- أهالى بلدة خزاعة يعيشون فى كرافانات صغيرة فى انتظار طويل لإعادة بناء المنازل المدمرة.. ومسنة غزاوية: لم يتبق شيئا من بيتى «أرقام وثمانية أحرف باللون الأزرق تشير إلى كومة ضخمة من الخرسانة والحطام والأنقاض لمنزل مكون من 6 طوابق فى بلدة خزاعة الحدودية القريبة من مدينة خان يونس، كان يقطنه نحو 32 فردا ينتمون لعائلة واحدة»، بتلك العبارة رسم تقرير لصحيفة الأندبندنت البريطانية، أمس، الواقع المأساوى لأهالى غزة الذين دمُرت منازلهم بفعل القصف الإسرائيلى خلال الحرب الأخيرة على القطاع، التى بدأت 8 يوليو الماضى، واستمرت 50 يوما، مخلفة 2000 قتيل فلسطينى ودمارا كبيرا. إندبندنت قالت إن «وجود تلك الأرقام والحروف على حطام المنازل يجسد محاولة من السلطات الفلسطينية للإشارة لملكية الأرض فى أنحاء قطاع غزة فى ظل استبعاد اعادة بنائها» فى الوقت الراهن. ولفتت الصحيفة إلى أن «أهالى (بلدة) خزاعة (بغزة) يعيشون فى كرافانات مكونة من غرفتين أو ثلاث غرف صغيرة، يعلوها أسطح متعرجة، فضلا عن وجود 27 منزلا مؤقتا، يضم كل منزل نحو 10 أشخاص، ويتعرضون لمعاناة من الحرارة الشديدة فى الصيف، فضلا عن البرد القارس الذى تعرضوا له فى الشتاء الماضى، جراء موجة الصقيع غير المسبوقة التى ضربت الشرق الأوسط». وفى مقابلة للصحيفة مع سيدة فلسطينية تدعى فضة النجارى (63 عاما) وسط حطام منزلها، قائلة: «كان هذا بيتى»، مشيرة إلى موضع الاريكة والسجاد وبعض الأشياء المحاصرة تحت الأنقاض. وأضافت النجارى: «لقد كانت بلدة خزاعة تحيا فى سلام قبل اندلاع الحرب، ولم تطلق أى صواريخ على إسرائيل من المنطقة». وروت النجارى للصحيفة أنه مع اندلاع الحرب التى وصفتها ب«الكارثة»، اضطرت لمغادرة منزلها والتوجه إلى الملجأ، وفور عودتها أرادت التحقق من أن كل شىء على ما يرام، غير أنها وجدت أنه «لم يتبق أى شىء». وتابعت النجارى والدموع تملأ عينها: «لقد عشت فى خزاعة طيلة 42 عاما، وفقدت أحد أبنائى فى الحرب بعد رفضه مغادرة البلدة». ومضت قائلة: «إسرائيل هى من فعلت بنا ذلك، ولكن يجب على حكومتنا أن تفعل شيئا حيال الطريقة التى نعيش بها الآن». إندبندنت قالت إن «نحو 18 ألف منزل على الأقل تم تدميره أو أصيب بأضرار بالغة خلال الحرب»، وفقا لتقرير الأممالمتحدة. ونقلت الصحيفة عن مجموعة «جيشا» الإسرائيلية الحقوقية، التى تدافع عن حقوق المدنيين فى غزة، قولها إن «هناك حاجة إلى نحو 5 ملايين طن من مواد البناء لإعادة الاعمار».