- السلطات ترفض التدخل العسكرى فى اليمن.. ومعارضون ودبلوماسيون يرون موقفها تغريدًا فى سرب إيران تباينت المواقف الرسمية وغير الرسمية فى الجزائر، تجاه عملية «عاصفة الحزم»، التى تقودها السعودية بمشاركة عشر دول عربية وإسلامية، دعما لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادى فى اليمن. وكانت الجزائر قد عارضت رسميا العملية العسكرية، حيث قال وزير خارجيتها رمطان لعمامرة أمس الأول إن بلاده ترفض هذه العملية ولن تشارك فيها. وأكد لعمامرة فى تصريحات صحفية على هامش القمة العربية بشرم الشيخ إن بلاده «تعتبر الحوثيين طرفا أساسيا فى المعادلة السياسية اليمنية»، ودعا إلى التركيز على إجراء الحوار السياسى. وقد لاقت المقاربة الجزائرية ترحيبا من طرف الطبقة السياسية الموالية للسلطة، إذ ثمن رئيس حزب الجبهة الوطنية (الحاكم) جمال بن عبدالسلام موقف بلاده الرافض للمشاركة فى العملية العسكرية التى وصفها ب«التطور الخطير جدا». لكن الموقف الرسمى للجزائر أثار من جهة أخرى انتقادات شديدة من طرف شخصيات وأحزاب سياسية معارضة. ويعتبر الكاتب والحقوقى أنور مالك أن خروج بلاده عن الإجماع العربى فى مواجهة ميليشيات الحوثيين ستكون له «تداعيات سلبية» على مكانة الجزائر عربيا ودوليا. ويعتبر مالك أن تصريحات لعمامرة بأن جيش بلاده يحارب داخل حدودها فقط وأن الحوثيين طرف أساسى فى المعادلة السياسية، «تناقض بشكل صارخ قيم الدولة الجزائرية التى تدعم الشرعية فى كل بلد». واعتبر أن الموقف الرسمى يتماشى مع ما تريده إيران فقط، ويعتقد أن العلاقات التى تربط الجزائر بطهران هى سبب «هذا اللا موقف». ويعتقد أن الدبلوماسية الجزائرية ارتكبت خطأ كبيرا لمّا غردت فى سرب إيران، وهو ما ستكون له تداعيات على مكانة الدولة الجزائرية فى العالمين العربى والإسلامى، حسب الموقع ذاته. من جانبه، أكد الأمين الوطنى للشئون السياسية والاقتصادية فى حركة مجتمع السلم فاروق طيفور دعم هذا التحرك العسكرى إذا كان يساهم فى إعادة الشرعية فى اليمن، ويحافظ على استقراره ووحدته، وإبعاده عن آثار الثورات المضادة. وقال إن القوى الإقليمية تتصارع فى المنطقة عبر الحرب بالوكالة للتحكم فى مخرجات الربيع العربى، «وما يحدث فى اليمن جزء من هذا التدافع». لكنه دعا القوى المتدخلة عسكريا لإرجاع الشرعية فى هذا البلد إلى عدم التخلى عنه مستقبلا كما تخلت عنه سابقا، على حد قوله.