فرط مانشستر يونايتد الإنجليزي حامل اللقب في فوز ثمين على مضيفه إنتر ميلان الإيطالي واكتفى بالتعادل معه بدون أهداف ، فيما حقق مواطنه الأرسنال فوزا صعبا على روما الإيطالي بهدف ، وعاد كل من برشلونة الإسباني وبورتو البرتغالي بتعادلين ثمينين مع أوليمبيك ليون الفرنسي 1-1 وأتليتيكو مدريد الإسباني 2-2 على التوالي في الدفعة الأولى من مباريات ذهاب دور الستة عشر لبطولة دوري أبطال أوروبا. ففي المباراة الأولى التي أقيمت على استاد "جوزيبي مياتزا" في ضواحي سان سيرو في ميلانو أمام 80 ألف مشاهد ، أهدر مانشستر يونايتد الساعي إلى لقبه الثاني على التوالي والرابع في تاريخه بعد أعوام 1968 و1999 و2007 فرصة ذهبية للعودة بفوز ثمين من ميلانو بالنظر إلى الكم الهائل من الفرص الحقيقية للتسجيل التي أهدرها مهاجموه في الشوط الأول على وجه الخصوص وتحديدا الدولي البرتغالي كريستيانو رونالدو والويلزي راين جيجز والبلغاري ديميتار بيرباتوف ، غير أنهم فشلوا في هز شباك حارس المرمى الدولي البرازيلي جوليو سيزار الذي كان نجما للمباراة ويعود إليه الفضل في خروج فريقه متعادلا. واستمرت عقدة مدرب مانشستر يونايتد السير أليكس فيرجسون مع البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب إنتر ميلان ، حيث لم ينجح الأول في الفوز على الثاني سوى مرة واحدة في 13 مباراة بينهما حتى الآن بينها 12 مباراة عندما كان البرتغالي يشرف على تدريب تشيلسي ، غير أن هذه العقدة يبدو أنها ستحل في مباراة الإياب في "أولد ترافورد" بالنظر إلى العروض القوية التي يقدمها الشياطين الحمر في الآونة الأخيرة وآخرها مباراة إنتر ميلان ، وايضا بالنظر إلى أن نتيجة مباراة الذهاب تصب نظريا في صالح المان يونايتد. وفاجأ فيرجسون الجميع باحتفاظه بواين روني وبول سكولز على مقاعد البدلاء ، قبل أن يدفع بالأول في الدقائق الأخيرة ، وأهدر بدوره فرصة سهلة لهز الشباك. وخاض مانشستر يونايتد الذي حافظ على سجله خاليا من الخسارة في 20 مباراة متتالية في المسابقة القارية المباراة في غياب قطب دفاعه الدولي الصربي نيمانيا فيديتش ، إلا أن ذلك لم يؤثر على فريقه ، لأن خط دفاعه بقيادة ريو فيرديناند نجح إلى حد كبير في الحد من خطورة البرازيلي أدريانو والسويدي زلاتان إبراهيموفيتش. وعقب انتهاء المباراة ، سخر فيرجسون في تصريحاته كثيرا من الانتقادات التي وجهها مورينيو إلى حكم المباراة ، والتي قال فيها إنه – أي الحكم – جامل الضيوف في سان سيرو ، حيث قال فيرجسون متهكما : "هل حقا قال ذلك؟ أنا شخصيا شاهدت أداءً رائعا من الحكم .. الحكم لم يتأثر بأي اعتراضات ، ولكن يبدو أن جوزيه (مورينيو) كان يريد منه أن يتأثر بذلك"! وفي المباراة الثانية على استاد "الإمارات" في لندن وأمام ستين ألف مشاهد ، حقق الأرسنال الأهم بفوزه على روما بهدف وحيد سجله مهاجمه الدولي الهولندي روبن فان بيرسي في الدقيقة 37 من ركلة جزاء بعد عرقلته من المدافع الفرنسي فيليب ميكسيس. وقدم الأرسنال - وصيف بطل عام 2006 - مباراة جيدة ، وكان في إمكانه تسجيل أكثر من هدف لو استغل العملاق الدنماركي نيكلاس بيندتنر الفرص التي سنحت له. وفي المباراة الثالثة على استاد "جيرلان" في ليون وأمام 40 ألف مشاهد ، أنقذ المهاجم الدولي الفرنسي تييري آنري فريقه برشلونة بطل عامي 1992 و2006 من الخسارة الثانية على التوالي عندما سجل له التعادل في مرمى ليون وعزز حظوظه في بلوغ دور الثمانية. وكان برشلونة قد خسر أمام جاره إسبانيول 2-1 السبت الماضي ضمن الدوري المحلي. ومنح البرازيلي جونينيو برنامبوكانو التقدم لليون في الدقيقة السابعة بتسديدة قوية بيمناه من ركلة حرة جانبية من الجهة اليسرى أخطأ الحارس فيكتور فالديز في إبعادها. ونجح آنري في إحراز التعادل لبرشلونة بضربة رأس إثر كرة رأسية من المكسيكي رافائيل ماركيز بعد ركلة ركنية في الدقيقة 67. وكان الفريقان قد التقيا في الدور الأول العام الماضي وفاز برشلونة 3-صفر ذهابا في نوكامب وتعادلا 2-2 إيابا في ليون. وفي المباراة الرابعة على استاد "فيسينتي كالديرون" في مدريد وأمام 45 ألف مشاهد ، تألق المهاجم الأرجنتيني أليساندرو لوبيز وسجل ثنائية قاد بها فريقه إلى انتزاع تعادل ثمين من أتليتيكو مدريد. وبكر أتليتيكو مدريد بالتقدم عبر الأرجنتيني ماكسيميليانو رودريجيز بتسديدة بيمناه من مسافة قريبة إثر تلقيه كرة من مواطنه سيرجيو أجويرو في الدقيقة الثالثة. ونجح بورتو بطل عامي 1987 و2004 في التعادل في الدقيقة 22 عندما مرر راؤول ميراليس كرة برأسه إلى الأرجنتيني أليساندرو لوبيز الذي سددها من خارج المنطقة داخل المرمى. وصنع رودريجيز هدف التقدم لأتليتيكو مدريد عندما مرر كرة إلى الأوروجوياني دييجو فورلان سددها الأخير من خارج المنطقة داخل المرمى البرتغالي بعد خطأ فادح للحارس البرازيلي هيلتون في الدقيقة 45. ونجح لوبيز في إحراز التعادل عندما تلقى كرة عرضية وتابعها من مسافة قريبة داخل المرمى في الدقيقة 72. جدير بالذكر أن مباريات الإياب لهذا الدور ستقام يوم 11 مارس المقبل ، وستكون فرص الإنتر وبرشلونة والأرسنال وبورتو هي الأفضل في التأهل إلى الدور التالي من الناحية النظرية ، ولكن المفاجآت واردة ، خاصة وأن أحدا من هذه الفرق الكبيرة لم يحسم الموقف تماما لصالحه في لقاءات الذهاب.