منذ بداية مشاركة المنتخبات الأفريقية فى نهائيات كأس العالم عبر تاريخه، وبالتحديد تواجد منتخب مصر فى مونديال 1934 بإيطاليا، لم يحدث أن تأهل منتخبان من القارة السمراء لدور ال16 من المسابقة عبر تاريخها. الجزائر ونيجيريا، نجحا فى القيام بهذا الأمر للمرة الأولى فى مونديال البرازيل حيث تأهلت الأولى عن المجموعة الثامنة كثانى الترتيب خلف بلجيكا، وهو ذات الترتيب الذى تأهلت به نيجيريا عن المجموعة السادسة خلف الأرجنتين. بخلاف هذين البلدين، أخفقت الثلاث منتخبات الأخرى (الكاميرون، كوت ديفوار وغانا) فى تجاوز دور المجموعات على الرغم ان الظروف كانت تسمح بتواجد أكثر من منتخب أفريقى فى مرحلة خروج المغلوب. "الشروق الرياضى" يرصد المشاركة الأفريقية فى المونديال عبر السطور التالية: * الجزائر.. حلم تحقق بعد مؤامرة 1982 وأخيرا.. سطعت شمس بلد "المليون شهيد" فى سماء الدور ال16 للمرة الأولى فى نهائيات كأس العالم، وذك بعد أن كان هذا الحلم قريب من التحقق منذ 32 عام، لولا المؤامرة الشهيرة التى ضبرتها ألمانيا مع النمسا فى مونديال 1982 بأسبانيا لكى يتأهلا معا ويطيحا بالحلم الجزائرى، وتشاء الأقدار أن تلتقى الجزائر أمام ألمانيا فى دور ال16 من مونديال البرازيل، لتعيد إلى الأذهان الذكريات المريرة لبطولة أسبانيا. الجزائر بقيادة مدربها البوسني وحيد حليلوزيتش أستطاعت تجاوز المجموعة الثامنة التى تواجدت بها مع منتخبات بلجيكا، كوريا وروسيا، فبدأت المشاور بالخسارة من بلجيكا (2-1)، ثم أنتفضت أمام كوريا ب(4-2)، وتعادلت مع الدب الروسى (1-1) لتتأهل للمرة الأولى فى تاريخها لدور ال16، كما أنها المرة الثالثة فى تاريخ العرب أن يتواجدوا فى هذه المرحلة بعد المغرب فى مونديال المكسيك عام 1986، والسعوية فى بطولة 1994 بالولايات المتحدة. * نيجيريا.. أمل كسر العقدة هى المرة الثالثة التى تتواجد بها "النسور الخضر" فى دور ال16 عبر تاريخ مشاركاتها فى المونديال، بعد بطولتى 1994 بالولايات المتحدة، وفرنسا 1998، وفى المرتين لم تنجح نيجيريا فى تخطى هذه المرحلة، ليكون حلم بطل أفريقيا 2013 بقيادة المدرب ستيفان كيشى هو الوصول لدور ال8 وكسر العقدة حتى لو كانت المواجهة لتحقيق هذا الهدف أمام فرنسا. طريق نيجيريا لتخطى دور المجموعات بدأ بالتدرج فى المجموعة السادسة، حيث تعادلت مع إيران سلبياً، ثم فازت على البوسنة بهدف دون رد، ولم تمنع هزيمتها من متصدرة المجموعة الأرجنتين (3-2) فى الوصول لمرحلة خروج المغلوب. * غانا.. هزمتها المشاكل نظرياً، تعد غانا أقوى منتخبات أفريقيا من حيث المستوى، وقيمة اللاعبين فى قائمتها، لكن المشاكل حاصرت "النجوم السوداء"، وجعلتهم لا يظهرون بمستواهم الحقيقى، فاللاعبين هددوا بالإضراب فى حال عدم حصولها على مستحقاتهم المالية، وهو ما دفع رئيس غانا إلى إرسال الأموال نقدأ عبر طائرة خاصة، هذا بالإضافة إلى مشكلة الثنائى كيفن برنس بواتينج وسولى مونتارى اللذان تم طردهما من المعسكر فى البرازيل على خلفية سوء السلوك بعد تعديهم على الجهاز الفنى بالقول والفعل. غانا أحتلت مؤخرة الترتيب بالمجموعة السابعة، بعد خسارتها أمام أمريكا والبرتغال بذات النتيجة (2-1)، وتعادلها مع ألمانيا (2-2). * الكاميرون.. المال على حساب الوطن لم يختلف حالها كثيرا عن غانا، من حيث تهديد اللاعبين بعد السفر لخوض المونديال بسبب المستحقات، وحتى بعد وصولهم، ظهرت تصرفات غير أخلاقية دخل المباريات، أبرزها مواجهة كرواتيا التى شهدت طرد أليكسندر سونج بعد ضربه لماندوزكيتش، فضلا عن "الخناقة" التى وقعت بين اسو ايكوتو وزميله بنيامين موكاندجو بعد الخسارة من كرواتيا برباعية. الكاميرون قبعت فى ذيل المجموعة الأولى بخسارتها من المكسيك (1-0)، وبرباعية من كرواتيا وبذات النتيجة من البرازيل. * كوت ديفوار.. كراهية النجاح رغم قوة الأسماء المتواجدة فى كوت ديفوار، لكنها فشلت فى إستغلال فرصة تواجدها فى مجموعة سهلة نسبياً مع (كولومبيا، اليونان واليابان)، وبدى واضحاً أن هذا الجيل لا يريد تحقيق إنجاز ملموس لبلاده، وبات أفضل إنجازاته هو وصافة الأمم الأفريقية (2006 و2012)، فضلا عن التأهل للمونديال ثلاث مرات متتالية. كوت ديفوار حلت ثالث ترتيب مجموعتها بعد فوزها على اليابان (2-1)، وخسارتها من كولومبيا واليونان بذات النتيجة.