استهداف «داعش» لأحد المساجد التابعة للشيعية شرق المملكة العربية السعودية جعلها على أبواب صراع طائفى، يشبه ما آل إليه الحال فى العراق فى وقت سابق، بتفجير مساجد للسنة والشيعة كما وصف بعض الخبراء. فيما يرى بعض الخبراء الآخرين أن التمدد الداعشى فى البلدان العربية جاء برعاية أمريكية لترويج سوق السلاح، وأن استهداف "داعش" لمساجد الشيعة جاء لدرايتها الكاملة بأن هناك كتلة شيعية سعودية تعاني من التمييز السياسي والإعلامي والاجتماعي داخل المملكة محمد سعيد إدريس: داعش تعلم أن نقطة ضعف المملكة السعودية هي "الصراع الطائفي" قال الدكتور محمد سعيد إدريس، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن السعودية ليست بمنأى عن "داعش" مثل بقية الدول العربية ومنها مصر، ويجب عليها أن تعطي أولوية للحرب على الإرهاب المتمثل في داعش والقاعدة. وأشار إدريس في تصريحات لبوابة الشروق إلى أن داعش متمركزة في معظم البلدان في سورياوالعراق وعلى مساحات كبيرة في الشام ومصر وليبيا، بالإضافة إلى السعودية التي تعلم جيدا كيف توجه لها ضربة قاتلة عن طريق استفزاز الشيعة داخل الأراضي السعودية. يحذر إدريس من أن داعش تحاول خلق ما وصفه ب "صراع طائفي" داخل المملكة السعودية، الذي يتواجد بالفعل كناتج طبيعي للفكر السلفي المتطرف النابع من داخل السعودية ومثلها عدد من الدول العربية، ويجب أن تتخذ المملكة سياسات وإجراءات تحفظ الوحدة الوطنية في السعودية، ومنع الإعلام السعودي من خوض حرب شيعية طائفية قد تؤدي إلى الصراع المذهبي وتقسيم المملكة. يؤكد الخبير السياسي والاستراتيجي أن داعش تعلم جيدا أن هناك كتلة شيعية سعودية تعاني من التمييز السياسي والإعلامي والاجتماعي داخل المملكة، والحرب التي يخوضها الإعلام السعودي مع إيران من منطلق الصراع المذهبي تضع الشيعة داخل السعودية تحت أزمة التمييز، وبالرغم من أن هذا الضغط سبب قوي وطبيعي لانفجار الشيعة إلا أنه لم يحدث حتى الآن "لحسن الحظ"، وإذا لم تتخذ المملكة إجراءات تطمئن الشيعة على أنهم مواطنون على قدم المساواة مع السنة وأن المذاهب تتكامل ولا تتنافر فسوف تضع نفسها في موقف صعب. أمين عام مجمع البحوث الإسلامية: ندين استهداف الشيعة بالمملكة.. والصراع الآن تحول إلى مذهبي أدان الدكتور محى الدين عفيفى أمين عام مجمع البحوث الإسلامية الحادث الإرهابي الذى استهدف أحد المساجد ببلدة القديح في محافظة القطيف، جراء عملية انتحارية، أثناء أداء صلاة الجمعة اليوم، مشددا على أن الحفاظ على النفس البشرية يعتبر من أهم مقاصد الشريعة الإسلامية. وشدد أمين عام مجمع البحوث الإسلامية فى تصريحات ل"الشروق" على ضرورة تصحيح فهم الدين فى جميع بلدان العالم ولم نقصد دولة بعينها، وضرورة النظر فى مستجدات ومشكلات العصر التى تحتاج إلى معالجة فى ضوء نصوص الإسلام، وهو يعتبر مطلب إسلامي فى كل زمان ومكان. وقال عفيفى "نحن نحتاج إلى تجديد التعامل مع النصوص الشرعية بما يخدم القضايا التى نعيشها، خاصة أننا نعيش مرحلة انتشار للفكر المتشدد والجماعات الإرهابية المتطرفة التى تحاول نشر أفكارها باسم الدين، فنحن بحاجة إلى إبراز سماحة الإسلام بعيدا عن العصبية والغلو". وأضاف أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، أن ما نشهده الآن من تطرف وإرهاب انعكاس لما تشهده الساحة الإقليمية وما تشهده عدد من البلدان العربية مثل سورياوالعراق واليمن ولبنان بالإضافة إلى محاولات ضرب الشيعة للأزهر فى مصر، فالصراع الآن تحول إلى صراع مذهبى. وأشار إلى أن التشدد والغلو ليس بجديد على الأمة الإسلامية وظهر منذ عهد النبى صلى الله عليه وسلم، فلابد من رصد المسألة رصدا دقيقا للقضاء على التطرف والغلو. اللواء محمد نور الدين: السعودية فى طريقها لتصبح العراق 2.. وأمريكا هى من تدير الإرهاب قال اللواء محمد نور الدين، الخبير الأمنى، إن أمريكا تسعى إلى انتشار الإرهاب فى المنطقة لرواج سوق السلاح والسيطرة على أموال النفط، وبدأت مخططها مع المملكة العربية السعودية بتعزيز الحوثيين فى اليمن، والآن تسعى إلى انتشار الفتنة فى المنطقة الشرقية بين السنة والشيعة لمحاصرتها من كافة الجوانب. وأضاف نور الدين فى تصريح ل"الشروق" أن ما تشهده السعودية الآن بداية لخطوة نحو مصير العراق، من فتنة طائفية بين السنة والشيعة بدأت بتفجير مسجد شيعى، ويخلفها تفجيرات أخرى لمساجد سنة إن لم يتم السيطرة على الأمر. وأشار نور الدين إلى أن المملكة العربية السعودية تفتقر إلى الخبرات فى محاربة الإرهاب حتى وإن امتلكو السلاح، موضحا أن عودة بعض أبناء المملكة مرة أخرى بعد أن أمضوا وقت فى صفوف "داعش" يمثل مؤشر خطير ويجب التعامل فى هذا الأمر بكل حذر. وناشد اللواء محمد نور المملكة العربية السعودية بضرور الاستفادة من خبرات الجانب المصرى فى محاربة الإرهاب، خاصة أن الأمن المصرى لديه خبرات لسنوات طويلة فى محاربة الإرهاب.