"نفسنا نشوف منتخب مصري للمكفوفين يلعب في كأس العالم" تلك الكلمات كانت ملخصا لحلم امتلكه ثلاثة شباب طالما ارادوا أن يكون للمكفوفين دور حقيقي في المجتمع علي كل المستويات وبالاخص المستوي الرياضي. وهو ما حدث الجمعة الماضية بعد ان نظموا اول مباراة كرة قدم رسمية للمكفوفين حضرها عدد من الشخصيات العامة والرياضية علي رأسها ممثل اتحاد الكرة المصري محمود الشامي بملعب المدارس الألمانية في الدقي "ديو" برعاية شركة جراس روتس سبورتس والسفارة الالمانية. يشير عبدالله عماد، أحد المؤسسين الثلاثة لمبادرة تكوين فريق مصري لكرة القدم للمكفوفين، إن تلك المباراة هي الخطوة الاولي نحو تكوين فريق ينافس محليا ودوليا مضيفا أن الفكرة بدأت عندما وجدوا عدم اهتمام بالمكفوفين رياضيا علي عكس ما رأوه من اهتمام في اوروبا وخاصة انجلترا حيث كان يدرس علي أبو نصر، احد المؤسسين الثلاثة وشارك في تدريب فرق للمكفوفين هناك. يضيف عماد "بدأنا بالبحث عن لاعبين يرغبون في المشاركة، فقامنا بالتواصل مع عدد من المسئولين والخبراء مثل الدكتور أحمد ادم مستشار التربية الخاصة في وزارة التربية والتعليم والذي عرفهم علي المدرب محمد عبد الرحمن مؤسس رياضة "كرة الجرس"، أحد الرياضات الشهيرة الخاصة بالمكفوفين، واتفقوا جميعا علي ضرورة إنشاء الفريق وبالفعل يقول: "استطاعنا تكوين فريق من 25 لاعب". يري عماد ان المجتمع المصري يحتاج لفرض المزيد من الاهتمام بالمكفوفين عن طريق تشجيعهم ودمجهم في المجتمع وهو ما نريد توصيله بالحفل والمباراة التي اقيمت الجمعة. ويشرح عماد كيفية لعب كرة القدم للمكفوفين عن طريق استخدام كرة خاصة تحتوي علي جرس ليتمكن اللاعب من معرفة موقع الكرة ويكون هناك موجه أو مرشد يقوم بتوجيه اللاعبين بالتحرك والمرور والتسجيل علي المرمي. ووضح عماد ان المباراة تلعب في ملعب صغير يتكون كل فريق من خمسة لاعبين جميعهم من المكفوفين ماعدا حارس المرمي يكون مبصر مضيفا "نتمني ان نري مصر ممثلة في كأس العالم للمكفوفين في البرازيل 2016 ونحتاج لجهود الجميع لمساندتنا في تحقيق ذلك. بينما يقول مدرب المنتخب الالماني للمكفوفين،اولريش بفيستير، الذي شارك في الاحتفال، أن ما شعر به من اداء اللاعبين اثناء المباريات والتمرينات هي روح عالية ورغبة في اطلاق طاقتهم الايجابية في شئ مفيد موضحا انه جاء خصيصا لتدريب الفريق لرفع مستوياتهم ومساعدتهم في تحويلهم لفريق محترف قادر علي اللعب دوليا والمنافسة. في حين أكد اللاعبون بعد المباراة ان تلك هي المرة الاولي الذين يشعرون بحجم الاهتمام والذي جعلهم اكثر سعادة ولكنهم ابدوا رغبتهم في استمرار هذا الاهتمام والدعم من قبل الاتحاد الكرة ووزارة الشباب والرياضة مطالبين اياهم بتوفير ملاعب جيدة وامكانيات قريبة من ما هو متوفر لفرق المكفوفين في الخارج.