وصفت صحيفة هآرتس مشروع قناة السويس الجديد بالإنجاز الهندسى الذى سيعيد ثقة المصريين فى السلطة، مقارنة بعهد الرئيس السابق حسنى مبارك الذى وعد بمشروعات كبرى ظلت حبرا على ورق، مثل مشروع توشكى الذى انتهى بمعدات هندسية صدئة، وغبار فى الصحراء. وفى تعليقه على مشروع القناة الجديدة، كتب الدكتور تسفى برئيل، محرر الشؤون العربية فى الصحيفة، إن القناة الجديدة التى ستصبح من الآن مقرونة باسم الرئيس عبدالفتاح السيسى، ولها قيمة اقتصادية لا يستهان بها، حيث تشير التقديرات إلى أنها ستدر على مصر أكثر من 13 مليار دولار سنويا، فى مقابل 5.5 مليار دولار فى الوقت الراهن. وأضاف برئيل أن قناة السويس تعتبر رمزا قوميا فى مصر، إذ عززت من مكانة الرئيس جمال عبدالناصر بعد دخوله فى حرب مع بريطانيا وفرنسا من أجل تأميم القناة، وهى الحرب التى ترمز إلى تحرر مصر النهائى من الاحتلال الأجنبى. وفى الوقت الراهن ترمز القناة الجديدة إلى تحرر مصر من الاعتماد على الأجانب، لأن جزءا كبيرا من تمويلها جاء من مساهمات المواطنين المصريين والشركات المصرية. وكتب المحلل الإسرائيلى أن الاحتفالات بافتتاح القناة ومواكب المديح لها ستتلاشى فى غضون بضعة أيام، لكن التحديات الحقيقية ستستمر، مضيفا: «صحيح أن لمصر قناة جديدة لا ينبغى التقليل من أهميتها، لكن مصر ستتعرض بعد عشر سنوات لأزمة حادة فى إمدادات مياه الشرب للمواطنين، وعندها لن يفيدهم قناة مائية للسفن». ولفت المحلل الإسرائيلى إلى أن التهديد الأكبر الذى يواجه السيسى والقناة الجديدة يتمثل فى الحرب ضد الإرهاب فى سيناء والقاهرة، وهى الحرب التى تأكل جزءا كبيرا من الميزانية المصرية التى تعتمد على المنح والقروض المقدمة من السعودية.