البورصة قدمت تمويلًا ب100 مليار جنيه للشركات فى 10 سنوات فقط.. ومازال البعض يسأل عن أهميتها تستهدف البورصة جذب 3 إلى 4 أطروحات عامة أولية جديدة فى النصف الثانى من عام 2015، بحسب محمد عمران رئيس البورصة فى مقابلة صحفية بالأمس مع وكالة رويترز. «لدينا 3 طروحات أولية مليارية فى النصف الأول من هذا العام وهى أوراسكوم للإنشاء وإيديتا وإعمار، وفى النصف الثانى نستهدف ما بين ثلاث وأربع طروحات أولية ما بين متوسطة وكبيرة، أهم هدف لى هذا العام خلق سيولة جديدة بالسوق وقيد شركات جديدة»، أضاف عمران. وطرحت أوراسكوم للإنشاء المملوكة لناصف ساويرس 11 % من أسهمها فى بورصة مصر خلال مارس لتجمع 1.4 مليار جنيه، بينما طرحت إيديتا الغذائية 30 % من أسهمها فى ابريل بنحو مليارى جنيه. وقال عمران إن «إعمار» تنتظر عدم ممانعة الرقابة المالية على القيمة العادلة للسهم فى الطرح. وتعتزم إعمار مصر التابعة لإعمار العقارية أكبر شركات التطوير العقارى المدرجة بالإمارات طرح 13% من أسهمها فى مصر خلال يونيو لجمع أكثر من مليارى جنيه. ويسعى عدد من الشركات لعمل طروحات أولية فى بورصة مصر خلال النصف الثانى، لتمويل الخطط المستقبلية لها، ومن هذه الشركات دومتى وبلتون كابيتال التابعة لبلتون المالية بجانب شركة النيل للسكر التابعة للملياردير نجيب ساويرس. وتتطلع كل من دومتى وبلتون كابيتال لجمع ما لا يقل عن مليار جنيه من سوق المال. وأوضح عمران أن البورصة قامت بقيد نحو 7 شركات منذ بداية العام وحتى الآن، متوقعا قيد أكثر من 13 شركة فى المجمل خلال العام الحالى، «شهية العرض ستزيد بالسوق بعد تأجيل ضريبة الأرباح الرأسمالية، وتكلفة الطرح الآن أرخص بعد تأجيل الضريبة». وقد أعلنت الحكومة فى مايو الماضى عن تأجيل تطبيق ضريبة الأرباح الرأسمالية التى تم فرضها فى يوليو 2014 على معاملات البورصة. وجاء تأجيل تطبيق الضريبة لمدة عامين بعد أن تسببت فى إلحاق خسائر كبيرة بالبورصة وسعيا لتحفيز الاستثمار فى بلد شهد اضطرابات اقتصادية وسياسة لأكثر من أربع سنوات. وأضاف عمران الذى كان يتحدث بنبرة تحمل الثقة فى استعادة السوق لسيولتها خلال الفترة المقبلة «يوجد تحفيز الآن بعد تأجيل الضريبة. هذا هو الوقت المناسب لمن يريد عمل طروحات فى السوق بجانب أن المستثمر لن يتعامل مع مصلحة الضرائب فى ضريبة التوزيعات النقدية لأنها ستخصم من المنبع وهذا سيزيل حاجزا نفسيا كبيرا لديه من التعامل مع مصلحة الضرائب». وتخضع التوزيعات النقدية فى البورصة المصرية لضريبة بنسبة 10 %. وقال عمران «اتفقنا مع الهيئة (الرقابة المالية) على تخفيض رسوم القيد، والهيئة أرسلت بالفعل التعديل المطلوب للحكومة. سنضيف فى التعديل كلمة بحد أقصى 2% وبما لا يزيد على 500 ألف جنيه حتى نتمكن فيما بعد من عمل شرائح متدرجة. وأتوقع أن يتم التعديل خلال هذا العام». وتدفع الشركات المقيدة فى بورصة مصر حاليا رسوما سنوية بنسبة 2% من رأسمالها المدفوع بما لا يزيد على 500 ألف جنيه. وأضاف عمران أن هناك 33 شركة مقيدة بالبورصة وليس عليها تداول بسبب نسبة التداول الحر أو لأن عدد مساهميها قليل جدا ولذا «قمنا بدعوة نحو 17 شركة خلال الاسبوع الثالث من مايو وشرحنا لها كيفية التوافق مع قواعد القيد وباقى الشركات سنجتمع بها الاسبوع المقبل. «الهدف هو زيادة السيولة الموجودة فى السوق وتشجيع الشركات على الطرح. من غير المعقول أن تستمر الشركات فى السوق بدون طرح لأسهمها». ورغم أن مصر قيدت نحو 13 شركة فى السوق خلال عام 2014 إلا أن معظم هذه الشركات لم تطرح بعد أسهمها فى السوق أمام المستثمرين. وذكرت وسائل اعلام فى مايو أن شركة ام.اس.سى.آى لمؤشرات الأسواق حذرت بورصة مصر من شطب مؤشرها من مؤشرات الأسواق الناشئة. لكن عمران قال «ام.اس.سى.آى» لم ترسل لنا أى شىء على الاطلاق بشأن خروج مؤشر البورصة من الأسواق الناشئة أو غيره. ام.اس.سى.آى لا تخاطب أى بورصات، نحن نرى القرارات مثل أى شخص آخر». وقامت ام.اس.سى.آى باستبعاد سهم المصرية للاتصالات من مؤشرها للأسواق الناشئة فى مايو الماضى. وعن موعد تطبيق آلية الشراء والبيع فى اليوم التالى والتى تسمى T+1 قال عمران إننا ننتظر قرارا من هيئة الرقابة المالية خلال يونيو الجارى لتفعيل هذه الآلية. وهذه الآلية ستكون اختيارية لمستثمرى بورصة مصر لتعجيل التسوية الورقية فى اليوم التالى لعملية الشراء، ويرى بعض المستثمرين أنها ستعمل على زيادة السيولة بالسوق. وستكون هذه ثانى الأدوات الاستثمارية التى يتم اضافتها لبورصة مصر هذا العام بعد اضافة آلية تداول وثائق صناديق الاستثمار فى يناير الماضى. وقال عمران إن البورصة ستعقد مؤتمرا تحت عنوان «الاستثمار فى البورصة المصرية» فى التاسع من يونيو للتأكيد على أن الحكومة تعتمد بشكل كبير على البورصة كمنصة للتمويل سواء لشركات القطاع الخاص أو للشركات الحكومية. وأوضح أن الهدف من مؤتمر الاستثمار فى البورصة هو محاولة تغيير الصورة النمطية عند البعض بأن البورصة عبارة عن مكسب وخسارة فقط. وأضاف «نحاول أن نقول لرجل الشارع العادى إن البورصة لها دور كبير فى دعم العملية الاقتصادية والنمو بالبلاد». «مش قادر أتخيل إننا فى 2015 ولسه فيه بعض الناس بتجادل هل البورصة مهمة أم لا؟ ولو قفلناها ايه اللى يحصل يعني؟ سؤال لا يمكن سؤاله من الأساس؟ البورصة خلال العشر سنوات الماضية قدمت تمويل 100 مليار جنيه للشركات».