إن الله يحب أن تؤتى رخصه «حديث شريف تعيه ذاكرة الطبيب الذى يسوقه دائما لمريض القلب والشرايين التاجية الذى تستوجب حالته الإفطار بينما يصر على الصيام ابتغاء مرضاة الله غير آبه بما قد يحمله الصيام خصوصا فى فصل الصيف من أخطار. فمتى يمكن لمريض القلب والشرايين أن يصوم؟ ومتى يجب أن يقبل برخصة الرحمن فيفطر؟ يمكن لمريض القلب والشرايين الصوم إذا ما كانت حالته مستقرة ولا يعانى تلقبات قد تعرضه لتدهور حالته أو لمضاعفات محتملة. لذا يمكن لمن يعانون أمراضا فى صمامات القلب أن يؤدوا فريضة الصوم إذا لم يكن هناك خطر محتملا من الإصابة بهبوط عضلة القلب. يمكن لمريض الضغط المرتفع أن يصوم إذا ما كانت قياسات ضغطه طبيعية مع العلاج، لكن عليه أن يتفادى المخللات والمشروبات الغازية والمعلبات لارتفاع نسبة الصوديوم فيها. عليه أيضا أن ينتبه إلى المشروبات الطبيعية كالدوم والكركديه فإن لها تأثير ملطفا على ارتفاع الضغط، عليه أيضا أن يتفادى مشروبات كالعرقسوس الذى يعرف بتأثيره على انخفاض فاعلية الأدوية المستخدمة لعلاج الضغط، والذى يؤدى تناوله أحيانا لارتفاع مفاجئ فى الضغط قد يؤدى إلى جلطة فى المخ. يماثله فى التأثير على أدوية الضغط الزنجبيل والثوم والمقوى العام الجينسنج. مريض الضغط المنخفض قد يضاعف الصوم من إحساسه بالتعب والصداع القاسى لذا يجب أن ينتبه إلى تعاطى الأدوية التى تستخدم للحفاظ على مستوى الضغط فى الإفطار والسحور إلى جانب حرصه على تناول أكبر قدر ممكن من السوائل والأطعمة التى تحتوى قدرا من الماء عاليا مثل البطيخ والخيار. يمكن أيضا إضافة المخللات إلى طعامه إذا لم يكن يعانى مما يمنعه من الحصول على قدر أكبر من الملح. مرضى ارتفاع نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية يمكنهم الصوم، بل إن الصوم يعد من العوامل المساعدة لتحسن حالتهم إذا ما راعوا الشروط السليمة فى غذائهم كتفادى الأطعمة الدسمة الغنية بالطاقة والسكر. واهتموا بالخضراوات الطازجة والأسماك والدجاج والفواكه ومنتجات الألبان قليلة الدسم وقدر معقول من المكسرات «10 حبات من اللوز أو الفستق» وقد يكون الصيام فرصة يمكن معها التخلص من عادة التدخين السيئة وقد تبدو الفائدة مزدوجة إذا ما اقترن الصيام ببعض من الجهد البدنى الذى يمكن أن يمارسه الإنسان بعد الإفطار بساعتين على الأقل ولا ينسى الماء. مرضى القلب والشرايين عامة ومرضى شرايين القلب التاجية «خصوصا الذبحة الصدرية غير المستقرة» ومن تكررت لديهم جلطات الأوردة العميقة ومرضى عضلة القلب «خصوصا هبوط القلب غير المتكافئ» أو من يعانون من ذبذبة أذنية أو من يتعاطون بانتظام أدوية تحافظ على سيولة الدم. لا يجب صيامهم على وجه الإطلاق ولهم أن ينعموا بتلك الرحمة التى اختصهم بها سبحانه وتعالى. قد لا يقتل الإنسان الجوع لكن العطش يعرض حياة هؤلاء للخطر، فقدان السوائل من الجسم خصوصا فى أيام كتلك التى نعيشها الآن وعدم تعويض هذا الفقد إنما يخل بميزان الماء والملح فى جسم الإنسان ويعمل على زيادة لزوجة الدم مما يعرضه للإصابة بالجلطة فى أى مكان وقد يكون المخ أو شرايين القلب التاجية أكثر عرضة من غيرها للإصابة بها. لذا فالقبول برخصة الرحمن إنما هو تسليم بمبدأ أن الوقاية أفضل من العلاج. كبار السن أكثر من غيرم عرضة لأخطار خلل السوائل فى الجسم لهذا يجب تقسيم حالتهم حتى لو كانت مستقرة وإعادة النظر قبل نصحهم بالإقدام على الصيام. إذ إنهم خصوصا فى فصل الصيف أكثر عرضة للإصابة بالإنهاك الحرارى الذى يحدث نتيجة فقد قدر مهم من السوائل فى العرق وما يتبعه من فقد للأملاح والمعادن المهمة.