واصل الرئيس عبد الفتاح السيسي لقاءاته الثنائية التي يعقدها مع رؤساء الدول والحكومات على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث التقى، مساء الأحد، الرئيس السنغالي ماكى سالي ورئيس الوزراء الهولندي مارك روتي. جاء ذلك خلال تصريحات للسفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، مشيرا إلى أن "الرئيس أكد خلال لقائه مع الرئيس السنغالي اعتزازه بالعلاقات التاريخية الوثيقة التي تربط بين البلدين ، وأهمية العمل على تعزيزها لمواجهة التحديات المشتركة في القارة الإفريقية". وشدد الرئيس على أهمية البعد الإفريقي في السياسة الخارجية المصرية التي تولى اهتماما كبيرا للانفتاح على إفريقيا، مؤكدا اهتمام مصر بالمساهمة في دعم تنفيذ خطط التنمية الوطنية في السنغال ومواصلة التعاون بين البلدين في مجالات التدريب وبناء القدرات من خلال الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية. كما أعرب الرئيس السيسي عن أهمية تعزيز الدور الذي يقوم به الأزهر الشريف في السنغال لمواجهة الأفكار المتطرفة، لافتا إلى ضرورة تعزيز التشاور والتنسيق بين البلدين ، في ضوء تماثل مواقفهما إزاء المشكلات التي تواجهها القارة الإفريقية. وأوضح المتحدث الرئاسي، أن "الرئيس السنغالي أشاد بالمساهمة المصرية النشطة والفعالة في مختلف القضايا الإفريقية والدور المصري الداعم لجهود التنمية التي تشهدها مختلف دول القارة، ومصر تقدم نموذجا رائعا للتعاون التنموي"، معربا عن سعادته بعودة مصر لشغل موقعها الريادي على صعيد القارة الإفريقية. واستعرض الرئيس السنغالي، خلال اللقاء، الجهود التي تبذلها بلاده بالتنسيق مع الاتحاد الافريقي لإرساء الأمن والاستقرار في بوركينا فاسو، حيث أشاد الرئيس السيسي بالدور المهم الذي تضطلع به السنغال لتسوية الأزمة القائمة في بوركينا فاسو، موجها التهنئة للرئيس السنغالي لانتخابه رئيسا لتجمع الإيكواس (التجمع الاقتصادي لدول غرب إفريقيا) في مايو الماضي، مشيدًا بالدور المحوري للرئيس سال في لجنة توجيه النيباد التي يتولى منصب نائب رئيسها، مؤكدًا حرص مصر على التنسيق مع السنغال فيما يتعلق بتنفيذ برامج ومشروعات «النيباد». وذكر السفير علاء يوسف، أن "الرئيس السيسي التقى عقب ذلك مع رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي، الذي أشار في بداية اللقاء إلى أن القيادة السياسية المصرية أوفت بوعدها ونجحت في إنجاز مشروع قناة السويس الجديدة خلال عام واحد فقط". وأضاف المتحدث: "الرئيس أكد أن مشروع القناة الجديدة يُعد جزءا من مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس، الذي يهدف إلى تعظيم الاستفادة من موقع مصر الجغرافي المتميز وسواحلها الممتدة على البحرين المتوسط والأحمر، حيث سيتم إنشاء وتطوير ستة موانئ في إطار المشروع، فضلاً عما سيتضمنه من مدن صناعية في منطقتي شرق بورسعيد والعين السخنة". واستعرض السيسي عددا من الفرص الاستثمارية الواعدة في مصر، ومن بينها إنشاء مدن جديدة صديقة للبيئة، منوهًا بأن "مصر تتطلع للتعاون مع هولندا في تنفيذ هذه المشروعات، كما تناول خلال اللقاء أيضا مجمل تطورات الأوضاع في مصر خلال السنوات القليلة الماضية، فالتغيير جاء استجابة لإرادة الشعب المصري وخياراته الحرة وتمسكه بهويته". وأكد السيسي، أن "مصر تمضي قدما على طريق التحول الديمقراطي، حيث تم إنجاز استحقاقين رئيسيين من استحقاقات خارطة المستقبل، وهما إقرار الدستور وإجراء الانتخابات الرئاسية، وسوف يتم إجراء الانتخابات البرلمانية خلال الشهرين القادمين ليكتمل بذلك البناء المؤسسي والتشريعي للدولة المصرية". وأوضح السفير علاء يوسف، أن "رئيس الوزراء الهولندي أعرب عن دعم بلاده القوي لمواصلة مصر عملية التحول الديمقراطي"، منوها إلى العديد من مجالات التعاون الواعدة بين البلدين، ولاسيما مجالي الزراعة والمياه، اللذين يشهدان تعاونا ممتدا بين البلدين منذ أربعين عاما.