السعودية تدرس خيارات من أجل التحرك لإنهاء الأزمة الليبية خوفا من تداعياتها كشف دبلوماسيون متابعون للملف الليبى ومن بينهم معاونون للمبعوث الدولى لليبيا برناردينو ليون عن جهود أوروبية تستهدف تقريب وجهات النظر بين القاهرةوالجزائر بشأن الملف الليبى باعتبار هذا الأمر ضروريا لتمهيد الطريق أمام أى تسوية سياسية للصراع الدائر فى ليبيا. وقالت مصادر إن إيطاليا هى التى تقود جهود التقارب بين مصر والجزائر لتفادى استمرار دعم الجماعات المتصارعة فى ليبيا مما يعرقل فرص الحل. ويقول دبلوماسى مصرى: هناك خلاف فى جهات النظر مع الجزائر يصعب تجاوزه حاليا حول سبل التعامل مع ليبيا، مضيفا أن هذا الخلاف لا يصل إلى حد الصراع ولا النزاع. وبحسب مصادر الشروق فإن ايطاليا تنظر فى امكانية استضافة اجتماع قريب لوزيرى الخارجية المصرى والجزائرى للنظر فى امر دعم مقترحات ليون بما يؤدى للتحرك قدما على الارض. وتضيف المصادر أن اعتراض الجزائر على ما ترى أنه «إعلان القاهرة دعم صياغات ليون السياسية للحل فى ليبيا خلال الاجتماعات بينما هى فى الواقع تدعم القائد العسكرى الليبى خليفة حفتر عسكريا وسياسيا وماليا آملة ان يدحر الاسلاميين على الارض». ويقول دبلوماسى جزائرى: «المشكلة التى نراها مع كل الاحترام للاشقاء فى مصر ان هناك فى القاهرة من يتصور انه يمكن استنساخ التجربة المصرية التى أقصت الاسلاميين عن معادلة الحكم.. هذا التفكير بحسب رأينا يتجاوز خلافات لا ينبغى اهمالها ابدا حول الاختلافات الكبيرة فى الحالتين الليبية والمصرية من حيث حال مؤسسات الدولة ومزاج الشعبين ودور مؤسسات العالم المختلفة»، وقال دبلوماسيون غربيون إنه من الممكن الحديث عن تقليص نصيب الاسلاميين فى ليبيا من حكومة ائتلافية قادمة تنهى الصراع ولكن لا يمكن الغاؤهم تماما أو الاكتفاء بمن يقدمون أنفسهم باعتبارهم إسلاميين بينما هم من بقايا نظام معمر القذافى بحسب الدبلوماسيين. ويقول دبلوماسى غربى التقى ليون أخيرا ان المبعوث الدولى تمكن من تقديم صياغة سياسية تشمل وجود مكون اسلامى محدود فى الحكومة المقبلة. يأتى ذلك فيما قال مصدر سياسى غربى فى القاهرة ان السعودية تجرى اتصالات موسعة مع عدد من الشخصيات المعنية بالشأن الليبيى والخبيرة فيه بغرض طرح افكار «أو بالاحرى خطوط عريضة لمسودة تحرك» إزاء الوضع فى ليبيا. وبحسب المصدر فان الرياض تجرى هذه المشاورات بصورة غير رسمية حيث استقبلت مؤخرا شخصية مغربية دبلوماسية سابقة لها خبرة واسعة واتصالات بالقبائل الليبية «كما تجرى اتصالات بمعاهد غربية متخصصة فى فض النزاعات بغرض استطلاع الرأى حول آفاق التوصل لتهدئة فى ليبيا». المشاورات السعودية بحسب ذات المصدر تجرى بالتنسيق مع كل من الدوحة وانقرة بوصفهما «على الاقل من وجهة نظر الرياض قادرتين على التأثير على الوضع على الارض فى ليبيا من خلال استخدام نفوذهما المباشر هناك».المشاورات السعودية ايضا وفقا للمصدر تتم بالاخذ فى الاعتبار ضرورة إشراك جماعات الاسلام السياسى فى أى معادلة قادمة للحكم.