• دعاوى الحسبة تعود من جديد والسينمائيون يبحثون عن مخرج • مصطفى درويش: عقاب منتج الفيلم غريب • العدل: مدعو الفضيلة يحاصروننا بمساعدة الإعلام • الشناوي: القوانين بها ثغرات تهدد الإبداع • نجاد البرعي: المجتمع مقيد والحرية رفاهية أثار الحكم الصادر بحبس المنتجة رنا السبكى وتغريمها العديد من علامات الاستفهام حيال جهاز «الرقابة على المصنفات الفنية»، الذى التزم الصمت حتى الآن إزاء القضية، فما هو مصير الرقابة وما جدواها إذا كان هناك من يلجأ إلى القضاء لاستصدار أحكام بتجريم أعمال فنية وحبس قائمين عليها؟.. رغم أنها حصلت على موافقة الرقابة من قبل.. والى متى سوف تستمر قضايا الحسبة تلاحق الفنانين والابداع رغم موافقة الرقابة على أعمالهم؟.. اسئلة كثيرة طرحناها فى هذا التحقيق: الناقد مصطفى درويش، والذى كان يشغل منصب الرقيب على المصنفات الفنية، يرى ان هناك أزمة كبيرة فيما حدث ويقول: الرقابة وجدت بقانون ومن اختصاصها البت فى تصاريح العرض والأعمال الفنية لا تعرض الا بعد اجازتها بقرار رقابى واذا اجيز الفيلم لا يوجد بعد ذلك أى مسئولية على اصحاب الفيلم لأنهم راعوا القانون وعرضوا الفيلم جماهيريا بعد ان اطمأنوا إلى انهم لم يتجاوزوا فى حكم قانون الرقابة والمفروض انهم لا مسئولية عليهم واذا كان هناك ثمة مسئولية فهى مسئولية الرقابة كما حدث من قبل مع فيلم «المذنبون» الذى اجيز وعرض وتم عقاب من اجاز عرضه من الرقباء ولم يعاقب أى من صناعه ولم يجرموا.. وما حدث ان شخص ما ارتأى ان يقيم دعوى حسبة وهو يخشى علينا من الانحراف اذا ما شاهدنا الفيلم.. والرقابة اذا كانت رأت ذلك ايضا فمن الممكن ان تسحب ترخيص الفيلم لكن ما حدث انها لم تر ذلك واستمر عرض الفيلم ولا ادرى لماذا لم يلجأ صاحب دعوى الحسبة إلى الرقابة لسحب الترخيص وسبق للرقابة ان رضخت للرأى العام وهو شىء غريب كما حدث مع رئيس الوزراء الذى تدخل فى اعمال الرقابة ومنع عرض فيلم مخالفا للقانون.. والتدخل فى عمل الرقابة مرفوض ولا ادرى ما الذى يمكن ان يحدث للرقابة بعد ذلك. الناقد مصطفى درويش المنتج محمد العدل، رئيس جبهة الابداع التى دعت إلى عقد مؤتمر لمواجهة الهجمة على حرية الابداع التى كفلها الدستور، يقول: البيان الذى اصدرناه قلنا فيه إن على الرقابة ان تتحمل مسئولياتها وان تدافع وتصدر بيانا تدافع فيه عن حرية الابداع ولكن الرقابة لم تتحرك وهو شىء مهين للرقابة نفسها وهم من يجب إدانتهم اذا كان هناك من يتوجب ذلك وبالتالى فنحن سارعنا لعقد المؤتمر واتمنى ان يكون هناك اقبال من الجميع لأننا على مشارف قضية لم تحدث حتى عصر الإخوان، والحقيقة اننى أحمل الاعلام جزءا من الأزمة لأن هناك من يستضيف مدعى الفضيلة الباحثين عن الشهرة ليتحدثوا عن الاخلاق وكأنهم أوصياء عليها وعلينا وانا لا أعرف كيف لنا بعد ثورتين أن نتراجع فكريا وفنيا كما لم يحدث من قبل ويجب علينا جميعا أن نتكاتف من اجل الوقوف فى وجه هذه الحملة التى ستطولنا جميعا والمسألة ليست فى رنا السبكى التى من الممكن ان تخرج من القضية ولكن المسألة ابعد بكثير من قضية فيلم «ريجاتا». المنتج محمد العدل الناقد طارق الشناوى يرى أن الأزمة الحقيقية ليست فى من لجأ للقضاء متجاهلا الرقابة ولكن فى القوانين قائلا: الجزء النظرى فى العملية انك لا تستطيع مصادرة حق احد فى ان يقيم دعوى قضائية وهذا حقه لكن ما يحدث ان هذا اقرب إلى نظام الحسبة فيجب ان تلغى ذلك فهناك فيلم تم اجازته من الرقابة اذا كان خادشا للحياء من وجهة نظرك اتهم الرقابة لا اصحاب العمل نفسه فالقوانين هنا هى السبب ولابد ان نتلافى ثغرات الحسبة التى تجعل من أى شخص واصيا على الابداع ويقوم برفع قضية على فيلم أو شخص لأسباب واهية والأهم ان الحكم يستند إلى ان مصر دولة اسلامية ولابد ان تطبق المعايير الدينية واذا حدث ذلك لن يظهر أى مصنف فنى وبالتالى لابد من سد الثغرات العديدة التى فى رأى ان مردودها سيئ وكان لابد ان تتحرك الجهات السينمائية سريعا. القانونى والحقوقى نجاد البرعى يرى أن هناك أزمات كثيرة فى القضية ويقول: الفائدة التى استشفتها خلال السنوات الخمس الماضية هى أن الواقع أهم من القانون وأن التطور اهم من القفزات فأنا عشت 30 سنة وكنت أظن أن للقانون دورا فى تغيير المجتمع واكتشفت خلال السنوات الخمس الماضية ان القانون انعكاس لحالة المجتمع فعندما تضع قانون ابعد من قدرة المجتمع على قبوله لا ينفذ وعندما تتحدث عن حرية المجتمع فى مجتمع مقيد فأنت لا تستطيع ان تطبق القانون وقتها والقضاة بنى آدمين والمجتمعات التى تشبهنا لم تحسم خياراتها فى طريق القضايا الكبرى ومن ضمن القضايا الكبرى شخصية الدولة فنحن دولة دينية ام مدنية وفى الدستور انت دولة دينية رغم وجود برلمان بها وهذه الاسئلة التى لم تحسم بعد هى ما تخلق الازمات ومن ضمن الاسئلة مثلا ماذا تعنى الاخلاق وهل هناك اخلاق جماعية ام انها اخلاق فردية؟ فالمجتمع الذى يتحرش بالنساء تجده ثائرا اذا رأى شخص يقبل فتاة فى الشارع والفكرة أن كل هذا لن يحسم بقوانين ولكن يحسم بتطور المجتمع وبعدها يمكن أن تتحدث عن حرية الابداع. نجاد البرعى