«أسعار المواد الخام وبالتالى تكلفة إنتاج الحديد على مستوى العالم، تسلك اتجاها مغايرا منذ ما يقرب من شهر، وهذا ينبىء بزيادة متوقعة فى أسعار الحديد، غير أننا ملتزمون بالموعد الذى حددته الوزارة للإعلان عن ذلك وهو الأول من كل شهر»، تبعا لما جاء على لسان سمير النعمانى، مسئول المبيعات فى عز، مشيرا إلى ترقب شركته رد فعل وزارة التجارة والصناعة، على قيام بعض شركات الحديد المحلية بزيادة أسعارها فى منتصف الشهر. ويضيف النعمانى «الصناعة محتاجة لهذه الزيادة، والشركات التى أعلنت هذه الزيادة فى حاجة حقيقية إليها» مشيرا إلى قدرة عز على الصمود أمام هذه الظروف حتى بداية الشهر. وتعد عز الدخيلة، التابعة لمجموعة عز، التى تسيطر على ٪65 من إنتاج الحديد فى مصر، المنتج الوحيد لمادة البليت (المادة الخام التى تعتمد عليها صناعة الحديد)، مما يعطيها، وفقا لمحمد أبو شادى، رئيس قطاع التجارة الداخلية، ميزة تنافسية تجعلها قادرة على تثبيت سعرها. «وهذا هو المهم، لأن عز هو المنتج الأساسى فى السوق، ومن ثم الكمية الأكبر من الحديد لا تزال متوافرة أمام المستهلك بالسعر المنخفض»، يقول أبو شادى مشيرا إلى أنه حتى بعد قيام عدة شركات بزيادة سعرها، فإن المستهلك مازال يملك بدائل عدة منها الحديد المستورد وحديد عز. ويقول أبو شادى إن الشركات التى قامت برفع الأسعار، والتى تمثل الأقلية فى السوق، تستورد المادة الخام من الخارج، ولذلك فهى تخضع لضغوط عالمية «لا تملك أى سيطرة عليها، فلماذا نريد أن نشنقها إذا مازالت هناك البدائل الأخرى»، كما جاء على لسانه. وكانت شركة بشاى للصلب، فى سابقة هى الأول من نوعها منذ قرار وزير التجارة والصناعة بقيام الشركات عن الإعلان عن أسعار سعر تسليم المصنع للحديد فى العام الماضى، قد أعلنت أمس فى منتصف الشهر عن رفع أسعار البيع بمقدار 225 جنيها، ليصبح سعر الطن 2925 جنيهًا، بدلا من 2700 جنيه تسليم المصنع، مرجعة ذلك إلى ارتفاع أسعار البليت عالميًا ومحليًا. وبرغم اعتراض تجار الحديد على ارتفاع أسعار الحديد مع قدوم شهر رمضان، «شهر ركود السوق العقارية»، بحسب أحمد خضر، مهندس حر يقوم ببناء وحدات سكنية خاصة، إلا أن النعمانى يرى هذه الزيادة مبررة مع زيادة الطلب فى الفترة السابقة، خاصة من دول جنوب شرق آسيا والتى أدت بدورها إلى زيادة أسعار الخردة والبليت. ويضيف النعمانى أن شهر رمضان فى كثير من الأوقات يخلف التوقعات ويكون من أنشط الفترات لقطاع الإنشاء، «والزمن هو الذى سيثبت ذلك، رمضان ليس بعيدا». وقد شهدت أسعار الخردة، المكون الرئيسى للبليت، وفقا لإسماعيل صادق، محلل العقارات فى بلتون، زيادة فى الشهر الأخير ليتراوح سعرها ما بين 285 و295 دولارا مقابل 230 و240 دولارا فى الأشهر الأولى من بداية العام، وهذه «زيادة كبيرة تنبئ بانتهاء عهد التخفيضات»، على حد تعبير صادق خاصة مع انتهاء منافسة الحديد التركى الذى يشهد هو الآخر مشكلة ارتفاع أسعار المدخلات العالمية. وفيما يتعلق بالزيادة المفاجئة التى قامت بها الشركات وموقف وزارة التجارة والصناعة منها، يقول أبو شادى، إن الوزارة تبحث الأمر قانونيا مع الشئون القانونية ولم يتم اتخاذ القرار بعد، إلا أنها متفهمة لاتجاه هذه الشركات باتخاذ هذا الإجراء. «أسعار مواد الخام هنا مرتبطة ببورصات عالمية وليس بمقدور الشركات تحملها، ونحن قبل كل شىء نبحث عن المصلحة العامة»، بحسب تعبيره. وكانت «بشاى» قد خفضت أسعارها أول شهر أغسطس بمقدار 175 جنيها ليصل إلى 2700 جنيه ليتوازى مع سعر عز التى قامت، هى الأخرى الشهر الماضى، بتخفيض أسعارها ب100 جنيها. وقد جاء هذا الخفض لأسعار الحديد فى الشهر الماضى رغم ارتفاع أسعار الخامات، الأمر الذى أرجعه الخبراء حينئذ إلى رغبة عز فى التخلص من منافسة الحديد التركى الذى بلغ سعره فى الشهر الماضى 2800 جنيه، الأمر الذى تسبب إلى فقدان عز جزءا من حصته فى السوق. ويرى باتريك جافنى، نائب رئيس قطاع أبحاث الاستثمار فى المجموعة المالية هيرمس، ومتخصص فى مجال الحديد، والذى كان قد توقع الشهر الماضى أن يحافظ سعر الحديد على مستوياته المنخفضة حتى انتهاء العام، ليكون متوسط سعره خلال الربع الثالث 2850 جنيها، تسليم المصنع، و2750 جنيها فى الربع الرابع، أن هذه الزيادة لا تعد مؤشرا بعد للسوق، لأنه «ما دام عز لم يرفع الأسعار فكأن شيئا لم يكن»، بحسب تعبيره.