«التاريخ يعيد نفسه» مقولة تنطبق على الحالة المصرية فى الوقت الراهن، التى تتشابه اجواؤها مع الحقبة الناصرية، بكل ما حملته من توجهات اقتصادية وسياسية. منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى حكم البلاد فى 8 يونيه 2014، اعاد للاذهان سياسة الرئيس جمال عبدالناصر، عندما اتجه شرقا فى سياساته الخارجية ليعيد زمن التقارب المصرى الروسى، التى بدأت مع زيارة الرئيس السيسى إلى الكرملين فى اغسطس الماضى، تبعها زيارة للرئيس الروسى للقاهرة فى عام 2015، بعد اعوام امتدت لاكثر من عشرة اعوام من الفتور، ثم زيارة السيسى لموسكو للمشاركة فى أعياد النصر وتبنى نفس التوجهات السياسية فيما يتعلق بالقضايا الاقليمية، وتعاون عسكرى وتجارى واقتصادى. لم يكتف السيسى بذلك بل صار على درب «ناصر» فى تبنى المشروعات القومية، التى كان لها مفعول السحر فى شعبية ناصر، خاصة مشروع السد العالى الذى وصف بأنه اعظم مشروع فى تاريخ مصر الحديث وتم إنشاؤه بمساعدة الاتحاد السوفييتى، للتحكم فى منسوب تدفق المياه والتخفيف من آثار فيضان مياه النيل، مما ساعد فى استخدامه فى توليد الكهرباء فى مصر، وتم افتتاحه رسميا عام 1971 . يلى ذلك مصانع الإنتاج الحربى ومصانع الحديد والصلب، بخلاف مشروعات «وهمية» روج لها ناصر عن تصنيع طائرات وصواريخ واكتشافات بترولية، لم تر النور، كانت سببا فى تشكيك البعض فى المشروعات التى اعلن عنها السيسى منذ قدومه للحكم خاصة مع تعثر مشروع المليون وحدة سكنية الذى تم الترويج له ضمن الحملة الانتخابية للسيسى، يليه مشروع علاج الفيروسات، ليتغير الحال مع انجاز مشروع قناة السويس الجديدة كاول مشروع قومى فى عهد السيسى، تم تنفيذه خلال عام، يليه الاعلان عن مشروعات اخرى ابرزها تنمية محور قناة السويس، حفر قناة شرق التفريعة، استصلاح 1.5 مليون فدان والمشروع النووى. قناة السويس الجديدة وقع الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى وثيقة أمر ببدء الحفر فى مشروع تنمية قناة السويس بطول 72 كيلومترا، وبلغت تكلفة المشروع نحو 8.2 مليار دولار، وبدأ العمل فى حفر القناة منذ عام وتحديدا فى أغسطس، 2014، ومن المقرر أن يتم افتتاحها الخميس المقبل، حيث ستعمل القناة الجديدة على زيادة إيرادات القناة بحلول عام 2023 إلى 13.5 مليار دولار من ما يقرب من 5 مليارات دولار حاليا، وذلك بعد ازدواج المجرى الملاحى فى القناة الأصلية. استصلاح 4 ملايين فدان وشبكة الطرق الجديدة يستهدف الرئيس عبدالفتاح السيسى، استصلاح 4 ملايين فدان خلال الأربع سنوات القادمة، لزيادة مساحة الأراضى الزراعية، وأعلنت الحكومة بدء المشروع باستصلاح مليون و18 ألف فدان تنتهى خلال عام واحد، وأشارت الحكومة الى أنه سيتم استخدام السيول للاستفادة منها فى استصلاح الأراضى. أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى، أن الدولة ستعمل على تطوير الزراعة وشبكة الطرق، من خلال تأهيل وتطوير 3 آلاف كيلو متر من شبكة الطرق البالغ عددها 24 ألف كيلو متر، بما يمثل 10 بالمائة خلال سنة. وقامت الحكومة بإطلاق المشروع القومى للطرق، لإنشاء 39 طريقا بأطوال 4 آلاف كيلومتر وبتكلفة قدرها 36 مليار جنيه، وتتضمن المرحلة الأولى من المشروع تنفيذ 15 طريقا تنتهى أعمالها فى أغسطس 2015. المشروع النووى شهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى نوفمبر 2015، توقيع الاتفاقية الحكومية بين مصر ممثلة فى هيئة المحطات النووية، وروسيا ممثلة فى شركة «روز أتوم» العاملة فى مجال بناء المحطات النووية، والتى سيتم بمقتضاها بناء محطة الضبعة النووية. وتضم المحطة النووية، وفقا للاتفاقية، فى المرحلة الأولى 4 وحدات قدرة كل منها نحو 1200 ميجاوات، بتكلفة نحو 10 مليارات دولار. كما تم توقيع اتفاقية أخرى لتمويل مشروع إنشاء المحطة النووية. وتشمل الاتفاقية النواحى الفنية المتعلقة بأحدث التكنولوجيات التى تشمل أعلى معايير الأمان النووى، كما يتضمن العرض الروسى، أفضل الأسعار التمويلية الخاصة بأفضل تمويل وفترة سماح أو فائدة، ولا تضع الاتفاقية شروطا سياسية على مصر وبمقتضاها توفر روسيا نحو 80% من المكون الأجنبى، وتوفر مصر نحو 20%، على أن تقوم مصر بسداد قيمة المحطة النووية بعد الانتهاء من إنشائها وتشغيلها. اشياء خابت واخرى ملهمة فى حياة الزعيمين «ناصر والسيسى» فهل تعلم الاخير من سقطات الاول، الاجابة تحملها الايام.