أكد مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بسيناء ووجه بحري بوزارة الآثار، الدكتور عبد الرحيم ريحان، أن تسمية مدينة طور سيناء الحالية جاءت نسبة لجبل طور سيناء بعد أن كانت معروفة باسم «رايثو» المدينة المسيحية ملجأ المتوحدين الأوائل بسيناء منذ القرن الرابع الميلادي حتى القرن 15 الميلادي. وأشار «ريحان»، في تصريح له، الأحد، إلى أنه تم ذكر «رايثو» في رواية الراهب أمونيوس في القرن الرابع الميلادي، ولكن مع عدم الدقة في تحديد الموقع الحقيقي ل«رايثو»، والروايات المرتبطة بها، والتي ثبت عدم صحتها أثريا. كما ذكرت «رايثو» في القرن 13 الميلادي وتحديدًا عام 1203، حين كان سمعان الأول مطرانا لدير سانت كاترين، وزار كريت فأصدر البابا هونوريوس الثالث، لائحة بمنح المطران سمعان، ملكيات وأرض زراعية في جبل موسى ورايثو. وأوضح أن المؤرخين اختلفوا في دقة تحديد مكان «رايثو» وبين موقع رأس راية الحالي المشرف على خليج السويس (10كم جنوب مدينة طور سيناء)، والتي أطلق عليها راية نسبة لأحد شيوخ المنطقة، وهو الشيخ راية وله مقام بها ولا علاقة لها باسم رايثو ونجد كثير من أسماء الأماكن بسيناء أرتبط بمقبرة لأحد شيوخ المنطقة مثل منطقة الشيخ محسن قرب كاترين، بل أن تسمية أشهر الأودية بسيناء بوادي الشيخ نسبة إلى الشيخ صالح المدفون على جانبه الأيمن وله مقام معروف خطأ باسم مقام النبي صالح يبعد 7كم عن دير كاترين. وأكد خبير الآثار، استحالة أن تكون منطقة رأس راية الحالية هي رايثو المدينة المسيحية القديمة؛ لأن الرهبان يفضلون العزلة والأماكن الداخلية خاصة في هذا الوقت الذي يتحدث عنه أمونيوس في القرن الرابع الميلادي؛ حيث كان الاضطهاد الروماني على أشده فمن المنطقي أن تتركز المجتمعات الرهبانية بعيدا عن الساحل. كما أثبتت الحفائر التي قامت بها منطقة جنوبسيناء للآثار الإسلامية والقبطية أن المجتمعات الرهبانية تتركز في المناطق الداخلية متمثلة بالمنطقة التي أكتشف فيها دير الوادي بطور سيناء بقرية الوادي والمنطقة التي أكتشف فيها آثار مسيحية بوادي الأعوج القريب منها، كما أن منطقة رأس راية الحالية لا تتوفر فيها مصادر المياه الصالحة للشرب واللازمة لإنشاء مجتمع رهباني بتلك المنطقة، في حين أن منطقة الوادي ووادي الأعوج تتميز بوفرة من المياه الصالحة للشرب والضرورية لحياة الرهبان في هذه المنطقة. وقال: إنه استنادًا على تلك الحقائق الأثرية فأن منطقة رايثو القديمة هي المنطقة التي تجمع فيها الرهبان منذ القرن الثالث الميلادي، وكشفت الحفائر بها عن دير وآثار مسيحية تمثل مراحل الرهبنة الثلاث المعروفة، وتشمل منطقة وادي الحمام (قرية الوادي الحالية 6كم شمال مدينة الطور) المكتشف بها دير الوادي ومنطقة وادي الأعوج 5كم شمال شرق دير وادي الطور. وتابع: أن مدينة رايثو شهدت التطور التاريخي والمعماري لمراحل الرهبنة الثلاث وهى مرحلة الفرد المنقطع للعبادة وهو الراهب الذي يتخذ صومعة خاصة به يغلق عليه باب إما بمفتاح أو بواسطة حجر وكانت الصوامع قريبة من بعضها ومن يدخل على المنقطع يعلن قدومه بالنقر على الباب عدة مرات ووجدت العديد من هذه الصوامع المنفردة بجنوبسيناء في أماكن عديدة حول منطقة الجبل المقدس وبين طور سيناء ومنطقة الجبل المقدس وبمنطقة رايثو، وظهرت منذ القرن الثالث الميلادي، وأصبح للراهب مدلول واضح بأنه المنسحب من الدنيا والمنقطع عن العالم وقد كشفت الحفائر عن صومعتين بوادي العوج أحداهما مبنية والأخرى منحوتة في الصخر. وأضاف أن المرحلة الثانية هي مرحلة الكينوبيون، وهى مرحلة التوحد الجماعي والتي تعتبر تطورا طبيعيا لمرحلة التوحد ومقدمة حتمية للمرحلة الثالثة، وهي الدير المتكامل؛ حيث يقيم عددا من النساك في منشآت فردية ثم يجتمعوا أيام الأعياد ويومي السبت والأحد في مكان عام للخدمات والطعام. وأشار إلى انه تم تم الكشف عن عمارة المرحلة الثانية بوادي الأعوج وهى عبارة عن مبنى مستطيل بالطوب اللبن يشمل كنيسة وقاعات للطعام والخدمات ، فيما تتضمن المرحلة الثالثة مرحلة الدير المتكامل المكون من قلايا وقاعة طعام وكنائس ومنطقة خدمات والمتمثل في دير الوادي بقرية الوادي بطور سيناء والمسجل كأثر بالقرار رقم 987لسنة 2009.