احتل افتتاح الرئيس عبد السيسي المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ، حيزا كبيرا من جهد ونشاط الرئيس خلال الأسبوع الماضي، حيث شارك في الموتمر أكثر حوالي 2000 شخصية من أكثر من 52 دولة في مجالات السياسة والأعمال والاستثمار. وقال الرئيس السيسي، في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية، إن "تحقيق الاستقرار هو حجر أساس لمستقبل اقتصادي مزدهر، ليس فقط لمصر ولكن لكل دول المنطقة.. إن مصر تعمل على تحقيق النمو العادل والمتوازن ليكون بمثابة نموذج يحتذى به في مجال التنمية ومكافحة الإرهاب". الرئيس السيسي في افتتاح المؤتمر الاقتصادي وأشار إلى المحاور التي يرتكز عليها منهج مصر لتحقيق التنمية، موضحا أنها تشمل استعادة استقرار الاقتصاد الكلى للدولة وتحسين بيئة الاستثمار والعمل على جذب الاستثمارات، من خلال تنفيذ حزمة من الإصلاحات التشريعية والمؤسسية المهمة، والتوسع في إقامة المشروعات القومية والخطط القطاعية الطموحة في مختلف المجالات، والتي من شأنها تحقيق التنمية وخلق فرص العمل، وفى ذات الوقت توفير فرص واعدة للمستثمرين. وعلى هامش المؤتمر الاقتصادي، التقى الرئيس السيسي بالعديد من الزعماء وكبار المسؤولين المشاركين في المؤتمر، ومن بينهم ملك البحرين، والعاهل الأردني، وولي العهد السعودي، وزير خارجية الإمارات، ورئيس الصومال، ورئيس جمهورية جزر القمر المتحدة، ونائب رئيس جمهورية غينيا الاستوائية، حيث تم بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات. كما التقى الرئيس، وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، ثم بوفد من الكونجرس الأمريكي برئاسة دانا روراباخر، ووزير المالية الفرنسي، ووزير الصناعة والطاقة والسياحة الإسباني، ووزير خارجية النرويج، ورئيس وزراء إيطاليا، ووزير خارجية المملكة المتحدة، ورئيس المفوضية الأوروبية والممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، وكريستين لاجارد مديرة صندوق النقد الدولي، و رئيس البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير. صورة من لقاءات السيسي في المؤتمر الاقتصادي* والتقى السيسي، رؤساء قبرص ورواندا ومالي، ورئيسي وزراء إثيوبيا وأرمينيا، ونائب المستشارة الألمانية، ووزير الصناعة والتجارة الصيني، وتم التأكيد خلال هذه المقابلات على أهمية مصر كمحور للاستقرار في المنطقة وضرورة تقديم كل الدعم اللازم لها. وناقش الرئيس السيسي، في اجتماع رباعي مغلق عقده على هامش مؤتمر دعم الاقتصاد المصري، ضم كل من العاهل الأردني الملك عبد الله والرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري، تناول سبل استئناف عملية السلام في الشرق الأوسط وتوفير المناخ اللازم لدفع هذه العملية قدماً من أجل التوصل إلى سلام شامل وعادل في المنطقة. لقاء السيسي وكيري وعباس والملك عبد الله وفي اليوم التالي لاختتام المؤتمر الاقتصادي، عقد السيسي اجتماعا حضره إبراهيم محلب رئيس الحكومة والمجموعة الاقتصادية الوزارية، حيث دعا الرئيس إلى استثمار الزخم الذي نتج عن المؤتمر ومتابعة المشروعات الاستثمارية والعقود التي تم توقيعها مع مختلف الدول العربية الشقيقة والدول الأجنبية الصديقة والشروع في تنفيذها دون تأخير، مؤكداً أن هذا الأمر يتطلب القضاء على جميع العوائق البيروقراطية والعمل على تذليل أية عقبات قد تعترض طريق المستثمرين، مع مواصلة العمل على مكافحة الفساد بكافة صوره وأشكاله. ووجَّه الرئيس، بتشكيل مجموعة عمل لمتابعة نتائج المؤتمر والتنسيق بين مختلف الوزارات المعنية، مع موافاته بتقرير أسبوعي عن سير العمل وحجم الإنجاز، مشدداً على ضرورة ضغط الوقت والعمل الدؤوب لإنجاز كل هذه المشروعات في أقصر وقت ممكن للمساهمة في نمو الاقتصاد المصري وتحقيق آمال وطموحات الشعب في التنمية والتقدم. اجتماع الرئيس السيسي مع المجموعة الاقتصادية واستعرض الاجتماع الأوضاع الاقتصادية الداخلية، حيث أكد الرئيس أهمية إيلاء المواطنين محدودي الدخل اهتمام ورعاية خاصة، وضرورة تلبية وتوفير احتياجات المواطنين في السوق المصرية بأسعار مناسبة، وتعزيز دور أجهزة حماية المستهلك لضمان عدم تجاوز الأسعار وتقديم سلع ذات جودة عالية ومواصفات صحية سليمة. وفيما يتعلق بملف النيل، عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي اجتماعا حضره وزراء الخارجية، والموارد المائية والري، والتعاون الدولي، ورئيس المخابرات العامة، و ممثل عن وزارة الدفاع، تم خلال الاجتماع استعراض نتائج مناقشات اللجنة العليا لمياه النيل، والتي تضم خبراء متخصصين يمثلون كافة الوزارات والأجهزة المعنية، بشأن مشروع اتفاق إعلان المبادئ بين مصر وأثيوبيا والسودان حول سد النهضة. ووجه الرئيس السيسي باستمرار قيام اللجنة العليا لمياه النيل واللجنة الفنية المنبثقة عنها بمراجعة مشروع الاتفاق ودراسة كل جوانبه بشكل متكامل، فضلاً عن الإجراءات القانونية اللازمة إزاءه. وفي إطار الاهتمام بالقضايا الأفريقية، أكد الرئيس السيسي على ضرورة التمثيل العادل للقارة الأفريقية في مجلس الأمن الدولي وذلك خلال استقباله سام كاهامبا كوتيسا رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي أشاد بالجهود التي يقوم بها الرئيس لإحلال السلام والاستقرار ودفع عملية التنمية في مصر. صورة لقاء الرئيس السيسي مع سام كاهامبا كوتيسا رئيس للجمعية العامة للأمم المتحدة ومن جانبه أكد الرئيس السيسي اهتمام مصر بصياغة خطة التنمية الجديدة وفقاً لرؤية تشمل كافة الأنشطة التنموية للأمم المتحدة، وبما يراعى شواغل واهتمامات الدول النامية ويلبى احتياجاتها الوطنية. كما عرض رئيس الجمعية العامة الترتيبات الخاصة بعقد قمة لتمويل التنمية في أديس أبابا في شهر يونيو المقبل، فضلاً عن تناوله لقضية تغير المناخ، معرباً عن أمله في التوصل إلى اتفاق خلال مؤتمر الاتفاقية الإطارية الخاصة بتغير المناخ الذي سيعقد خلال شهر ديسمبر القادم. وأجرى الرئيس السيسي، اتصالاً هاتفياً برئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي، أعرب خلاله الرئيس عن خالص شكره وعميق تقديره لحرص رينزى على المشاركة في مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري فى شرم الشيخ، بالإضافة إلى المشاركة المكثفة والفاعلة من جانب الشركات الايطالية، منوها إلى أن ذلك يعكس عمق ومتانة علاقات الصداقة التاريخية التي تجمع بين البلدين. صورة رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي في المؤتمر الاقتصادي وأكد رينزي، وقوف ايطاليا بجانب مصر، مشيراً إلى حرصه على تعزيز التعاون والت نسيق مع مصر فى كل المجالات، ومنوهاً إلى أن البلدين سيمضيان سوياً من أجل تحقيق المصلحة المشتركة للشعبين، وزيادة التواصل والتفاهم بين أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط. ووجه الرئيس الدعوة لرئيس الوزراء الإيطالي لزيارة مصر، وهو ما رحب به رينزي، معرباً عن تطلعه إلى مزيد من التعاون بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية، لتحقيق آمال وطموحات الشعبين الصديقين، بالإضافة إلى تعزيز التشاور والتنسيق في القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وفي أعقاب الهجوم الارهابي على متحف باردو، أجرى الرئيس السيسى اتصالاً هاتفياً بنظيره التونسي الباجي قائد السبسي، أدان فيه بشدة الحادث الذي أسفر عن سقوط ضحايا أبرياء من التونسيين والسائحين الأجانب. وقدم السيسي، باسم شعب وحكومة جمهورية مصر العربية، خالص التعازى والمواساة للرئيس والحكومة والشعب التونسي في ضحايا هذا الحادث الإرهابي الغاشم. وأكد الرئيس خلال الاتصال وقوف مصر، قيادة وحكومة وشعباً، إلى جانب الدولة التونسية ومساندتها الكاملة لكل الجهود التي تبذلها فى حربها ضد التطرف. ولدفع مشروع إقامة العاصمة الإدارية الجديدة، وجه الرئيس السيسي القوات المسلحة بإخلاء الاراضي المخصصة للمشروع للمضي قدما في تنفيذه دون تأخير، مؤكداً ضرورة تنفيذ ذلك في أقرب وقت ممكن ليتسنى البدء في إنجاز المشروع في الموعد المقرر دون تأخير، أخذاً في الاعتبار ما ستحققه تلك العاصمة من تخفيف للضغط والتكدس في القاهرة، وما ستوفره من إمكانات للتوسع العمراني في جوارها الجغرافي لاستيعاب نمو السكان. واستمع الرئيس أيضاً خلال الاجتماع إلى الإجراءات الجاري اتخاذها لتطوير بعض المطارات العسكرية وإعدادها وتجهيزها لتصبح صالحة لاستقبال وإقلاع الطائرات المدنية والتجارية، وذلك للمساهمة في زيادة الطاقة الاستيعابية للطيران المدني في مصر. وشدد الرئيس على أن مرحلة البناء التي تشهدها مصر تتطلب تضافر جهود كل أجهزة ومؤسسات الدولة، ومن بينها القوات المسلحة، التي لا يقتصر دورها الوطنى علي العمليات العسكرية والدفاع عن أرض الوطن، بل يمتد ليشمل المساهمة في دفع عملية التنمية الشاملة. واختتم السيسي، نشاطه الأسبوعي باستقبال الأمير فيصل بن عبد الرحمن بن عبد العزيز آل سعود، الذي قدم التهنئة للرئيس على نجاح مؤتمر دعم وتنمية الاقتصادي المصري، مشيراً إلى أن المملكة العربية السعودية حريصة على نهوض مصر على المستويات كافة، ولاسيما على الصعيد الاقتصادي باِعتباره قاطرة للتنمية الشاملة.. صورة السيسي والأمير فيصل بن عبد الرحمن بن عبد العزيز من جانبه، أعرب الرئيس السيسي عن خالص تقديره وشكره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، مقدراً للمملكة العربية السعودية جهودها الصادقة والدؤوبة لدعم الاقتصاد المصري، ومواقفها المشرفة إزاء مصر والمُسَانِدة للإرادة الحرة لشعبها.