«هايدلبرج» تحتضن 27 عالما بين مبانيها الناجية من الحرب العالمية الثانية «هايدلبرج».. المدينة الرومانسية الهادئة فى جنوب غربى ألمانيا، المحاطة بالمرتفعات الخضراء على الدوام، ويجتازها نهر النيكر، كانت على موعد مع المنتدى العلمى الثالث للعلماء الحاصلين على أرفع الأوسمة والجوائز فى الرياضيات والكمبيوتر، بحضور 27 عالما. نجحت كاتبة هذه السطور، فى الفوز بمنحة حضور المنتدى فى مسابقة بين عشرات الصحفيين، فكانت «الشروق» عبر محررتها الصحيفة الوحيدة، من أفريقيا والشرق الأوسط، التى غطت جلساته على مدى أسبوع من 22 إلى 28 أغسطس. القائمون على المؤتمر حرصوا على تنظيم الفعاليات فى أهم الأماكن السياحية فى «هايدلبرج» معتدلة الجو، والتى احتفظت بمبانيها، لأنها كانت بمنأى عن قصف الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية، فيما دمرت معظم المدن الألمانية. تجذب المدينة أكثر من ثلاثة ملايين سائح نهارى، حيث تشتهر بالجسر القديم، والقصر المرتفع، والكنائس والمبانى التراثية، وسفوح غابة أودنفالد، وجامعة هايدلبرج التى احتضنت المؤتمر، يرجع تاريخ إنشائها إلى عام 1386، وتعتبر المستشفى الجامعى التابعة لها من المراكز الطبية الرائدة فى أوروبا، فكثيرا ما رددت وسائل الإعلام المصرية اسمها، حيث اعتاد الرئيس المخلوع حسنى مبارك تلقى العلاج هناك. المنتدى يهدف إلى لقاء علمى دورى بين العلماء وشباب الباحثين فى مجال الرياضيات والكمبيوتر، بالتعاون مع أبرز المنظمات التى تعطى الجوائز فى هذا المجال ومنها جائزة أبيل «الأكاديمية النرويجية للعلوم والآداب»، وميدالية فيلدز «الاتحاد الدولى للرياضيات»، وجائزة تورينج ACM «جمعية آلات الحوسبة»، وتم تأسيس المنظمة الراعية للمنتدى عام 2013، رغم أن مؤسسها الدكتور كلاوس تشيغا توفى قبل انعقاد المؤتمر هذا العام، إلا أنه سار بشكل ناجح، ويستعد الرعاة إلى انعقاد المؤتمر العام القادم. «الشروق» أجرت حوارات مع ثلاثة من أبرز العلماء بالمؤتمر، وهم: السير مايكل عطية، والدكتور فينت سيرف، والدكتور جون تايت، فضلا عن لقاءاتها مع شباب الباحثين العرب المشاركين، نعرضها فى السطور القادمة..