انضم الفنان محمود الليثي إلى الفنانة عارفة عبد الرسول في الدعوة لتوفير حماية حقيقية للأطفال وذويهم داخل مواقع التصوير، عقب المشهد الإنساني المؤلم الذي روته عارفة عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، والذي لاقى تفاعلًا واسعًا من الجمهور وعدد كبير من الفنانين والعاملين في المجال الفني. وروت عارفة عبد الرسول تفاصيل الواقعة، مؤكدة أنها شاهدت أمًّا تجلس على كرسي بلاستيكي في الهواء الطلق وسط طقس شديد البرودة، وهي تحتضن طفلها الرضيع لساعات طويلة في انتظار موعد تصويره. وقالت: «قعدت على كرسي بلاستيك حاضنة ابنها البيبي في الهواء الطلق التلج لمدة ساعات، البيبي عنده تصوير، ولما جات اللحظة وبدأ التصوير عيط، خدي يا ست رضعيه، وقعدت تدور على مكان ترضعه فيه، وبعد شوية عيط تاني خدي يا ست غيريله». وأضافت عارفة، في رسالتها المؤثرة، أنها لم ترغب في إطلاق نداءات أو بيانات شجب أو إدانة، بل اكتفت برسالة إنسانية بسيطة إلى مديري الإنتاج الذين لا تزال لديهم روح وضمير حي، قائلة: «كلمة صغيرة لمديري الإنتاج اللي لسه عندهم إنسانية، وهما كتير، لما يبقى عندك أطفال في العمل من فضلك وفر لأهلهم مكان، وخليهم ييجوا على ميعاد تصويرهم بالظبط، مش يبقوا موجودين من تمانية الصبح ويصوروا عشرة بالليل، خلونا بني آدمين والنبي، دي هي اللي هتنجينا». وتفاعل الفنان محمود الليثي مع منشور عارفة عبد الرسول، وشاركه عبر حسابه، معلقًا: «بتحصل كتير أوي والله، وفي عز البرد»، في إشارة واضحة إلى أن ما جرى ليس حالة فردية، بل واقع متكرر داخل مواقع التصوير، خاصة خلال فصل الشتاء والطقس القاسي. وتعيد هذه الواقعة إلى الواجهة أزمة قديمة تتعلق بطريقة التعامل مع الأطفال والمجاميع والكومبارس وأصحاب الأدوار البسيطة في الأعمال الفنية، وهي أزمة طالما اشتكى منها العاملون في الكواليس، حيث يُترك هؤلاء في كثير من الأحيان لساعات طويلة في أماكن مفتوحة، دون مراعاة لأبسط حقوقهم الإنسانية أو توفير أماكن تحميهم من حرارة الشمس صيفًا أو برودة الطقس شتاءً. وكان عدد من المجاميع والكومبارس قد طالبوا، في أزمات سابقة، بوضع ضوابط واضحة داخل مواقع التصوير، تضمن احترام آدميتهم وتوفير أماكن انتظار لائقة، خاصة عندما يكون العمل مرتبطًا بأطفال رضع أو صغار السن أو نساء ورجال كبار في السن، مؤكدين أن ما يحدث في بعض مواقع التصوير لا يليق بصناعة يُفترض أنها تحمل رسالة إنسانية قبل أي شيء.