رغم مرور ما يقرب من شهرين على افتتاحه، مازال جراج التحرير يثير أزمة بين العديد من المواطنين سواء كانوا من العاملين فى وسط البلد أو ساكنيها، فالجراج الذى يقطن فى قلب ميدان التحرير اصبح مصدر ازعاج للكثير. فور دخولك أى من شوارع وسط البلد الرئيسية المطلة على ميدان التحرير سترى متاريس قد وضعت يمين ويسار الشارع تحمل سهما واسفله إلى جراج التحرير لتمنع أى سيارة من الوقوف على جانبى الطريق وهو الامر الذى لم يأت على هوى «السياس» الذين «انقطع عيشهم»، حسب قولهم. يقول أحمد الطيار، سايس شاب يعمل بشارع البستان، ان جراج التحرير كارثة اصابتنا جميعا فبعد أن كان مصدر رزقنا من خلال مساعدة السيارات فى الوقوف فى الشارع مقابل مبلغ صغير من المال أصبحنا الآن بلا عمل ولا دور ومضطرين أن نزاحم السياس الآخرين فى شوارع وسط البلد الداخلية. اضاف الطيار أن جراج التحرير لم يحسن الحالة المرورية فى شىء كل ما فعله أنه جعل الشارع اعرض ولكننا كنا نساهم بتنظيم المرور وراحة اصحاب السيارات دون الإضرار باحد. طالب الطيار أن توفر الحكومة فرصة عمل له ولزملائه طالما كانت سببا فى «قطع عيشه» مضيفا لا يمكن أن تمنعنا من العمل ثم تتركنا نحارب فى العراء. ليس السياس فقط من يعانون من جراج التحرير، ولكن اصحاب السيارات ايضا، فيقول سمير القصبى، موظف فى احد بنوك وسط البلد، «فى السابق كنت ادفع 250 جنيها شهريا لاحد السياس مقابل مكان فى الشارع الذى يوجد فيه عملى ولكن بعد أن تم منع الجميع من الركن فى الشارع اصبح المكان المتاح الوحيد هو ميدان التحرير الذى يصل اشتراكه الشهرى لنحو 600 جنيه أى أكثر من ضعف ما كنت ادفعه. شكاوي متصاعدة من جراج التحرير: تصوير - ابراهيم عزت يضيف القصبى أن الحكومة لم تهتم بملاك السيارات من الطبقات المتوسطة التى سيكون عليها اجتزاء 600 جنيه من مرتبها شهريا وهو رقم كبير، مضيفا أن الاشتراك اليومى اسوأ فالساعة الاولى ثمنها 4 جنيه ثم ثلاثة جنيهات لكل ساعة بعد ذلك وهو ما يعد رقما تعجيزيا من القائمين على الجراج الذى لا يكترثون بالمواطن البسيط. وعلى نفس الوتيرة يشتكى أهل وسكان وسط البلد الملاصقون لميدان التحرير من سوء فكرة الجراج، فيقول سيد لطيف رجل ستينى يقطن شارع قصر النيل، أنه منذ افتتاح الجراج وهو لا يعرف كيف يذهب إلى بيته يوميا بسبب صعوبة حركته وكذلك صعوبة ركوبه الاتوبيس المخصص لنقل الركاب من الجراج لأن معنى ذلك انه سينتظر طويلا للوصول لبيته وهو امر سخيف حسب تعبيره. يرى لطيف أن سكان وسط البلد الاكثر تضررا لأنهم تكبدوا خسائر مادية بسبب ارتفاع اسعار الجراج وخسائر نفسية بسبب بُعد الجراج عن بيوتهم وصعوبة التنقل بعد أن اصبحت السيارات بعيدة نسبيا. وفى جولة ميدانية فى جراج التحرير الذى يمتد على مساحة 20 ألف متر مربع، ويضم أربعة طوابق أسفل الأرض ليسع ل1700 سيارة، بدا الجراج خاويا بعد أن امتلئ الطابق الاول والثانى بالسيارات الفخمة واختفت السيارت من الطابقين الآخرين. فى حين انتقد عدد من مستخدمى الجراج، الاجراءات الامنية المعقدة والطويلة التى تتسبب فى الزحام فى ساعات الذروة بسبب بطء عملية التفتيش مستخدمين الكلاب البوليسية وأجهزة الكشف عن مفرقعات وافراد امن تقوم بتفتيش شنطة السيارة ورؤية رخصتى القيادة والسيارة.