تظاهر الآلاف من اللبنانيين، اليوم الأحد، ضد الطبقة السياسية قرب مقر مجلس النواب في وسط بيروت، على الرغم من التدابير المشددة التي فرضتها القوى الأمنية في محيطه، مطالبين بإجراء انتخابات نيابية و"استعادة البرلمان" من القوى الممثلة فيه. وشهد الشارع المؤدي من ساحة الشهداء باتجاه مداخل ساحة النجمة حيث مقر البرلمان، حالات تدافع بين المتظاهرين والقوى الأمنية بعد دعوة أسعد ذبيان أحد الناشطين في حملة "طلعت ريحتكم" المتظاهرين إلى "استعادة البرلمان" من القوى السياسية. ووضعت القوى الأمنية عوائق حديدية واستقدمت تعزيزات بشرية إلى محيط البرلمان للحول دون وصول المتظاهرين إلى هدفهم. وعلى الرغم من تراجعها تحت ضغط المتظاهرين في شارع رئيسي مواز لمقر البرلمان لكنها أبقت على إجراءاتها المشددة على كافة المداخل المؤدية مباشرة إلى مقر البرلمان. وأدى التدافع لحالات إغماء عدة في صفوف المتظاهرين وقوى الأمن تولت فرق الصليب الأحمر إسعافها. وتساءلت متظاهرة أربعينية بانفعال على خلفية الطوق الأمني "هذا هو الشعب وهذه ساحتنا فلماذا لا يسمحون لنا بالدخول إلى الساحة؟" وأكدت قوى الأمن الداخلي في بيان، أن "حق التظاهر السلمي مصان وفقا للقانون" لكنها قالت إنه "يحق للسلطة المختصة تعديل مسار التظاهرات ونقطة النهاية" في إشارة لتصميمها على منع المتظاهرين من الوصول إلى البرلمان. وأكد أجود عياش في كلمة باسم حملة "طلعت ريحتكم" التي دعت إلى التظاهر انطلاقا من منطقة برج حمود شمال بيروت أن "البرلمان ليس شرعيا (...) ولا أحد يراقب أو يحاسب"، مضيفا "الشعب هو مصدر السلطة وهم استولوا على السلطة ومددوا لأنفسهم.. ويفصلون قوانين على قياسهم". وبدأت التحركات الاحتجاجية في بيروت قبل شهر على خلفية أزمة النفايات التي تكدست في الشوارع في بيروت ومحافظة جبل لبنان، قبل أن تتدرج مطالب المتظاهرين من رفع النفايات إلى وقف الفساد والهدر ومحاسبة المسؤولين عن الشلل الذي يعتري إدارات الدولة. ولبى الآلاف دعوة حملة "طلعت ريحتكم" أبرز مجموعات الحراك المدني للمشاركة في التظاهرة التي انطلقت من منطقة برج حمود في شمال بالعاصمة باتجاه وسط بيروت، للمطالبة باستقالة وزير البيئة "لتقاعسه عن القيام بمهامه" وانتخاب برلمان جديد.