- «أخطر رجل فى العالم» ليس اختراعًا.. والبرامج الساخرة تيمة عالمية - برنامجى يقدم نقدًا لسلبيات المجتمع ويسعى لرسم البسمة داخل البيت المصرى - الاتجاه للتمثيل خارج حساباتى.. وما أقدمه مجرد أداء اسكتشات كوميدية فاجأ الإعلامى معتز الدمرداش جمهوره بنقلة كبيرة فى أدائه على الشاشة، من مذيع التوك شو الجاد الذى يناقش امور السياسة والاقتصاد والثقافة والفن، إلى التمثيل الكوميدى والأداء الساخر، الفكرة تقبلها البعض ورآها تجديدا وابتكارا، ورفضها البعض الآخر ووصفوها بالسير فى ركاب برامج الهزل، واعتبروها استنساخا لتجارب آخرين، وبين هذا وذاك يرى معتز فى هذا الجدل مقياس نجاح، ويؤكد ان «اخطر رجل فى العالم» نقلة نوعية على شاشة البرامج المصرية. • سألته.. هناك تساؤل يطرحه الجميع منذ انطلاق عرض برنامجك «اخطر رجل فى العالم»، كيف حدث هذا التحول من قراءة النشرة الإخبارية وتقديم البرامج السياسية إلى برنامج كوميدى؟ أجاب «أخطر رجل فى العالم» يبدو فى ظاهره برنامجا خفيفا، ولكن الحقيقة هو برنامج يحمل قدرا كبيرا من النقد الاجتماعى والسياسى، ومن وجهة نظرى فإن السياسة تبدأ من الموضوعات البسيطة التى تهم المواطن وعلاقته بالحكومة والبرلمان وغيرهما من مؤسسات الدولة، وفى البرنامج نقدم كل هذا من خلال إطار كوميدى خفيف. • ولكن كيف جاء هذا التحول فى شكل ما تقدمه ؟ بطبيعتى ارى ان التجارب كلها تخضع لنظرية التطور، وان التطوير فى العمل الاعلامى ليس له قوانين ثابتة، وخلال رحلتى بالإعلام قدمت اشياء غير السياسة، فمسيرتى ليست كلها توك شو وقضايا سياسية، واتجاهى اليوم لهذا الشكل من البرامج جاء فى إطار اتفاق مع إدارة MBC التى احترم وجهة نظرها، واراهن عليها، ارادت تقديمى على الشاشة بشكل جديد يختلف عن برامج الاحداث الجارية المتعارف على تسميتها بالتوك شو، واتفقنا على هذا الشكل الذى ظهر به البرنامج، وكنا من البداية كفريق عمل نريد ان يكون البرنامج مختلفا من خلال هذا «الفورم» الذى يعد جديدا على المشاهد، وجديدا على انا شخصيا. • وكيف تقيم تجربتك مع «اخطر رجل فى العالم» ؟. مازلنا فى البداية والبرنامج لم يأخذ الوقت الكافى لتقييمه كتجربة إعلامية متكاملة، ولكن هناك آليات علمية تكون هى المعيار لنجاح التجربة من عدمه، وهى الخاصة بالدراسات وبحوث المشاهدين، ومن خلال ما اتابعه من ردود افعال للبرنامج اشعر بأنه له أثر لدى المتلقى، ونحن كفريق عمل نعرف من البداية ان البرنامج سوف يثير ردود افعال مختلفة، وان هناك من سيقبل هذا الشكل الجديد، ومن سيرفضه أو يختلف معه أو حتى يشتمه، وهذا امر طبيعى لأنه لا يمكن ان يتفق الناس كلها على شىء واحد، ومن ردود الافعال التى تصلنى عن البرنامج من جهات مختلفة تؤكد أننا نقدم شيئا مختلفا عن السائد على الشاشة، وهذا الاختلاف فى حد ذاته نجاح، لأننا نضيف للشاشة العربية لونا جديدا من البرامج حتى لو لم يكن المشاهد معتادا على هذه النوعية من البرامج. • وكيف استقبلت حالة المقارنة بين«اخطر رجل فى العالم» ببرنامج باسم يوسف؟ فورمات برنامجى تختلف تماما عن برنامج باسم يوسف، واعتقد انه ليس من المنطقى ان يقارن متخصصون بين البرنامجين، اعرف ان الجمهور العادى سيعقد تلك المقارنات خاصة وان الجمهور المصرى تعرف على هذه النوعية من البرامج على يد باسم يوسف وبرنامجه، ولكن البرامج الساخرة تيمة متعارف عليها على شاشات التليفزيون العالمية، وباسم يوسف نفسه كان يقلد الاعلامى الساخر جون استيورت، ولكن لم يقل احد انه يقلد برنامجا امريكيا. ودعنى اقول إن الفارق كبير بين البرنامجين، وان سخرية باسم يوسف اعتمدت بشكل كبير على الإيحاءات، وألفاظ لا اقدمها فى برنامجى، لأنها لا تتفق مع شخصيتى أو فكرة البرنامج الذى أتوجه به لكل افراد الأسرة المصرية. «اخطر رجل فى العالم» يتضمن عدة فقرات، ومنها الاسكتش الذى اقوم من خلاله باستدعاء مشاهد من الافلام القديمة، والتى نشعر جميعا بحنين اليها، ولكننا هنا نوظفها لخدمة الفكرة التى تقوم عليها الحلقة، وهى بالمناسبة فقرة تأخذ منا مجهودا كبيرا سواء فى الكتابة أو التصوير، كما اننا نقدم فى كل حلقة فقرة نستضيف فيها مجموعة من الضيوف لمناقشة موضوع الحلقة، وطبيعة الحوار فيها مع اكثر من ضيف من النجوم والمتخصصين بالتأكيد تختلف عن حوار باسم مع ضيوفه، وفى المجمل استطيع ان اقول إن طريقة التناول عندى تختلف عن برنامج البرنامج. • وما ردك على هجوم مجدى الجلاد على برنامجك، ووصفه ل «اخطر رجل فى العالم» بأنه برنامج «هلس» واستنساخ من برامج اخرى؟ اى شخص يقول رأيا فكلامه يحترم، وعندما يصف مجدى الجلاد وهو كاتب له وزنه البرنامج بأنه «هلس» فهذا رأيه ويحترم، ومثل هذه الانتقادات امر وارد فى كل الاحوال، ومن وجهة نظرى تصب فى التجربة وتضيف اليها، ولكن احب ان اوضح هنا بأن البرنامج يقدم نقدا للمجتمع، وهو ما يضعه فى معسكر المعارضة لكل ما هو سلبى بمجتمعاتنا، ومن خلال هذا القالب الساخر نقدم معارضة ايجابية تسعى للإصلاح. اما إذا وقفنا عند اختيار هذا الفورم الساخر، وقلنا انه استنساخ من آخرين فإننا سنتوقف ولن نقدم أى جديد، خاصة وان افكار البرامج فى العالم كله محدودة، وان كل البرامج التى نشاهدها على الشاشة لها اصول واشباه فى كل مكان، ومن هنا اقول للإعلاميين تعالوا نجتهد ونقدم إعلاما محترما وبناء، ونحاول ان نقدم لمجتمعنا طاقة امل، ونحاول ان نرسم بسمة مدروسة بعناية. • نقدك لزملائك المذيعين فى بعض حلقات البرنامج يراه البعض جر شكل بين الإعلاميين، فما ردك على هذا؟ بالمناسبة كل المذيعين زملائى واصدقائى، والعلاقة بيننا جيدة للغاية، وانا عندما اقدم شيئا فيه سخرية تنال من برامجهم انا لا انتقدهم، ولكنى اسخر من الموضوع واطن انهم متفهمون تماما لهذا، ويعلمون اننا نقدم شكلا مختلفا بهذه الروح الساخرة، ولا اعتقد ان هناك أى زعل من البرنامج، لأننا نعمل فى اطار النقد المباح. • اختيارك لدور والدك الفنان نور الدمرداش بفيلم «صغيرة على الحب» هل كان الغرض منه تقريب فكرة خوضك تجربة التمثيل امام المشاهد الذى يراك دائما فى صورة المذيع؟ هى الصدفة وحدها التى جعلت «صغيرة على الحب» فى اولى الحلقات، ولم يكن لدينا أى فكرة بشأن هذا التقريب بينى وبين فن التمثيل، خاصة واننى لا امثل بشكل محترف، ولكنى أقدم اسكتشا يقدم للقضية التى سنطرحها بالحلقة، باعتبار ان هذا يقرب المشاهد من الموضع. • وكيف كان انطباع ماما كريمة فى ادائك كممثل؟ ماما كريمة تتابع البرنامج وتشجعنى دائما، كعادتها فى كل ما اقوم به، واذكر هنا اننى بعد اول يوم تصوير والخضوع تحت عمليات الماكياج لساعات طويلة، وتصوير المشهد اكثر من مرة، عدت للمنزل وقلت لها: «اكتشفت النهارده بس قد ايه انتوا بتتعبوا فى شغلكم قوى»، وده لأنى عرفت ان الموضوع طلع صعب جدا ومش زى ما الناس فاكرة انه مشهد امام الكاميرا وخلاص. • وهل يكون البرنامج مقدمة لتحول آخر تجاه التمثيل؟ حاليا فكرة التمثيل مش موجودة، وأنا لا احب ان اتخذ قرارا فى شىء مش موجود، لكن من الممكن أن أتلقى عرضا لدور أراه مناسبا لى، واقدمه فى عمل درامى أو فيلم سينمائى، وساعتها يمكن اوافق، بس فى النهاية انا ارى نفسى كإعلامى، وعمرى ما هكون زى عمر الشريف، وذهابى للتمثيل سيكون بمثابة تجربة. • وبعد التحاقك بمقدمى البرامج الساخرة كيف ترى تجارب اكرم حسنى فى «ابوحفيظة» واحمد ادم ب«بنى ادم شو»، وهانى رمزى فى «اليلة مع هاني»؟ ارى اننا بحاجة لهذه النوعية من البرامج التى ترسم البسمة داخل البيت المصرى، ووجودها على اكثر من قناة يؤكد انها مطلوبة من المشاهدين، وارى ان اكرم حسنى يحقق مشاهدة جيدة، ويقدم حالة لطيفة على الشاشة، كذلك أحمد ادم يقدم النقد السياسى فى قالب ساخر، وايضا استطاع هانى ان يقدم برنامجا ناجحا، واعتقد ان هذا النجاح سيفتح المجال امام هذه النوعية من البرامج.