لم يأتِ حصول قناة مزيكا على اليوتيوب على جائزة المليون مشترك من فراغ لكن سبقه مجهود ضخم حتى تصل إلى هذا التكريم، خاصة أنها جاءت من جهة عالميه تتعامل فقط بلغة الأرقام ولا شىء غيرها» كان هذا تعليق محمد جابر، مدير التطوير بقنوات «مزيكا»، ونجل المنتج محسن جابر. وفى لقاء خاص لنا معه باعتباره صاحب المجهود الأكبر فى الحصول على الجائزة، رغم أنه مازال فى بداية رحلته العملية، تحدث جابر عن جائزة المليون وكيف وصل إليها، وقال: «منذ اليوم الأول لى منحت المكان لغة الشباب، ووضعت أعمال أم كلثوم وعبدالحليم على اليوتيوب مما جعل الموقع يحتفل بهما طوال شهر بوضعهم على الصفحة الرئيسية لليوتيوب بعدما لاحظوا كم الإقبال على مشاهدة حفلاتهم». وأشار إلى أن جائزة المليون مشترك هى جائزة حصلت عليها الصفحة الرسمية لمزيكا على موقع اليوتيوب، بعد اشتراك أكثر من مليون مشترك فيها، وذلك لإعجابهم بما تقدمه من أعمال مصورة لكبار النجوم، وأصبح المشترك يتلقى كل ما هو جديد يصدر عليها، والمشترك هنا يختلف عن المشاهد العادى الذى يزور الصفحة ويشاهد الأعمال دون اشتراك، ولم يكن الحصول على هذه الجائزة من فراغ، بل أتى نتيجة جهد وعرق من جانب المسئولين عن الصفحة التى يتعدى عددهم العشرات من أمهر الخبرات فى هذا المجال، إضافة إلى تعاون عدد كبير من الفنانين الذين نالوا حب الجمهور بظهورهم بشكل متميز ومختلف. وعلق قائلا: «اعتبر حصولنا نجاح لصناعة الموسيقى فى مصر». ويضيف جابر: «من المميزات الخاصة بجائزة المليون مشترك، أن المشتركين ليسوا جميعا من مصر بل من أمريكا والسعودية والعراق والمغرب وتونس والجزائر وسوريا والإمارات، وإحساسى بالسعاده مستمد من كون الرقم ليس من اليوتيوب ولكنها من مليون شخص ولذا فإن هذا الأمر يشعرنا بالمسؤلية والتحدى لتقديم كل ماهو أفضل فى الفترة المقبلة، وكلما زاد هذا الرقم يعطينا الرغبة والعزيمة فى الابتكار، لأن هذا هو مؤشر النجاح ويعكس إحساس الناس واهتمامهم بما تقدمه لهم». ويستطرد جابر، قائلا: «يحسب لنا أننا دائما أصحاب السبق فى تقديم محتوى فنى متميز ومختلف وكنا ولازلنا متميزين بفن التسويق فى جميع والوسائل والطرق السابقة فى الكاسيت والسى دى بدليل حصول الشركة على جوائز عديدة محليا وعالميا، وأكثر من جائزة للميوزيك أوورد العالمية والتى يمنحها المسئولين عنها للألبومات الأكثر مبيعا فى الشرق الأوسط، وفى الوقت الحالى اختلف شكل التوزيع فى عالم الديجيتال من خلال اليوتيوب والآى تيونز وغيرهما من التطبيقات التى تتيح متابعة الأعمال الموسيقية». وضيف بان جائزة اليوتيوب هى بداية النجاحات فى عالم التوزيع الرقمى، وهى خير دليل على مواكبتنا للعصر، وأشار إلى أن التعاون بين مزيكا والمسئولين فى اليوتيوب مستمر منذ فترة طويلة والعلاقة متميزة جدا، والمسؤلون بطبعهم يفكرون خارج الصندوق، ونحن نقوم بتنفيذ كل ما هو جديد ومحترف فهناك توافق كبير فى الأفكار فى شكل الدعاية، وهناك ثقة متبادلة تجمع بيننا، وهو ما أدى إلى زيادة سريعة فى عدد المشتركين، وقام المسئولون فى اليوتيوب بإبلاغى خلال المؤتمر الذى عقد فى مدينة دبى بدولة الإمارات، بوصول عدد مشتركى صفحة مزيكا إلى أكثر من مليون مشترك، وبالطبع سعادتى لايمكن وصفها لإحساسى بأن المجهود الذى تم بذله تحققت نتائجه. وقال جابر: «بالفعل اختلف شكل توزيع الموسيقى حول العالم اختلافا كبيرا، فالآن ليس من خلال الكاسيت أو السى دى بل أصبح من خلال مواقع التواصل الاجتماعى والتطبيقات الحديثة، والمستخدم الجديد للموسيقى هو الشباب الحامل للأجهزة الذكية والتى على اتصال دائم بالإنترنت فالمستخدم من الجيل الجديد يحصل على ما يريد بين لحظة وأخرى، لذا فكان علينا أن نتطور أنشطتنا الفنية وأن نصل إليه من خلال التطبيقات الجديدة المختلفة بشكل يناسبه ويثير اهتمامه». وأضاف: «رغم التحديات والمشكلات التى تواجهنا وأهمها أن صناعة الموسيقى ليست مجانية، ولكى تخرج الأغنية بالشكل المناسب للمستمع فإنها تمر بعدة مراحل، فالمصنف السمعى هو عمل يشترك فيه العديد من المبدعين تحت إدارة المنتج الذى يتحمل جميع النفقات والتكاليف كما يدير العمل ويشرف على تنفيذه لكى يخرج بالشكل النهائى الذى يحظى بإعجاب الجمهور، إلا انه بعد كل المجهود والمبالغ التى يتم إنفاقها فلا نجد مقابل فى ظل القرصنة التى نشهدها منذ فترات طويلة وأدت إلى انهيار الصناعة وانحدار مستوى الإبداع، ورغم المجهودات التى نبذلها لكى نقوم بحماية الصناعة والقضاء على هذه الظاهرة سعيا لتفعيل قوانين حماية حقوق الملكية الفكرية إلا أننا نجد العديد من المعوقات التى تحول دون تطبيق القوانين، ولكننا كلنا أمل وثقه فى أن تتغير منظومة القوانين لتدعم صناعة الموسيقى لتعود إلى سابق عهدها الذهبى».