نعى عمرو موسى الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، الدكتور بطرس بطرس غالي الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة الأسبق، قائلا إن "مصر خسرت علما من أعلام الأمة ورجل من خيرة رجالها". وأضاف في كلمته عقب انتهاء مراسم الجنازة العسكرية ل«غالي»، الخميس، أن "الوطنية لدى بطرس غالي ثقافة ومسؤولية وعملا وإنجازا، وكانت الوفود المصرية برئاسته منضبطة وقادرة وممنتجة، كما كان مدافعًا قويًا عن القضية الفسطينية وحريصًا على تحقيق كل السبل لقيام الدولة الفلسطينية". وتابع: "كان الفقيد شديد الاهتمام، سديد الرأي فيما يتعلق بإفريقيا وعلاقات مصر بها وحركاتها فيها، وفي الواقع كانت إفريقيا هي التي اقترحت أن يكون الأمين العام للأمم المتحدة، ليصبح ممثلا لها وأمينا على مصالحها". وأكد «موسى» أنه تعلم من الراحل الكثير، قائلا: "عندما أصبحت وزيرًا للخارجية جعلت إفريقيا والتجول في ربوعها وخلق مصالح معها على رأس أولوياتي السياسة والدبلوماسية". وأوضح أن "بطرس بطرس غالي كان الرائد والمعلم والمثل الذي يُحتذى به، فضلا عن كونه واعيا لبعد التنوير الأوروبي والبعد المتوسطي في الساحة المصرية"، مؤكدًا أنه لو سمح له بالاستمرار في الأممالمتحدة لأسهم في تحقيق توازن استراتيجي بين الدول المتقدمة والنامية، ولأعاد الميزان المفقود لهذه المنظمة مرة أخرى. وتابع: "لا يمكن أن ننسى الجوانب الإنسانية في شخصية بطرس غالي المحببة إلى نفس كل من عرفه، فلم يكن يسمح بأن تُنقل أية نميمة، وكان كبيرًا مترفعًا عن الصغائر وشامخا في شخصيته ومرحًا وودودا، بشوشا سهلا، وكان مرنا بقدر ما كان جادًا حادًا صلبًا، كل في حينه وكل في وقته من أجل مصلحة مصر أولا". كان الدكتور بطرس بطرس غالي، قد وافته المنية يوم الثلاثاء الماضي، عن عمر يناهز ال94 عامًا.