صرح مصدر دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى، بأن جمهورية التشيك حاولت إطلاق محادثات بين النظام السوري والإدارة الأمريكية لكنها لم تُحرز نتائج تُذكر. وأشار المصدر- وفق ما نقلته وكالة أنباء آكي الإيطالية- إلى أنها تلعب الآن دور الوسيط فقط في موضوع المختطفين الأمريكيين في سوريا وفي تنسيق الشؤون القنصلية بين الطرفين. وقال المصدر، إن دولة التشيك، وهي الدولة التي لا يزال لها تمثيلا دبلوماسيا في سوريا وأوكلت لها عملية تمثيل المصالح الأمريكية في دمشق "عملت لجمع مسؤولين الطرفين لبحث قضايا أمنية وسياسية، لكن الإدارة الأمريكية لم توافق على محادثات مفتوحة، واقتصرت تحركاتها على قضايا قنصلية وجمع معلومات عن مواطنين أمريكيين مختفين في سوريا، ولم يظهر هناك أي نوع من المرونة في الموقف الأمريكي تجاه النظام السوري". وأضاف المصدر، أن "دولة التشيك حاولت لعب دور الوسيط لتحسين العلاقات بين النظام السوري والإدارة الأمريكية، ونجحت مرة واحدة في تأمين لقاء في براغ بين مسؤول أمريكي وآخر سوري، في محاولة منها لعودة العلاقات بين الطرفين، لكنها فشلت، ولم يوافق الأمريكيون على بحث أي تعاون سياسي أو أمني مع النظام، وشددوا على أن التعاون ممكن فقط من أجل التنسيق في بعض المسائل القنصلية، وحول أمريكي مختطف في سوريا بيد قوات موالية للنظام، وبعض الرعايا الأمريكيين المختفين داخل سورية"، في إشارة إلى الصحفي الأمريكي أوستن تايس الذي خدم في البحرية الأمريكية قبل امتهانه للصحافة والذي تُشير المعلومات إلى أن مليشيات تابعة للنظام اختطفته في داريا قرب دمشق عام2012. وتتّهم المعارضة السورية النظام السوري باللجوء إلى اختطاف أمريكيين وأوربيين للمقايضة بهم سياسياً ودفع الولاياتالمتحدة وأوربا للتعاون والتنسيق معه ووقف المقاطعة والعقوبات المفروضة عليه. وتابع المصدر، "صحيح أن هناك بعض الأصوات الأمريكية لا ترى مشكلة في إعادة العلاقة مع النظام السوري ولا تمانع بدور للأسد في المرحلة الانتقالية، لكن هذا التوجّه يلقى معارضة كبيرة من غالبية المسؤولين الأمريكيين وصنّاع القرار، وبالمقابل ترى الشريحة العظمى من المسؤولين الأمريكيين أن الأسد لن يرحل دون تدخل عسكري مباشر أو تسليح نوعي مباشر"، حسب وصفه.