استقبل أهالى منطقة قرافة المماليك، حفل افتتاح مشروع ترميم حوض السلطان قايتباى، بأسئلة من نوعية: «لماذا كل هذه اللمة» و«لماذا تم ترميم هذا الحوض الآن بعد سنوات من الإهمال»؟. وسرعان ما تجاوز الأهالى تلك الأسئلة بعد بدء الافتتاح الذى حضره وزير الآثار الدكتور ممدوح الدماطى، ومحافظ القاهرة جلال السعيد، بينما تزاحم مواطنون للتصوير مع ضيوف الحفل الأجانب، وسط فرحة الأهالى بحضور المحافظ ووزير الآثار، لزيارة منطقتهم القابعة وسط القبور. أما الأبرز فكان إطلاق أهالى المنطقة للعديد من الألعاب النارية وسط الحضور المكثف من قوات الشرطة، وقد حمل حفل الافتتاح اسم «مهرجان السلطان قايتباى». حضر حفل الافتتاح «جيمس موران» رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبى بمصر، أجنيشكا دوبرفولسكا مديرة المشروع، و«رافييل فرجر» السفير الهولندى بمصر، حيث تم تمويل هذا المشروع من قبل مفوضية الاتحاد الأوروبى بمصر بالتعاون مع سفارة المملكة الهولندية فى القاهرة. وقال الدكتور ممدوح الدماطى وزير الآثار، إن أهالى قرافة المماليك هم شركاء فى تنمية وتطوير المنطقة والحفاظ عليها، أما السفير الهولندى فأشار إلى سعادته بافتتاح حوض السلطان قايتباى أمام الحرفيين والأهالى، ليكون مركزا ساطعا للحرف وللتراث فى مصر. وأكد وزير الآثار، على أهمية ذلك الحوض، الذى يعتبر واحدا من أهم الآثار الإسلامية الموجودة بمنطقة القرافة، التى تحتوى على عدد من المبانى التراثية الفريدة ذات القيمة التاريخية. وقد قدمت حفل الافتتاح فرقة فولكلورية تمثل شخصية السلطان قايتباى ونوابه ومساعديه، وعُرض فيلم وثائقى عن تاريخ المكان والحوض، وكان أبطال الفيلم من حرفيى المنطقة، فضلا عن تكريم بعض الشخصيات الذين حافظوا على المكان الأثرى، ثم أقيمت أمسية ثقافية وفنية على هامش الافتتاح. يذكر أن هذا الحوض والذى يرجع للعصر المملوكى، قد بناه الأشرف أبوالنصر قايتباى المحمودى، والذى تولى حكم مصر من عام 1468 ميلادية وحتى عام 1495 ميلادية، ويقع بالجهة الشمالية الشرقية من مدرسته بقرافة المماليك، وهو عبارة عن سبيل كبير.