شهدت مدينة الأقصر، إجراءات أمنية مشددة، وتحولت مناطق كورنيش النيل والفنادق السياحية ووسط المدينة إلى ثكنة عسكرية، وذلك بالتزامن مع بدء فعاليات مؤتمر «رؤية الأئمة والعلماء لتجديد الخطاب الديني وتفكيك الفكر المتطرف»، والذي يعقد على مدار يومين. وأخلت قوات الشرطة ميدان سيدي أبي الحجاج وساحة معبد الأقصر من الباعة الجائلين، وقامت بتمشيط المنطقة المتاخمة للمعابد الأثرية. وتفقد اللواء عصام الحملي مدير أمن الأقصر، برفقة قيادات شرطية، ميدان سيدي أبي الحجاج وساحة معبد الأقصر، وأمر بتكثيف الخدمات وأعمال المراقبة للمناطق السياحية والأثرية، بجانب التنسيق مع قوات الأمن المركزي وشرطة السياحة والآثار لتكثيف الوجود الشرطي في محيط المزارات الأثرية والسياحية بالبر الغربي. وقال «الحملي» إن المدينة آمنة وتفتح ذراعيها لاستقبال زوارها من السياح المصريين والأجانب، وإن ما يجري من تدابير هي إجراءات احترازية معتادة في تلك المناسبات. وشملت حالة الاستنفار، القيام بعمليات تمشيط الجزر النيلية قرب المراسي النيلية والفنادق العائمة والمناطق الجبلية المتاخمة للمزارات الأثرية، وتكثيف الوجود الشرطي على مداخل ومخارج الأقصر وفي محيط مطارها الدولي والطرق السياحية التي تسلكها الحافلات السياحية. كانت وفود 70 دولة تشارك بمؤتمر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الخامس والعشرين، قد وصلت إلى الأقصر في وقت سابق. وعبر أحمد الطيب شيخ الأزهر ووزير الأوقاف محمد مختار جمعة ووزراء أوقاف ومفتون وعلماء من 70 بلدا حول العالم، عن أسفهم العميق لوقوع تفجيرات فرنسا، مؤكدين براءة الإسلام وكل الأديان السماوية من دعاوى القتل والعنف. وقال «جمعة»، خلال استقبال فضيلة شيخ الأزهر لضيوف المؤتمر، إن انعقاد المؤتمر على أرض مدينة الأقصر، وتلك الوفود التي تمثل 70 دولة، هو أبلغ رد على العمليات الهمجية التي تقوم بها التنظيات الإرهابية المتطرفة تجاه المعالم الحضارية والأثرية، ليكون وجود هؤلاء العلماء والمفتين ووزراء الشؤون الإسلامية من مختلف دول العالم بين هذه المعالم خير شاهد على سماحة الإسلام تجاه جميع الحضارات وحفاظه على المعالم الحضارية والأثرية وعلى التراث الإنساني، كما أنه يعد بيانا وردًا عمليًا على أن هذه الهمجية التي تصدر من تلك التنظيمات الإرهابية لا علاقة لها بالإسلام، فالإسلام منها وممن يقوم بها براء.