• محفوظ عبدالدايم يرحل «في غمضة عين» بعد إطلاق «صرخة نملة» خلافا لشخصية «محفوظ عبدالدايم» في فيلم «القاهرة 30»، أشهر أدوار الفنان الكبير حمدي أحمد، كان للراحل مواقف وطنية وسياسية قوية تحسب له، حتى لو اختلف البعض معه، ويكفي أنه ضحى بنجومية عريضة كان يمكن أن يصل إليها، ثمنا لمواقفه السياسية التي لم يكن يخفيها في عهدي الرئيسين الراحل أنور السادات والأسبق حسني مبارك. كان للراحل مواقف سياسية واضحة منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وحتى الآن، وتعرض للإقصاء في عهد السادات. مواقفه القوية بدأت منذ كان في بداية سن الشباب، حيث سجنته قوات الاحتلال البريطاني في مصر عام 1949 وكان عمره 16 سنة لمشاركته في المظاهرات الاحتجاجية ضد الاحتلال البريطاني لمصر. ودخل مجلس الشعب عام 1979 عن دائرة بولاق، التابعة لمحافظة الجيزة، كما أنه شغل منصب مدير المسرح الكوميدي عام 1985. تخرج في معهد الفنون المسرحية عام 1961، وكان يدرس بكلية التجارة في معهد الفنون المسرحية، ولكنه ترك كلية التجارة واستمر بمعهد الفنون المسرحية. ولد حمدي أحمد محمد خليفة، في 9 نوفمبر 1933م بمحافظة سوهاج، وهو حاصل على بكالوريوس من معهد الفنون المسرحية عام 1961م، ومتزوج من السيدة فريال عاشور ولديه بنتان وولد هم شرويت وميريت ومحمود الذي يعمل وكيلا للنيابة. بدأ الفنان حمدي أحمد مشواره الفني مع فرقة التليفزيون المسرحية التي قدم معها العديد من الأدوار المتميزة حتى فاز عام 1966م بجائزة أحسن وجه جديد، كما حصل على الجائزة الأولى عام 1967 من جامعة الدول العربية عن دوره في الفيلم السينمائي «القاهرة 30». تألق الفنان الراحل في السينما والتلفزيون وأصبح أحد نجوم السينما المصرية في الستينيات، حيث بلغ رصيده الفني حوالي 35 مسرحية و25 فيلم سينمائي و30 فيلم تليفزيوني، بالإضافة إلى 89 مسلسل تليفزيوني، ومن أبرز أعماله السينمائية: (أبناء الصمت، المتمردون، لقاء مع الماضي، الأرض، فجر الإسلام، سوق المتعة، أنف وثلاثة عيون، صرخة نملة). بينما من أبرز أعماله التلفزيونية: (الحارة، الجبل، جمهورية زفتى، إمام الدعاة، علي الزئبق، بوابة المتولي، اللص والكلاب، شارع المواردي، الوسية، السمان والخريف، ينابيع العشق). ورغم أن أشهر أدوار الفنان الراحل حمد أحمد، هي: «محمد أفندي» في فيلم «الأرض» ليوسف شاهين والموظف محجوب عبد الدايم في «القاهرة 30»، وأنه كان نائبا في مجلس الشعب، إلا أن صورته التي ترسخت لدى جمهوره العريض هي صورة الفلاح الذي يرتدي جلبابا، ويتحدث بلكنة أهل الريف. ما لا يعرفه كثيرون، أنه في بداية انطلاق مسرحية «ريا سكينة»، كان الفنان حمدي أحمد ضمن الممثلين بها من خلال دور عبد العال، وطاف مع أعضاء المسرحية العديد من الدول العربية التي كانت تحتفي بشادية في المقام الأول. وعند عرض المسرحية في الكويت تألقت شادية، كعادتها وفي إحدى ليالي المسرحية استمر التصفيق لها لمدة تزيد على 10 دقائق، ما استفز حمدي، الذي عبر عن غضبه قائلًا بصوت عال: "على إيه كل ده خلصينا بقى". وغضبت شادية وطالبت المنتج والمخرج بعدم استمرار حمدي في العرض، وقرر هو الآخر الانسحاب من العمل، فما كان من المنتج والمخرج إلا أن أقنعا شادية وحمدي بالاستمرار في العروض العربية، وبمجرد عودة الفرقة لمصر، تم استبدال حمدي، بالفنان حسين الشربيني، وأحمد بدير. ويعد مسلسل «في غمضة عين» الذي عرض عبر شاشة «MBC مصر» قبل عامين هو آخر أعمال الراحل، كما أن آخر مشاركة له في السينما كانت من خلال فيلم «صرخة نملة» الذي شارك عمرو عبدالجليل بطولته. ولم يكن ظهوره في الفترة الأخيرة من خلال البرامج سوى للحديث عما تمر به مصر من أحداث سياسية. وتدهورت حالته الصحية بعد تعرضه إلى عدد من الوعكات الصحية، حيث كان يعاني من ضيق فى التنفس. وعانى حمدي أحمد، من تجمع مياه على الرئة، ما أجبره على الدخول إلى أحد المستشفيات لتلقى العلاج، وقضى فترة نقاهة في منزله، وعاد مرة أخرى للمستشفى ثم ذهب إلى منزله، قبل أن تتدهور صحته مرة أخرى ويرحل عن عالمنا بعد أن ترك لنا «صرخة نملة» آخر أعماله.