** كان مشهد بكاء طارق العشرى فرحًا للفوز بأول بطولة لحرس الحدود مؤثرًا، ومجددًا لحالة التعاطف مع هذا المدرب الشاب، ومع ناديه الذى سانده وشجعه. والعشرى هو المدرب الوحيد فى تاريخ الكرة المصرية الذى يعرف اسمه بطريقة لعب. فيقال: «طارق العشرى مدرب حرس الحدود الذى يلعب بطريقة 4|4|2 فى مصر» .. وهذا هو الاسم الكامل لمدرب حرس الحدود، وهو مدرب نجم، أو يستحق أن يكون نجمًا مثل قلة من المدربين المصريين»! وقد استحق حرس الحدود بطولته الأولى لأنه الفريق الذى «صرف الشياطين الحمر» من المسابقة، وهزم المصرى فى بورسعيد، ولأنه كان أفضل فرق الكأس وأحسنها تنظيمًا وانضباطًا. وتبدو كلمة انضباط مستمدة من الطبيعة العسكرية للفريق.. إلا أن لاعبى الحرس بالفعل كانوا فى قمة الانضباط الفنى داخل الملعب طوال الطريق إلى اللقب.. مبروك لحرس الحدود، ومرحبًا برياح التغيير التى تهب على خريطة الكرة المصرية! وقد أتفهم وجهة نظر اتحاد الكرة فى إنهاء بطولة الكأس قبل موعدها بخمسة أشهر، بعد خروج الأهلى والزمالك، فلن يعترض ويحتج الصابرون والصامتون، كما أن سمير زاهر يرفع الآن شعار التفرغ والتركيز على المنتخب وعلى حربه من أجل الصعود لكأس العالم، ولا يجب أن تشتت الشعوب فى الحروب، اللهم انصرنا.. والواقع أن العشرى قال لى إنه سعيد بتقديم موعد انتهاء البطولة، لكنى لست سعيدًا مثله بهذا الارتجال والتخطيط السريالى الذى يدير شئون كرة القدم.. خاصة وأنتم تعلمون جيدًا أن موعد نهائى بطولة الكأس فى دول العالم الآخر محدد باليوم والساعة من كل عام، وأن نهائى كأس إنجلترا مثلًا يقام فى شهر مايو من كل عام منذ مائة عام.. كأننا أمام مسألة صعبة للغاية لايحلها إلا أينشتين ؟! ** طويت نافذة الانتقالات الشتوية، وهى واحدة من بدع تجارة اللاعبين، والتجارة بالأندية.. وتسفر دائما عن اهتزاز أداء الفرق لانشغال اللاعب بوجهته القادمة خلال تلك الفترة التى تخترق الموسم وتتوسطه. لماذا فتحت الانتقالات والتعاقدات فى وسط الموسم.. ما هى الفلسفة؟ يرى الكثيرون أنها لمصلحة اللاعب الذى يعانى مع ناديه ويرغب فى تركه، ويرى آخرون أنها فى مصلحة الأندية التى ترغب فى تجديد صفوفها خلال وسط الموسم. ولا أرى فيها أى فائدة لكرة القدم ولمستوى اللعبة أو لاستقرارها. وأرى أنها فترة تساوى 30 يومًا ينشر وينثر فيها الابتزاز وعدم الاستقرار فى أوساط اللعبة ويستفيد منها تجار اللاعبين والذين يتاجرون باللعبة. فطوال الأيام الماضية عاشت الأندية المصرية حالة هرولة خلف اللاعبين وخلف التعاقدات الجديدة، بينما كان ذهن كل اللاعبين مشتتًا قبل أربعة أشهر من بدء الانتقالات الشتوية. يجب إيقاف التعاقدات فى يناير. يكفى أنه بات من الصعب أن يكمل لاعب عقده مع ناديه.. يكفى هذا الابتزاز ؟! ** فى مصر يستطيع لاعب اعتزل أمس أن يكون مدربًا اليوم ومديرًا فنيًّا بعد غد. لكن فى ألمانيا هذا هو المستحيل. فقد رفض الاتحاد الألمانى طلب نادى شتوتجارت ببقاء ماركوس بابل فى منصبه كمدير فنى للفريق فى الموسم القادم لعدم حصوله على رخصة تدريب. وللحصول على الرخصة يلزم أن يخضع بابل لدورة دراسية تدريبية لمدة 11 شهرًا. قرار الاتحاد الألمانى سوف يحترم ولن يتراجع فيه لأى سبب.. لكن فى مصر سنجد أن 99،999 % من المدربين يعملون بدون رخصة.. هل يمكن أن يخضع هؤلاء جميعًا لقانون المرور الجديد؟!