انتقد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقة المقارن بجامعة الأزهر، ما وصفه "بتقزم وانحسار" دور الأزهر والأوقاف في مواجهة المد السلفي والشيعي المتزايد في الفترة الحالية، على حد قوله. وقال خلال لقائه في برنامج "السادة المحترمون"، المذاع على قناة "أون تي في"، أمس الأحد، إن "مؤسسة الأزهر تفتقد إلى الآلة الإعلامية التي تساعده على تجديد الخطاب الديني أمام 10 قنوات إعلامية سلفية، كما أن وزارة الأوقاف لديها ملايين الاموال الموقوفة للدعوة الإسلامية، ومع ذلك لا يوجد لديها قناة واحدة تتصدى بها لتلك القنوات المتشددة"، على حد قوله. وأشار «كريمة» إلى وجود 7 كتب تم إصدارها بمحافظة الدقهلية تضم فتاوى تنظيم «داعش» الإرهابي، مؤكدًا أنه رد بالحجة على هذه الفتاوى وبيان خطأها من خلال القرآن والسنة النبوية الشريفة. وأوضح، أن مواجهة الفكر المتشدد لا يجب أن تقتصر على شجب وإدانة فتاوى وأفعال المتطرفين فقط، بل إن التصدي لها يجب أن يتم بعدة خطوات أولها تغيير مصطلح "تجديد الخطاب الديني" إلى "واقعية الخطاب الديني". وتابع "خاصة أن الدين الإسلامي لم يكن معوجًا، فهو صالح لكل زمان ومكان، ولكنه بحاجة إلى أن يكون متماشيًا مع واقع العصر الحالي"، على حد قوله. وطالب «كريمة» بضرورة تطوير الكثير من مناهج التعليم الأزهري، والتقريب بين المذاهب في الحدود العلمية لوأد أي فتنة قد تشتعل، وتقديم المؤسسات الحكومية لمشروعًا فكريًا يستثمر طاقات الشباب الهائلة، بالإضافة إلى الإسراع في إنشاء هيئة قومية للوعي الإسلامي تابعة لرئاسة الجمهورية مباشرة. وانتقد أستاذ الفقه المقارن تدخل بعض المثقفين في أمور الدين، قائلا: "المثقفون ليس لهم علاقة مباشرة بالخطاب الديني أو تجديده، فمن الممكن لأي مثقف أن يدلي باقتراح يسبب في حدوث أزمة كبيرة، كما أن أهل التخصص هم المخولين بتغيير الخطاب الديني ليصبح أكثر واقعية وليس غيرهم"، حسبما قال.