخابي في نفس يوم اعلان تحالف " موسى " ، الا أنه أرجأ الاعلان عن ذلك لحين الوقوف على تفاصيل المشهد السياسي ، ولا سيما بعد نجاح " موسى " في ضم أكبر عدد من الأحزاب المدنية والحركات الشبابية الثورية ، وعلى رأسهم حزبي " المؤتمر " و " التجمع " ، اللذين كان يبنى تحالف " شفيق " آمال عريضة على ضمهما لصالحه ، الا ان نجاح " موسى " في استقطابهما لجبهته أبقى أمام تحالف " شفيق " خيارات معدودة للتحالف ، تعتمد في معظمها على أحزاب ونواب الحزب الوطني المنحل ، فحسبما كشفت مصادر مطلعة داخل حزب الحركة الوطنية ، ان التحالف المزعم الاعلان عنه خلال الساعات القليلة القادمة سيتكون من جبهة " مصر بلدي " الشريك الأقوى والأقرب ل " الحركة الوطنية " في تحالف " الجبهة المصرية " ، والذى من المتوقع ان ينضم له تحالف " نواب الشعب " الذي يضم حوالى 270 نائب سابق بالبرلمان ، أغلبهم خاضوا الانتخابات السابقة على قوائم الحزب الوطني المنحل ، بالاضافة الى تيار الاستقلال الذي يترأسه " احمد الفضالي " ، والذي يضم أيضاً عدد من نواب الحزب الوطني ، بالاضافة الى عدد من أحزاب العسكريين المتقاعدين . وعلى الرغم من تأكيد قيادات تحالف" شفيق " على انهم لن يقبلوا بالتحالف مع غير الذين يحملون نفس أيدلوجيتهم ، الا ان الأيام القليلة الماضية شهدت اعادة فتح قنوات التواصل بين عدد من الأعضاء البارزين بالتحالف وقيادات من حزب " النور " السلفي ، بقيادة المهندس " أشرف ثابت " نائب رئس الحزب، للتنسيق فيما بينهما على المقاعد الفردية ، وامكانية خوض الانتخابات على قائمة واحدة . يذكر ان اتصالات " النور " و تحالف " شفيق " للتنسيق بشأن العملية الانتخابية بدأت منذ الانتهاء من الانتخابات الرئاسية ، الا ان الهجوم الذي تعرض له الفريقين بسبب ما أثير عن تحالفهما ، واعتراض بعض رجال " شفيق " على التحالف مع حزب له مرجعية دينية قد تؤثر على نصيب التحالف في الانتخابات ، أوقف الحديث عن امكانية خوضهما الانتخابات سويا ، ليعاود " النور " عملية المفاوضات مرة أخرى بعد ما يتعرض له من أزمة تهدد منافسته على جميع المقاعد ، بسبب عدم قدرته على اتمام جميع قوائمه وفقاً لما ينص عليه القانون المنظم للانتخابات . وعلى صعيد متصل اقترب الفريق " سامي عنان " مؤسس حزب مصر العروبة من الانضمام لتحالف " شفيق " ، بعد عدة اجتماعات التقي فيها عنان قيادات التحالف ، في حضور عدد من العسكريين المتقاعدين ، الا أن تخوفات بعض أعضاء التحالف من تأثير " عنان " على رصيد التحالف في الشارع بسبب موقف الرأي العام من " عنان " وباقي قيادات المجلس العسكري السابق ، أجلت الاعلان عن المفاوضات التى تمت بين الفريقين . كما أجرى المستشار " يحي قدري " نائب رئيس حزب الحركة الوطنية عدة اتصالات بالدكتور " عفت السادات " زعيم تحالف " السادات " الانتخابي لضمه لتحالف " الجبهة " ، للاستفادة من التحالف الذي استطاع السادات انشاهئه بعيداً عن الصراعات السياسية ، ولا سيما بعدما نجح السادات في جمع أكبر عدد من أحزاب واتحادان ونقابات العمال والفلاحين بتحالفه . وعلى الجانب الاخر دعى " عمرو موسي " زعيم تحالف " الأمة المصرية " نقيب المحامين ، ونائبه بلجنة الخمسين لتعديل الدستور " سامح عاشور " ، لضم تحالف النقابات المهنية الذي دشنه " عاشور " لتحالف الأمة ، كما كثف " موسي " من اتصالاته بقيادات حزب " المصريين الأحرار " الذي لم يحسم موقفه حتى الان من خوض الانتخابات على أى من القوائم الحالية المطروحة ، وحسب مصدر مقرب من " موسى " فان قيادات بارزة بالمصريين الأحرار أبدت موافقتها على الانضمام لتحالف " موسى " ، ولا سيما بعد رفض عدد كبير من أعضاء الحزب الانضمام الى تحالف "عنان " أو " شفيق " ، ووجود اتجاه داخل الحزب للتحالف مع واحد من فريقي " موسى " أو " صباحي " مؤسس التيار المدني الديمقراطي .