"إعلام القاهرة" تناقش الجوانب القانونية لريادة الأعمال في القطاع الإعلامي    الثانية في أقل من 10 ساعات، إصابة إسرائيليين اثنين بعملية طعن في قضاء رام الله    لإشعال الثورة البوليفارية، مادورو يعلن عن قيادة جديدة للحزب الاشتراكي في فنزويلا    هونج كونج تنشئ لجنة تحقيق مستقلة لتحديد سبب حريق المجمع السكني    حدث تاريخي في كأس العرب 2025، أول إيقاف لمدة دقيقتين في كرة القدم (فيديو)    أمطار غزيرة تضرب الإسكندرية والمحافظة ترفع حالة الطوارئ (صور)    طقس اليوم: معتدل نهارا مائل للبرودة ليلا.. والعظمى بالقاهرة 23    طقس اليوم الثلاثاء.. تحذير من فرص أمطار متوسطة    محافظ البحر الأحمر ووزيرا الثقافة والعمل يفتتحون قصر ثقافة الغردقة وتشغيله للسائحين لأول مرة    البديل الألماني يطرد عضوا من كتلة محلية بعد إلقائه خطابا بأسلوب يشبه أسلوب هتلر    تراجع أسعار الذهب اليوم الثلاثاء 2 ديسمبر في بداية تعاملات البورصة العالمية    الحكم بحبس المخرج الإيراني جعفر بناهي لمدة عام    أدعية الفجر.. اللهم اكتب لنا رزقًا يغنينا عن سؤال غيرك    ما حكم الصلاة في البيوت حال المطر؟ .. الإفتاء تجيب    أسعار الأسماك والخضروات والدواجن اليوم الثلاثاء 2 ديسمبر    أصل الحكاية | «تابوت عاشيت» تحفة جنائزية من الدولة الوسطى تكشف ملامح الفن الملكي المبكر    قطاع المعالجات التجارية يعقد جلسة مشاورات مع مكتب الأمانة الفنية لمجلس التعاون الخليجى بشأن تحقيق التدابير الوقائية على واردات البيليت    ترامب وماكرون يبحثان هاتفيا الوضع في أوكرانيا    مصر تلاحق أمريكا فى سباق الوجهات المفضلة للألمان    المخرج أحمد فؤاد: افتتاحية مسرحية أم كلثوم بالذكاء الاصطناعي.. والغناء كله كان لايف    أصل الحكاية | أوزير وعقيدة التجدد.. رمز الخصوبة في الفن الجنائزي المصري    تقرير توغلات جديدة للجيش الاحتلال الإسرائيلي في ريف القنيطرة السوري    معرض إيديكس 2025.. عرض قواذف وصواريخ تستخدم مع الطائرات المسيرة..والمدرعتين فهد وقادر 2 المجهزتين بمنصات إطلاق..ومنظومة اشتباك وتحكم عن بعد للمواقع الثابتة وأخرى للاستطلاع وإدارة النيران تعمل مع المدفعية..فيديو    سر جوف الليل... لماذا يكون الدعاء فيه مستجاب؟    خمسة لطفلك | ملابس الشتاء.. حماية أم خطر خفي يهدد أطفالنا؟    تعيين رئيس لجنة اللقاحات في منصب جديد بوزارة الصحة الأمريكية    ثقّف نفسك | أهمية مشاركتك في الانتخابات البرلمانية من الجانب المجتمعي والوطني والشرعي    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الثلاثاء 2 ديسمبر    الالتزام البيئي باتحاد الصناعات المصرية: نقدم مساعدات فنية وتمويلية للمصانع المصرية ونسعى لنشر الاستدامة البيئية    جيش الاحتلال يغلق مداخل الخليل الشمالية    وزير الزراعة: صادرات مصر من الفراولة مرتفعة هذا العام.. والأسعار ستتحرك بالزيادة خلال أيام    شيري عادل تكشف كواليس تعاونها مع أحمد الفيشاوي في فيلم حين يكتب الحب    عاجل- شعبة المخابز تؤكد ثبات سعر رغيف الخبز المدعم عند 20 قرشًا وتحذر من أي زيادات مخالفة    لغز مقتل قاضي الرمل: هل انتحر حقاً المستشار سمير بدر أم أُسدل الستار على ضغوط خفية؟    رئيس قضايا الدولة يؤكد تعزيز العمل القانوني والقضائي العربي المشترك | صور    مصرع طفلين في حريق شقة بطنطا بعد اختناقهم بالدخان    حرب الوعي.. كيف يواجه المجتمع فوضى الشائعات الصحية على السوشيال ميديا؟    كيف تكشف المحتوى الصحي المضلل علي منصات السوشيال ميديا؟    بالأدلة العلمية.. الزجاجات البلاستيك لا تسبب السرطان والصحة تؤكد سلامة المياه المعبأة    سيد منير حكما لمباراة كهرباء الإسماعيلية وبيراميدز المؤجلة بالدورى    "العوضي": تلاميذ مدرسة الإسكندرية الدولية المعتدى عليهم أكثر من 4 أطفال    تقرير الطب الشرعي يفجر مفاجآت: تورط 7 متهمين في تحرش بأطفال مدرسة سيدز    استشهاد فرد شرطة ومصرع 4 عناصر جنائية في مداهمة بؤر لتجارة المخدرات بالجيزة وقنا    أتوبيس يسير عكس الاتجاه يتسبب في مأساة.. إصابة 12 في تصادم مروع بطريق بنها– المنصورة    هاني زهران: المحكمة الفيدرالية "مقبرة" ونسبة قبول طعن رمضان صبحي لا تتخطى 7%    أول ظهور لأرملة الراحل إسماعيل الليثى بعد تحطم سيارتها على تليفزيون اليوم السابع    لاعب الإسماعيلي السابق يطالب بإقالة ميلود حمدي    ترامب يحضر قرعة كأس العالم 2026    شاهد، مكالمة الشرع ل بعثة منتخب سوريا بعد الفوز على تونس بكأس العرب    مدرب منتخب الناشئين: مندوب برشلونة فاوض حمزة عبد الكريم.. واكتشفنا 9 لاعبين تم تسنينهم    جيمي فاردي يسقط بولونيا على ملعبه في الدوري الإيطالي    بيان جديد من المدرسة الدولية صاحبة واقعة اتهام عامل بالتعدي على تلاميذ KG1    كل ما تريد معرفته عن قرعة كأس العالم 2026 بمشاركة 48 منتخبا    أقوى 5 أعشاب طبيعية لرفع المناعة عند الأطفال    موعد صلاة العشاء.... مواقيت الصلاه اليوم الإثنين 1ديسمبر 2025 فى المنيا    انطلاق المؤتمر التحضيري للمسابقة العالمية للقرآن الكريم بحضور وزير الأوقاف    من الأكاديمية العسكرية إلى ميدوزا وإيديكس.. مصر ترفع جاهزية الإنسان والسلاح معًا    عاجل- قطر تفتتح مشوار كأس العرب 2025 بمواجهة فلسطين على ملعب "البيت"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«الشروق» تجاوب على الأسئلة الصعبة: «كواليس حياة أطفال في الزنزانة»
نشر في الشروق الجديد يوم 08 - 03 - 2015

«في كل زيارة أتوقع أن أذهب إليه لأعرف خبر موته، فالأمر يزداد سوءًا يومًا بعد الآخر، أثناء مُحتجز في عنبر يضم جنائيين وسياسيين يبلغ عددهم 70 حدثًا، على الرغم من أن وجود ابني المُعاق حركيًا، بين من ارتكبوا جرائم جنائية، كقتل الطفلة زينة أمر مُرعِب، ولكنهم يتعاطفون معه أكثر مما تتعاطف معه المحكمة أو العقابية».
كلمات جاءت على لسان والدة طفل نزيل بالمؤسسة العقابية بالمرج، المقر القانوني الوحيد لاحتجاز الأطفال على مستوى الجمهورية.
الملف يطرح العديد من التساؤلات عما يحدث خلف جدار مقار احتجاز الأطفال، يمكن تصنيفها ضمن فئة "الأصعب في الإجابة"، ليس فقط لأن الشفافية المُفنقدة تجعل الأمر متعثرًا حين تحاول العثور على مجرد إحصاء للطفال المحتجزين؛ بل لأن الأمر يتعلق أيضًا بإجابات لأسئلة "كيف حالهم؟" وما يسبق تلك المرحلة من أسئلة: "ما مدى قانونية احتجازهم؟"، وماذا عما يتردد بشأن انتهاكات جسيمة تقع بحقهم في مقار الاحتجاز؟ هل لهم نصيبهم من الصحة أو الحماية من الاعتداءات التي تصل إلى الانتهاك الجنسي؟
بوابة الشروق تحقق في الإجابة بالسطور القادمة
أين يُحتجز الأطفال؟
"المؤسسة العقابية بالمرج".. المكان الوحيد المُصرح به قانونًا لاحتجاز الأطفال لقضاء مُدة عقوبتهم على مُستوى الجمهورية، هكذا تقول مروة عرفة منسقة حملة الحرية للأطفال، بحسب المادة 141 من قانون الطفل المصري والذي ينص على أن يكون تنفيذ العقوبات المقيدة للحرية المحكوم بها علي الأطفال في مؤسسات عقابية خاصة يصدر بتنظيمها قرار من وزير الشئون الاجتماعية بالاتفاق مع وزير الداخلية، فإذا بلغ سن الطفل واحدا وعشرين عاماً تنفذ عليه العقوبة أو المدة الباقية منها في أحد السجون العمومية، ويجوز مع ذلك استمرار التنفيذ عليه في المؤسسة العقابية إذا لم يكن هناك خطورة من ذلك وكانت المدة الباقية من العقوبة لا تجاوز ستة أشهر، وذلك قبل التعديل الصادر في القانون بتاريخ 15 يناير الماضي، من مجلس الوزراء باعتبار السن القانوني للطفل 18 عامًا بدلًا من 21.
من أسوان إلى الإسكندرية.. فقط في «المرج»
تقول منسقة حملة الحرية للأطفال إن أحد الأزمات المحيطة ب"عقابية المرج" أنه المكان الوحيد لاحتجاز الأطفال المحكوم عليهم على مستوى الجمهوية من أسوان إلى الإسكندرية، وهو ما يترتب عليه عناء أهالي الأطفال المُحتجزين في السفر لأيام للتمكن من زيارتهم دقائق معدودة أسبوعيًا، فضلًا عن أن ذلك يُشجع على ارتكاب انتهاكات ضد الأطفال دون أي دعم نفسي من ذويهم.
«العقابية»، ليست المقر الوحيد للاحتجاز؛ رغمًا عما يتردد عن مساوئه، إلا أن هناك انتهاكات تشمل مقار احتجاز غير قانونية من الأساس، بحسب الحرية للأطفال، كأقسام الشرطة، ومعسكر الأمن المركزي ببنها الذي رصد مركز النديم تواجد 600 طفل به، ديسمبر الماضي، أو السجون. الأمر الذي نفاة اللواء محمد راتب، رئيس مصلحة السجون، في تصريحاته للشروق قائلا "لا يوجد تمامًا أي أحداث داخل السجون والأمر يتعلّق بالإدارة العامة لرعاية الأحداث".
ماذا يحدث داخل "العنابر والزنازين"؟
«إذا احتجزت الأطفال .. فقط طبّق القانون!» هو ما يُلخِّص به حنيش، المحامي بمركز النديم للعلاج والتأهيل النفسى لضحايا العنف، حالة احتجاز الأطفال في إطار غير قانوني يتعلق بانتهاكات تحدث بمقار الاحتجاز حتى القانونية منها.
عدم الفصل بين الأطفال والبالغين في مقار الاحتجاز المؤقتة وغير القانونية «أقسام الشرطة»، تجسّدت بسببها أزمة محاولة الطفل أنس خميس الانتحار داخل قسم سيدي جابر بالإسكندرية، لمحاولة التعدّي الجنسي عليه.
فحسب ما يقول حنيش، فإن هناك عددا كبيرا من الأطفال المحتجزين بأقسام الشرطة مقيمين في نفس مكان احتجاز البالغين، مما أدى إلى عدد كبير من الانتهاكات الجنسية والبدنية عليهم.
من بين الانتهاكات الفصل بين المحتجزين السياسيين والجنائيين، بحسب المحامي بالنديم، وتحدثت عنها والدة الطفل المُعاق إبراهيم رضا المُحتجز في العقابية بعنبر به ما يقرب من 70 سجينًا طفلًا بين جنائيين وسياسيين.
«انتهاكات طبية جسيمة بمقار الاحتجاز» انتهاك آخر أشار إليه الدكتور عمرو الشورى، عضو مجلس نقابة الأطباء وعضو حملة الحرية للأطفال، في حديثة مع الشروق، قد تبدأ بالامتناع عن تقديم الخدمة الطبية وتتدرج لتصل إلى التسبب في الإصابات بالعاهات والأمراض.
يَضيف "الشورى"، أن الجزء الأكبر من الانتهاكات يتعلّق بالمنع من تقديم الخدمة الصحية، والتعسف في تقديم أدوية لمن يعانون من أمراض مزمنة، أو حتى السماح بتقديمها لهم من الخارج، مما تسبب في تدهور حالات عديدة وصولًا إلى الوفاة، بسبب منع العلاج والمضاعفات المًصاحبة لذلك.
«التعذيب» عامل مشترك بين كونه انتهاكًا حقوقيًا وصحيًا، يقول الشورى إن التعذيب انتهاك صحي سواء كان بمساعدة أو غير مساعدة أطباء، ففي حالة تعرّض سجين للتعذيب، دون إبلاغ المسؤول الطبي بشأن ذلك يُعد انتهاكًا، ولكن الإشكالية الأساسية في أنهم ينتمون إلى نفس المنظومة والمؤسسة القائمة بالتعذيب، كما أنه لا يتم توفير أي بيانات أو تقارير للحالة الصحية من جهات الاحتجاز، أو المستشفيات التابعة لها. حسب وصفه.
يتابع الشورى، إن ظروف الاحتجاز تؤدي إلى سوء الأحوال الصحية، حيث يتكدث المحتجزون في أماكن لا تسمح بذلك، دون تهوية أو إضاءة أو أي فرصة للنظافة، مما يتسبب في الأمراض الجلدية والتنفسية والمعدية بشكل عام. وهو ما يتفق معه فيه مركز النديم، وما رصده من انتهاكات، بشأن عدم توفر مياه صالحة للاستخدام الآدمي، ومنع الأطفال من التريض أو الخروج من الزنازين، الأمر المتسبب في تردي الحالة الصحية للأطفال وانتشار أمراض مثل التينيا والجرب بين المحتجزين، بحسب حليم حنيش.
ولم تتوقف الانتهاكات حتى مع قرارات إخلاء السبيل، والتي يشوبها العوار، حيث إن تنفيذها يستغرق مدة طويلة قد تصل إلى أكثر من أسبوع دون مبرر واضح. حسب وصفه.
يُشار إلى أن عددًا ممن تواصلت معهم الشروق لإجراء التحقيق، ذكروا انتهاكات جسيمة وقعت بحقهم وحق ذويهم داخل المؤسسة العقابية بالمرج، وتحفظ البعض على ذكر أسمائهم تخوّفًا من التضييق الأمني عليهم أو معاقبة الأبناء، بحسب وصفهم.

اقرأ ايضا : تقرير مركز "النديم" عن تعذيب الأطفال ب2014
حتى الأطفال لم ينجوا من التعذيب http://t.co/VXixLtZrFM http://t.co/7XI52lVv3v
— مركز النديم (@elnadeem) January 2, 2015
شاهد تقرير مركز "مُصرّين" عن "العقابيات" ب2013


من يُشرف على مقار احتجاز الأطفال؟ ومن يُراقب؟
يقول يوسف عبد الباسط، نائب وزيرة التضامن، المعنية بالإشراف على المؤسسة العقابية بالمرج بالتعاون مع وزارة الداخلية، في تصريحاته للشروق، إن المؤسسة تتبع الشئون الاجتماعية بوزارة التضامن، وهي مؤسسة رعاية اجتماعية لفئة المحكوم عليهم أو الخاضعين للحبس الاحتياطي على ذمة قضايا بين أعمار 15 و18 عامًا.
وتخضع لإدارة مشتركة تتكون من مدير شرطي من وزارة الداخلية التي تتولى الحراسات، والترحيلات والتأمين بشكل عام، وآخر من الشئون الاجتماعية، التي تتولى الرعاية الاجتماعية للأحداث وأسرهم، وتتكفل بالموارد المالية للمؤسسة.
يضيف عبد الباسط إن المؤسسة تقدم خدمة متكاملة للأحداث، وتوفر عنابر مخصوصة للحبس الاحتياطي، مجهزة كعنابر المحكوم عليهم بأسرّة خاصة لكل نزيل ودولاب خاص يشمل خصوصيته، وتوفر جهاز إشراف كامل على مدار 24 ساعة، ويوجد تعاون كبير جدًا بين وزارتي الداخلية والتضامن في مؤسسة الرعاية، على حد وصفه.
يقول الدكتور عمرو الشورى، عضو مجلس نقابة الأطباء وعضو حملة الحرية للأطفال، في حديثة مع الشروق، إن الإشراف الطبي على مقار الاحتجاز يخضع لوزارة الداخلية، فالأطباء الموكلون بالمهمة إما أنهم ضباط أو مُكلفون بأداء الخدمة هناك، ويتبعون مباشرةً أوامر إدارة مقار الاحتجاز، دون الخضوع لرقابة. بحسبه.
وعن التعسّف في محاولة الإشراف الطبي من جهة كنقابة الأطباء يقول د.عمرو، إن النقابة خاطبت النيابة العامة وإدارة السجون بشأن 10 حالات حرجة جدًا منذ 3 شهور، ولم يتم حتى الرد بأي صورة من الصور على النقابة، كما تقدّمت النقابة بثلاث مكاتبات شملوا طلبين بتمكين لجنة من أعضاء مجلس النقابة لتفقد الحالة الصحية لمقدمي الشكاوى، وآخر بشأن استعداد النقابة لتولي علاج المحتجزين والنظر في شكواهم، وتم رفض الطلبات.
"المجلس القومي لحقوق الإنسان" له الحق في زيارة مؤسسات الاحتجاز والرقابة عليها، يقول جورج اسحق، مقرر لجنة الحقوق السياسية والمدنية بالمجلس القومى لحقوق الإنسان، في تصريح للشروق، إن لجنه تابعة للمجلس بالفعل زارت المؤسسة العقابية بالمرج أكثر من مرّة، وأوصت بفصل الأحداث الجنائيين عن السياسيين، ولا يعلم المجلس ما إن كان تم الأخذ بتوصيته بعد أم لا، مشيرا إلى أن المجلس لم يشهد حالات تعذيب داخل العقابية.
ينفي عبد الباسط كل الاتهامات بالانتهاكات البدنية التي تقع بحق الأطفال، حسب حقوقين قائلًا إنه لا يوجد أي عنف بين النزلاء والأطراف التي تدير المؤسسة، وربما هناك عنف بين الأطفال وبعضهم البعض، على حد قوله.
وأشار إلى أن المؤسسة تتولى الفصل بين الأحداث بحسب أنواع جرائمهم وأعمارهم ونوع التأهيل الذي يحتاجون إليه، وتكفل لهم الرعاية النفسية والتأهيل المهني كي لا يخرجون من المؤسسة كعاطلين عن العمل.
السؤال الصعب: كم طفلًا قيد الاحتجاز؟
أعداد الأطفال المحتجزين في تزايد بحسب تقارير حقوقية، أصدرتها عدد من المراكز من بينها النديم، التنسيقية المصرية للحقوق والحريات، وحملة الحرية للأطفال. مؤشرات يتفق معها عدد من مُستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي الذين يتداولون أخبار الأطفال المحتجزين، ولكن السؤال الذي يعجز الجميع عن إجابته "كم عدد الأطفال رهن الاحتجاز؟"
تكمن صعوبة الإجابة على التساؤل، في تعدد مقار الاحتجاز بين القانوني وغير القانوني، فأعداد كبيرة مُحتجزة بأقسام الشرطة، وآخرون مُحتجزون احتياطيًا بأماكن غير قانونية، بحسب مركز النديم كمعسكر الأمن المركزي ببنها، والذي رصد النديم تواجد 600 طفل به، ديسمبر الماضي، أو السجون. الأمر الذي نفاة اللواء محمد راتب، رئيس مصلحة السجون، في تصريحاته للشروق.
تحاول حملة الحرية للأطفال الإجابة، بإجرائها حصرًا يفيد بأن 478 قاصرًا محتجزين على ذمة قضايا سياسية، أعلنت عن نتيجته في مؤتمر نظمته، يناير الماضي، ولكن الحملة نفسها تقول إن العدد من المُستحيل أن يكون دقيقًا.
تقول مروة عرفة مُنسقة حملة الحرية للأطفال، في حديثها للشروق، إن أعداد المحتجزين يصعب رصدها جدًا، حيث لا توجد أي شفافية بشأن الأطفال المُحتجزين أو أعدادهم، فقط تحاول الحملة تكوين قاعدة بيانات ترصد القضايا التي تقع تحت أيديهم، فجهاز الداخلية لا يُتيح أي تقارير بشأن الأطفال كما أنه من غير المسموح لأي جهة مُستقلة أن تتفقد مقار الاحتجاز المُختلفة على مستوى الجمهورية. حد قولها
التنسيقية المصرية للحقوق والحريات أجرت بدورها رصدًا جغرافيًا لحالات احتجاز وقعت جميعًا في النصف الثاني من عام 2013، حصلت الشروق على نسخة منه، يفيد بأنه تم احتجاز 125 طفلًا بالقاهرة، و109 طفلًا بالجيزة، 55 طفلًا بالأسكندرية، 115 طفلًا بالدقهلية، 104 طفلًا بالبحيرة، 55 طفلًا بدمياط، 29 طفلًا ببني سويف، 44 طفلًا بأسبوط، ثلاثة أطفال بالإسماعيلية، 17 طفلًا بالدقهلية، بعض الأطفال قد تم إخلاء سبيله والبعض الآخر لايزال مُحتجزًا.
الإطار القانوني لاحتجاز الأطفال
قانون الطفل المصرى رقم 12 لسنة 1996 والمعدل بالقانون 126 لسنة 2008 ينص على أن الطفل هو من لم يتجاوز سنه الثامنة عشرة سنة ميلادية كاملة على أن يحمل لقب "قاصرًا" حتى بلوغ عامه 21، وذلك قبل أن يصدر تعديلا بشأنه من مجلس الوزراء ، منتصف يناير الماضي، بتعديل سن القُصّر إلى 18 عامًا بدلًا من 21.
وبحسب التعديل فإن التغيير الطارئ على القانون جاء حتى لا يتم بقاء من تجاوز سن الثمانية عشر تنفيذاً لعقوبة أو تدبير موقعاً عليه فى المؤسسات العقابية مما قد يشكل خطورة على باقى الأطفال الاصغر سناً.
الأمر الذي استنكره حقوقيون، وعلّقت عليه مروة عرفة، مُنسقة الحرية للأطفال، بأنه جاء لإقحام من تجاوز 18 عامًا في السجون التابعة لوزارة الداخلية بدلًا من إبقائه في مؤسسات رعاية الأحداث حتى بلوغ 21 عامًا.
ينص قانون الطفل كذلك بحسب المادة 112 على أنه لا يجوز احتجاز الأطفال أو حبسهم أو سجنهم مع غيرهم من البالغين في مكان واحد ، ويراعي في تنفيذ الاحتجاز تصنيف الأطفال بحسب السن والجنس ونوع الجريمة .
ويعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ثلاثة اشهر ولا تزيد عن سنتين وبغرامة لا تقل عن ألف جنيه ولا تجاوز
خمسة آلاف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل موظف عام أو مكلف بخدمة عامة احتجز أو حبس أو سجن طفلاً مع بالغ أو أكثر في مكان واحد.
تنص كذلك المادة 116 مكرر (د) من قانون الطفل على أن يكون للأطفال المجني عليهم والأطفال في جميع مراحل الضبط والتحقيق والمحاكمة والتنفيذ ، الحق في الاستماع إليهم وفي المعاملة بكرامة وإشفاق ، مع الاحترام الكامل لسلامتهم البدنية والنفسية وأخلاقية ، والحق في الحماية والمساعدة الصحية والاجتماعية والقانونية وإعادة التأهيل والدمج في المجتمع ، في ضوء المبادئ التوجيهية للأمم المتحدة بشأن توفير العدالة للأطفال ضحايا الجريمة والشهود عليها.
وتنص المادة 119 من القانون نفسة على ألا يحبس احتياطيا الطفل الذي لم يبلغ خمس عشرة سنة ،ويجوز للنيابة العامةإيداعه احدي دور الملاحظة مدة لا تزيد علي أسبوع وتقديمه عند كل طلب إذا كا نت ظروف الدعوى تستدعي التحفظ عليه ، علي ألا تزيد مدة الإيداع علي أسبوع ما لم تأمر المحكمة بمدها لقواعد الحبس الاحتياطي المنصوص عليها في قانون الإجراءات الجنائية.
تنص المادة 128 من القانون نفسه على أنه إذا إذا رأت المحكمة أن حالة الطفل البدنية أو العقلية أو النفسية تستلزم فحصه قبل ال فصل في الدعوي قررت وضعه تحت الملاحظة في أحد الأماكن المناسبة المدة التي تلزم لذلك، ويوقف السير في الدعوي إلي أن يتم هذا الفحص .
هل من حلول؟
على الجانب الصحي في مؤسسات الاحتجاز، يقول عمرو الشورى، إن هناك عددًا من الحلول العاجلة للأزمة، على المسؤولين النظر فيها فورًا، وهي:
أولًا: فصل تقديم الخدمة الصحية عن الجهة التي تدير مقار الاحتجاز، سواء كانت اقسام الشرطة أو السجون، وأن يتبع الإشراف على مقدمي الخدمة الصحية لوزارة الصحة.
ثانيًا: أن تتولى الرقابة الصحية على مقار الاحتجاز، جهة ثالثة غير حكومية مستقلة، من صلاحياتها رفع تقارير لمجلس الشعب، أو رفع دعوة مباشرة للقضاء، كصلاحيات أجهز الرقابة الإدارية والمركزي للحسابات في إجراء دعوى مباشرة دون التقدم بطلب للنيابة.
ثالثًا: إعادة النظر فورًا في عدم التزام مصر باتفاقية مراقبة مقار الاحتجاز، وتكوين فريق وطني من أجل تفعيلها.

إقرأ أيضًا: توصيات مؤسسة "هيومان رايتس ووتش" لمصر بشأن احتجاز الأطفال
«متهمون بأنهم أطفال - إساءة معاملة الشرطة المصرية للأطفال المحتاجين للحماية»


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.