- فان لينج يتواصل مع نشطاء سوريين وعراقيين ويحول المعلومات إلى خرائط تستعين بها وسائل الإعلام العالمية فى تحليل تحرات التنظيم «تنظيم داعش استولى أخيرا على مدينة الرحابى فى العراق، ومدينة سرت الساحلية الليبية، فيما خسر مدينة تل أبيض السورية لصالح الأكراد»، هذه ليست النشرة الإخبارية ولكنها المعلومات التى يجمعها ويتابعها توماس فان لينج، الشاب الهولندى ذا ال19 عاما، بشكل شبه يومى. ونشرت صحيفة «شبيجل» الألمانية مقالا، أمس الأول، عن المراهق الذى يعد أحد أفضل منفذى الخرائط، قائلة: «على الرغم من صغر سنه فإنه يتابع تحركات الجماعات الجهادية عن كثب، لأنه يستخدم هذه المعلومات فى تنفيذ خرائط مفصلة لمناطق الحرب والفوضى فى العالم»، لافتة إلى أنه لم يسافر إلى أى دولة عربية من قبل، ولكنه استطاع تعلم اللغة العربية من على موقع المقاطع المصورة «يوتيوب». وأضافت الصحيفة أن الشاب الذى تستعين مؤسسات إعلامية عالمية مثل «سى إن إن» و«نيويورك تايمز» بخرائطه التى توصف بأنها «بالغة الدقة»، مازال يقيم فى المنزل الصغير الذى عاش فيه طفولته، بالقرب من مطار شيبول، متسائلة عن السبب وراء اهتمام شاب فى التاسعة عشر من عمره بالأوضاع فى سورياوالعراق. وبحسب الصحفية، فإن توماس شخص عملى يؤمن بأن كل إنسان يجب أن يفعل ما يهتم به. بداية قصة الشاب الهولندى بدأت قبل 4 سنوات، عندما كان يشاهد تقريرا لقناة «سى إن إن» الإخبارية عن ثورة 25 يناير فى مصر، فأبهره ما شاهده من نضال الشعب المصرى من أجل حريته فى ميدان التحرير، وبدأ يهتم بالقضايا العربية، واختار أن تكون الحرب الأهلية الدائرة فى سوريا هى موضوع بحثه فى المدرسة الثانوية، وكانت هذه هى الانطلاقة الأولى له. «دير شبيجل» قالت إن فان لينج أسس علاقات مع نشطاء على الأراضى السورية، واستطاع كسب ثقتهم، وفى المقابل أرسلوا له معلومات ساعدته فى العمل على الخرائط. وفى يناير 2014، أطلق الهولندى أول خريطة له على حسابه بموقع التدوينات القصيرة «تويتر»، والذى يحتوى الآن على أكثر من 14 ألف متابع لخرائطة التى يحدثها باستمرار. وتابعت الصحيفة: «فيض من المعلومات يتدفق يوميا على هاتف الشاب الهولندى، عبر تويتر وفيس بوك ويوتيوب، بجانب محادثات من خلال برنامج سكايب مع المقاتلين، وامتدت شبكة علاقاته إلى مراسلين صحفيين وجمعيات خيرية ونشطاء سياسيين»، ونقلت عن فان لينج، أنه يستخدم أكثر من 1100 مصدر لمساعدته فى خرائط الصراع السورى.