لا يختلف الكثير على المثل القائل "لا يضيع حق وراءه مطالب"، ولكن إن زاد الشيء عن حده انقلب ضده؛ هكذا كان وضع الشاعر الغنائى والسيناريست أيمن بهجت قمر، بعدما أنشئ شركة ''أربين رايتس'' لتحصيل حق الأداء العلني، ووصلت الخلافات بينه وبين جمعية المؤلفين والملحنين برئاسة الموسيقار محمد سلطان لطريق مسدود كان مصيرها تدخل الدولة ممثلة فى وزارة الثقافة لتتعقد الأمور أكثر وأكثر. أيمن بهجت قمر، أستطاع فى فترة قصيرة إقناع عدد كبير من صناع الموسيقي فى مصر بالاستقالة من جمعية المؤلفين والملحنين، والانضمام لشركته الجديدة، والتى تتبع شركة الساسم الفرنسية، لضمان حقوقهم وملكيتهم الفكرية، بمشاركة عدد كبير من أصدقاءه منهم المطرب والملحن عمرو مصطفى، وأمير طعيمة، ووليد سعد، ونادر عبد الله، ومحمد يحيى، ومحمود طلعت، وحسن عطية، وتامر عطا الله، والمنتج وليد صبرى. واستطاع "قمر" أن ينشأ تطبيق بالبصمة الصوتية ليتم مراقبة القنوات بطريقة الplay list حتى يحصل المبدع على حقوقه بشكل صحيح طبقًا لقوانين الملكية الفكرية التى أقر بها الدستور الجديد، بعيدًا عن نظام المبالغ القطعية التى كانت تتعامل بها جمعية المؤلفين والملحنين. ولم يكتفي "قمر" بذلك بل قام مؤخراً بالضغط على الدولة ووزارة الثقافة لأصدر قرار بعدم تعامل الفنانين والمبدعين والشعراء مع الشهر العقاري، وأن الجهة المسئولة عن التعامل مع الفنانين هي الرقابة على المصنفات الفنية فقط، وهو الأمر الذى سيعيق صناعة "المزيكا" فى مصر ويجعله مسألة مكلفة للغاية وعبئ إضافي على شركات الإنتاج. الأمر الذى سيجعل شركات الإنتاج وصناع "المزيكا" للهروب إلى دول الخليج لصناعة أغاني وألبومات بأقل التكاليف والاكتفاء بتوزيعها فقط فى سوق الكاسيت بمصر بأرخص الأسعار، فى ظل وجود قرصنة الألبومات على شبكة الأنترنت، أو قد يجعل شركات الإنتاج الموسيقية تستعين بشعراء وملحنين وموزعين من باقى الدول العربية لانخفاض أجرهم وعدم مطالبتهم بحقوق الأداء العلني كما سيحدث فى مصر. على صعيد أخر، هاجم عدد من المطربين والشعراء والمنتجين شركة ''أربين رايتس'' باعتبارها كيان سيهدد صناعة "المزيكا" فى مصر أمثال الشاعر الغنائى تامر حسين، والمنتج محسن جابر، صاحب شركة "مزيكا" و"عالم الفن" ورئيس اتحاد منتجى وفنانى الصوتيات، الذى رفض التعامل مع صيغة التعاقدات الجديدة التى فرضها بعض الملحنين، خوفاً أن تستبعد الشركة كل قائمة الأغنيات التى تمتلكها شركته مثلما حدث معه عند بداية بث إذاعة نجوم إف إم، عندما أمتلك تراث شركة صوت الفن عام 2004 والتى تضم 14 شركة منها 80% من أصل التراث الغنائى فى مصر والوطن العربي. وأعتبر "جابر" أن الشركة الجديدة الخاصة بتحصيل حق الأداء العلني، مجال جديد للتلاعب، وأن أرباح الشركة ستؤول بلا شك إلى أصاحبها. وأكد البعض أن مطرب بحجم الفنان الاماراتي حسين الجسمي، استطاع أن يحقق نجاح كبير بفضل أغنيته الشهيرة "بشرة خير" والتى حصل على حقوقها كاملة من كاتبها أيمن بهجت قمر وملحنها عمرو مصطفى وموزعها توما، وكشف الكثير أن أيمن بهجت قمر لو كان يعلم مدى نجاح تلك الأغنية لما كان تنازل عنها لصالح الجسمي، وأصر على مشاركته فى ربح العائد المادى عليها، وهذا وضح مؤخراً عندما طرحت مؤخراً مواقع اليوتيوب أغنية نانسي عجرم "المصرى مان" التى كتب كلماتها وتم تسريبها على مختلف الصفحات الاجتماعية، فقام بحذفها جميعاً حفاظاً على حقوقه المالية رغم أن الأغنية تنتمى للاغاني الوطنية ومن حق الجميع ان يمتلكها.
فهل ستخضع صناعة "الموسيقي" فى مصر لصالح فئة معينة او مؤسسة بعينها ويتم احتكارها على شركات بعينها وتتأزم الأمور، أم سيكون هناك حل بديل لجمعية المؤلفين والملحنين و لشركة ''أربين رايتس'' يكون هدفها الأول هو إمتاع الجمهور مع تحقيق عائد مادى جيد يكفل حق جميع الأطراف؟!