أحيى الفلسطينيون في قطاع غزة والضفة الغربية والشتات الذكرى التاسعة والثلاثين ل«يوم الأرض» الذي يصادف الثلاثين من مارس كل عام. وأكدت جماهير الشعب الفلسطيني تمسكها بالأرض والثوابت الوطنية والوقوف في وجه الاحتلال الإسرائيلي والاستيطان والتهويد، مطالبة بمحاكمة قادة إسرائيل كمجرمي حرب وتفعيل المقاومة لإنهاء الاحتلال. ففي قطاع غزة، نظمت القوى الوطنية والإسلامية مسيرة مشتركة إحياء للذكرى ال39 ليوم الأرض بمشاركة قادة وممثلين عن الفصائل الفلسطينية. ورفع المشاركون في المسيرة التي انطلقت من مفترق السرايا وحتى ساحة الجندي المجهول وسط مدينة غزة ، لافتات تؤكد تمسكهم بالأرض وعدم المساومة عليها، حملت عبارات «التمسك بالأرض سلاح شرعي لأصحاب الأرض»، «فليرحل العابرون» و«لن نساوم على ذرة تراب من أرض فلسطين». وأكدت القوى الوطنية في بيان وزعته خلال المسيرة ضرورة طرد الاحتلال وملاحقته في المحافل الدولية وتقديم مجرمي الحرب الاسرائيليين للمحاكمة، مطالبةً المجتمع الدولي بالتدخل والضغط على سلطات الاحتلال لوقف جرائمه بحق أبناء الشعب الفلسطيني، التي ينفذها بحق الأراضي الفلسطينية. ودعت القيادة السياسية إلى مواصلة نضالها والثبات على مواقفها الداعمة للقضية الفلسطينية، مناشدة السلطة الفلسطينية بوقف التنسيق الأمني مع سلطات الاحتلال. وفي الضفة الغربية، أكدت القوى الوطنية والإسلامية استمرار التمسك بمقاومة الشعب الفلسطيني والدفاع عن الأرض أمام الاستيطان الاستعماري ومصادرة ونهب الأراضي وبناء الجدران والحواجز العسكرية ومحاولات فرض الوقائع على الأرض. وشددت في بيان عقب اجتماعها اليوم في رام الله بمناسبة حلول ذكرى «يوم الأرض» على تمسك الشعب الفلسطيني بالأرض وحقوقه وثوابته المتمثلة بحق عودة اللاجئين إلى ديارهم وممتلكاتهم وحق تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. وأكدت على التمسك الحازم باستراتيجية مقاطعة الاحتلال بشكل شامل وفرض العزلة عليه ومحاكمته على جرائمه المستمرة ضد شعبنا مترافقا مع تقديم ملفات محاكمة الاحتلال في الشهر القادم إلى المحكمة الجنائية الدولية وخاصة ملف الاستيطان الاستعماري والحرب الإجرامية على قطاع غزة، وتنفيذ قرارات المجلس المركزي وفي المقدمة تنفيذ قرار التخلص من الالتزامات الأمنية والاقتصادية والاتفاقات السياسية والمضي قدما في مواصلة المساعي والجهود من أجل عقد مؤتمر دولي ينفذ قرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها جلاء الاحتلال عن أراضي الدولة الفلسطينيةالمحتلة بعدوان عام 67 وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس وحق تقرير المصير . ميدانيا، أصيب ظهر اليوم ما لا يقل عن 25 مواطنا بقمع قوات الاحتلال الإسرائيلي لمسيرات يوم الأرض في مناطق متفرقة من أنحاء الضفة الغربيةالمحتلة. وأفاد شهود عيان أن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت بكثافة على المشاركين في المسيرة التي انطلقت في حوارة بنابلس ورشتهم بالفلفل الحار، مما أدى إلى إصابة العشرات منهم، بينهم عضو المجلس التشريعي عن حركة فتح وليد عساف. كما أصيب عدد من الفلسطينيين بالاختناق خلال قمع قوات الاحتلال لمسيرة سلمية في قرية وادي فوكين غرب بيت لحم جنوب الضفة إحياء ليوم الأرض، نظمتها اللجنة التنسيقية لمقاومة الاستيطان ومجلس قروي القرية. ويصادف اليوم ذكرى «يوم الأرض» الذي تعود أحداثه الى الثلاثين من مارس عام 1976 عندما صادرت السلطات الاسرائيلية مساحات شاسعة من الأراضي العربية بهدف تهويد منطقة الجليل «شمال الأراضي المحتلة عام 1948»، وهو ما تسبب بمظاهرات جماهيرية عارمة وإضراب شامل وكان الرد الإسرائيلي على ذلك عنيفا، حيث تدخلت قوات معززة من الجيش مدعومة بالدبابات والمجنزرات إلى القرى الفلسطينية وأعادت احتلالها موقعة ستة شهداء وعشرات الجرحى.