يبدو أن مسلسل فشل اللاعبين الكبار في أنديتهم العريقة بأوروبا مستمر مع منتخباتهم وذلك بعد إخفاق ديديه دروجبا قائد منتخب كوت ديفوار ومهاجم تشيلسي الانجليزي في التتويج ببطولة الأمم الأفريقية 2012 والتي أقيمت في غينيا الاستوائية والجابون. فدروجبا البالغ من العمر 33 عاما قد وصل لنهائي كأس الأمم الأفريقية 2012 أمام زامبيا في البطولة التي غابت فيها منتخبات كبيرة أمثال مصر والكاميرون ونيجيريا وجنوب أفريقيا إلا أن لاعب مرسيليا الفرنسي السابق فشل في التتويج بالبطولة بعد إهداره ركلة جزاء في الدقيقة 70 من المباراة كانت كفيلة بقيادة منتخب بلاده لثالث بطولة أفريقية في تاريخه قبل أن يحسمها المنتخب الزامبي بركلات الترجيح 8-7 لصالحه. ومن الممكن أن تكون تلك البطولة هي الأخيرة لدروجبا مع كوت ديفوار ليكون قد فشل بالتتويج بها في مسيرته الكروية وذلك بعد أن كان قد أخفق في نفس البطولة ولكن في 2006 والتي أقيمت في مصر بعد وصوله للنهائي وخسر أمام الفراعنة بركلات الترجيح وأهدر ركلة جزاء تصدي لها عصام الحضري وفي 2008 خرج أيضا من مصر في الدور نصف النهائي بنتيجة 4-1 ثم في البطولة التي استضافتها أنجولا في 2010 خرج من الدور ربع النهائي علي يد الجزائر بالخسارة بنتيجة 3-2, ليكون السؤال "متي سيتوج دروجبا ببطولة الأمم الأفريقية؟؟". تميز ديدييه على الرغم من إخفاقه الأخير، بأنه استثناء، فلم يكن كباقي زملاءه من النجوم أحد إفرازات مدرسة آسيك للموهبين في كوت ديفوار التي تصدر المتألقين إلى الملاعب الأوروبية. حيث بدأ مشواره في ليفال الفرنسي في 1996، قبل ان ينتقل إلى لومان في العام التالي.. وكانت فترة التألق في الدوري الفرنسي مع مارسيليا عندما لعب في موسم 2003-2004 برفقة المهاجم المصري أحمد حسام ميدو، وسجل ديدييه 19 هدفا في 35 مباراة. ولكن يتألق دروجبا مع ناديه اللندني تشيلسي منذ انضمامه لصفوفه في 2004 بقيمة 45 مليون دولار حيث أحرز معه بطولة الدوري مرتين علي التوالي وكأس رابطة المحترفين مرة وكأس انجلترا مرة بالإضافة إلي تصدره قائمة الهدافين موسم 2006/2007 ب20 هدفا. بدأ دروجبا مشواره مع الأفيال في 2002، وقد تكون النهاية بعد 10 سنوات على المستوى الدولي، وقد وضح ذلك جليا في تعبيراته عقب خسارة اللقب الأفريقي بالأمس. شارك نجم تشيلسي في 83 مباراة دولية مع منتخب بلاده سجل فيها 54 هدفا، ودفعته مشاركاته الدولية لأن يكون على قدم المساواة مع نجوم الجيل الذهبي لكوت ديفوار أمثال آلان جواميني وبكايوكو وزاهوي. لم يكن منتخب الفراعنة أو حتى "عصام الحضري" عقدة دروجبا ورفاقه في البطولات الأفريقية، فلم يكن التفوق المصري على مدار 6 سنوات هو السبب الوحيد واء إخفاق الإيفواريين. فلم يفلح "القائد" وكتيبة نجوم ساحل العاج المنتشرة في أكبر أندية أوروبا في خطف اللقب من بين أنياب الأسد الزامبي "مفاجأة البطولة". لم يكن تعاطف البعض مع جيل العمالقة في كوت ديفوار كافية لتأمين لقب غائب منذ 10 سنوات، فإلى جانب دروجبا فإن حلم ال "كان" ربما يكون سراب بالنسبة للاعبين لا يتوقع لهم المشاركة مستقبلا أمثال ديديه زوكورا – 31 عاما- لاعب الوسط المحترف في طرابزون التركي، وكولو توريه -30 عاما – (مانشستر سيتي)، وعبد القادر كيتا -30 سنة – (السد القطري). وينضم دروجبا إلي قائمة اللاعبين الفاشلين مع منتخباتهم الأرجنتيني لينويل ميسي نجم نادي برشلونة الأسباني والحاصل علي جائزة أفضل لاعب في العالم ثلاث مرات علي التوالي لانجازاته الكثيرة مع ناديه إلا أنه فشل مع التانجو في كأس العالم وكوبا أمريكا. وكان ميسي قد شارك مع منتخب بلاده في كأس العالم 2006 إلا أنه خرج من الدور ربع النهائي علي يد ألمانيا المضيف بركلات الترجيح ثم شارك في كأس العالم 2010 وخرج من نفس الدور ومن نفس المنتخب المانشافت ولكن برباعية نظيفة ليخيب أمال جماهيره.