قال الخبير الدولي ياسر عبد العزيز، إن "الوضع الصحفي في مصر ينتظره أوقات صعبة، نتيجة لتغيرات اقتصادية عالمية أثرت على المستوى المحلي، ولم يستوعبه الصحفيون المصريون رغم استيعاب المتلقى السريع للتغير". وأضاف «عبد العزيز» خلال لقائه مساء أمس الأحد، بنقابة الصحفيين بالإسكندرية، أن "الإعلام المصري يعيش شكل من أشكال الصوت الواحد وغياب التعددية التي عاصرت النظم المستبدة ولم تعد موجودة الآن". وأضاف الخبير الدولي، أن "الصحافة الإلكترونية ليست نشر النص المكتوب في النسخ الورقية المطبوعة أو كتابة تويتات مختصرة، بل هي خدمات متكاملة تخاطب كل حواس المتلقي وتعطي الفرصة لتنويع الإستخدامات". ورأى «عبد العزيز» أن من يريد أن يصنع إعلام مبني على استراتيجية المطبوع يتخذ قرار خطأ لأن بقاء الصحف المطبوعة يأتي في إطار محدود ورمزي، ولا ينهض باستراتيجة أو يقيم مؤسسة وأن الرهان على الصحافة الإلكترونية. وقال ياسر عبد العزيز، إن "الصحافة المطبوعة تعيش أسوأ عهودها لصالح الصحافة الإلكترونية، مشيرًا إلى أن عدد نسخ الصحف المطبوعة قل من 3 ملايين إلى 750 مليون نسخة يومية لكل الصحف. وأشار عبد العزيز، إلى أن "العمود الرئيسي في مصر ظل لأكثر من قرن يعتمد على الصحافة المطبوعة، لكن الآن يعيش أسوأ عصورها وتنسحب من المشهد تدريجيا لمصلحة وافد جديد «الصحافة الإلكترونية»". وأكد «عبد العزيز» أن هناك تراجع مهني حاد في مستوى ممارسة مهنة الصحافة في مصر، وأن محاولات استثمار للتراجع المهني الواضح في التليفزيون على سبيل المثال، وصناعة التليفزيون في مصر تكافئ أنماط الإعلام الحادة والمنفلته المنخفضة القيمة، عبر تدخل المعلنين، وبعض زملائنا في غرف الأخبار يقومون بذلك، ووكالات الإعلان، والملاك. وشدد «عبد العزيز» إنه لابد من إصلاح المنظومة التشريعية كخطوة أولى إيجابية، ثم تغيير اتجاه الصناعة في مصر، مع بناء استراتيجيات جديدة في الصحافة، مع إعادة هيكلة الصحافة الموجودة. ولفت الخبير الدولي، إنه خلال 10 سنوات 90٪ من مشاهدة التليفزيون سوف تكون عبر الإنترنت، مثل جهاز الفيديو الذي غاب، والفروق بين صحفي الفيديو والبيانات المصورة، والوثائقي والصحفي ستتلاشى، وأن الحل في التدريب. وأوضح «عبد العزيز» أن هناك تفرقة تعسفية سائدة ما بين إذاعي وإعلامي وصحفي إلكتروني، مشيرًا إلى أن الكل ينتج «محتوى صحفي» ولكن طرق توصيله مختلفة. وأشار «عبد العزيز» أن هناك صحف عالمية مطبوعة مجانية، لكن المشكلة أن فكرة الورق محل مراجعة في أوروبا لهواجس بيئية، مضيفًا أن صناعة الصحافة المصرية لها طريقين لتصبح في صحية، وهي مصادر طبيعية مثل الحليب الطبيعي، وهو ما يسمى عائدات الإعلان وهي تصل 3 ونصف مليار جنيه فقط في السنة. وتابع «عبد العزيز» أن الإعلام إعتمد في الخمس سنين الأخيرة على ألبان صناعية، وتدهورت أحواله من خلال المال السياسي تسبب في إتساع في حجم الصناعة، عبر قوى محلية تتصارع بنقط ارتكاز ولم تجد أفضل من المجال الإعلامي. وقال إن "الصناعة تمر الأن بحركة تصحيحية، لكن في اتجاه النزول يأت من خلال تقليص العمالة وقلة الرواتب وعدم انتظام دفعها، وهي أحد انعكاسات الأزمة"، مشيرا إلى "فكرة أبدية العمل الصحفي تتجه في الوقت الحالي إلى العقود محددة المدة".