اعتبر مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور محمد السعيد إدريس، مشاركة مصر فى التحالف الإسلامى العسكرى، الذى أعلنت عنه السعودية أمس، «يهدد أمن البلاد ومصالحها»، ودعا المسئولين إلى الإعلان عن أسباب المشاركة فى التحالف، الذى وصفه بأنه «يدعم منظمات إرهابية». وأضاف إدريس ل«الشروق» أن التحالف يأتى فى إطار «الحرب الإسلامية الإسلامية بين السعودية وإيران، بما يكرس الدعوة الأمريكية الإسرائيلية لتأسيس تحالف سنى تقودانه»، ويضم الدول العربية السنية «المعتدلة»، صديقة إسرائيل، التى لها موقف «معتدل» من الاحتلال الإسرائيلى للأراضى العربية، فى مواجهة الحلف «الشيعى» الذى تقوده روسياوإيران. وأوضح أن تشكيل التحالف يأتى ترجمة لدعوات أمريكية إسرائيلية، على غرار حلف شمال الأطلسى، فإسرائيل «على علاقة تنسيق أمنى مع الدول العربية السنية وتتعامل مع إيران كعدو أساسى لها وللدول العربية السنية، من منطلق أن إسرائيل ليست عدوة للدول العربية، خاصة التى لم تعد تضع القضية الفلسطينية كشرط على علاقتها معها». وتابع إدريس: «التحالف الجديد يضع إيران والإرهاب كعدو مشترك، ويقصد بالإرهاب من وجهة النظر الإسرائيلية، الإرهاب الفلسطينى، فجبهة النصرة تنسق مع إسرائيل فى الجولان، وتتلقى دعما من السعودية وقطر، وجرحاها يعالجون فى تل أبيب، وتركيا تعالج جرحى داعش، هذا تحالف سعودى قطرى تركى يدعم جبهات إرهابية داخل سوريا، وبعضها كان مدعوة لمؤتمر الرياض الذى شاركت فيه فصائل من المعارضة السورية». وزاد: «انضمام مصر لهذا التحالف، خطر على المصالح المصرية والأمن المصرى، ويضعها فى صراع يجب ألا تكون فيه، حيث يتعارض مع مصالحها وأمنها الوطنى، علما بأن المنظمات المدعومة من السعودية وقطر وتركيا فى سوريا، منظمات إرهابية تنخرط فى صراع يهدد بتقسيم سوريا». ورجح مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ارتباط الإعلان عن تشكيل التحالف، مع تعثر الحملة السعودية فى اليمن، خاصة بعد استشهاد قائد القوات الخاصة السعودية فى اليمن، قبل يومين، مع وقف إطلاق النار بلا شروط، «ما يؤكد وجود أزمة فى إدارة الحرب السعودية فى اليمن، مع اعتبار الرياض، طهران الداعم الأساسى للحوثيين وقوات على صالح، ما يوسع دائرة الصراع العربى الإقليمى، ويفرض استقطابا يشطر العالم الإسلامى، إلى سنى وشيعى». وقال إدريس إن التحالف «مذهبى برداء سياسى، على مصر ألا تشارك فيه من واقع دورها كموحدة للعالم الإسلامى، وحتى لا تدخل فى صراع ضد الحلف الآخر المتمثل فى إيرانوروسيا، والأخيرة أكبر داعم لمصر اليوم». واختتم إدريس تصريحاته بالقول إن التحالف الوليد «داعم لمنظمات إرهابية، وسيؤدى لمزيد من الصراع فى الشرق الأوسط»، مؤكدا «عدم وجود أية مصلحة لمصر فى المشاركة فيها»، قائلا: «على المسئولين أن يتحدثوا على أى أساس قرروا المشاركة التى تتعارض مع السياسة المعلنة لمصر، وضد التوجه فى العلاقات المصرية الروسية». إقرأ أيضاً : خبراء دوليون ل«الشروق»: التحالف الإسلامى «ناتو سنى» لمواجهة الإرهاب خبراء عسكريون: الاتفاق على «التحالف العسكرى» تم فى مؤتمر السلام بالرياض برلين ترحب بالتحالف العسكري الإسلامي والكرملين: لم تتوافر لدينا معلومات.. وأنقرة: خطوة فى الاتجاه الصحيح